تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
فيثاغورث ( الأسس المفاهيمية لميكانيكا الكوانتم)
المؤلف:
رولان أومنيس
المصدر:
فلسفة الكوانتم
الجزء والصفحة:
ص35
2025-10-14
25
إذا كان علي أن أحدد أعظم مفكر على مستوى كل العصور، لقلت بلا تردد إنه هو هذا« الفيثاغوري» المجهول. قبل كل شيء، ربما كان فيثاغورث نفسه هو الوحيد الذي أعلن تشييد المملكة . نعلم أنه ولد في جزيرة ساموس، في بواكير القرن السادس قبل الميلاد، وأنه ارتحل إلى مصر حيث تلقى العلم على يد كهنة آمون إله طيبة ذي الرأس البشري . ثم استقر أخيرا في كروتون، وهي مدينة إغريقية في جنوب إيطاليا، حيث أسس جماعة صوفية متقشفة. كان يمكن حينئذ أن يغدو واحدا من مرشدين روحيين يفوقون العد والحصر ألقى بهم التاريخ في زوايا النسيان، ولا يهمنا أن نعلم ما إذا كان قد درس تناسخ الأرواح، أو أنه كما يقال امتلك فخذا من الذهب. وإذا كنا معنيين به، فذلك بسبب من حضوره الطاغي، المدعم بوثائق وافرة، حضوره في أصول النزعة العقلية التي سوف يتشرب بها التفكير الإغريقي. كان العقل عند فيثاغورث أهم ملكات الإنسان، وبسلطانه لا سواه يمكن أن يؤدي إلى شكل من أشكال الحقيقة أقوى وأعمق من كل ما عداه رؤيته للطبيعة تبدو لنا ذات جرأة فائقة. قال إن الأعداد تحكم العالم. يبدو هذا الاقتناع قائما على واقعة بسيطة: فقد لاحظ أو تعلم) أن هارمونيات القيثارة تعتمد على المكان الدقيق لنقر الأوتار وأن المسافات الموسيقية التي تشنف الآذان - الثمانيات أو الثلاثيات أو الخماسيات كما نسميها الآن - تأتي من أوتار النسبة بينها هي ذاتها النسبة بين عددين صحيحين على أي حال، إنه لتقدير استقرائي مهيب أن يقرر من هذه الواقعة أن كل شيء عدد - هذا ما اعتبره البعض برنامج الفيزياء الرياضية، حتى إن كان قد طرح قبل ميلاد أي من الفيزياء أو الرياضيات، ربما كان هذا التقرير محالا بالمرة، إلا أنه يجعل الإعجاب يأخذ بمجامعنا، لكن أيضا لا بد من الاعتراف بأن شيئا من ا الشك يخامرنا .
إن المفكرين السابقين على سقراط لديهم العديد من أمثلة تلقي مثل هذا الضوء الكثيف، عادة ما تكون مشتبكة بأفكار تكتنفها الأغاليط والواقع، أن عبقرية فيثاغورث - وأيضا عبقرية بعض تلاميذه - تمثلت في قطع الخطوة الأولى نحو التدليل على أفكارهم، أي أنهم عرفوا كيف يبينون أن أفكارهم صادقة في حالات معينة من المؤكد أنهم لم ينجحوا تماما، ولكن كما يحدث كثيرا في تاريخ الأفكار، كان ما وجدوه أكثر أهمية مما كانوا يبحثون عنه.
كانت باكورة انتصاراتهم هي اكتشاف مبرهنة فيثاغورث الشهيرة عن المثلث القائم الزاوية. لا أحد يعلم كيف فعلوا هذا، إلا أن أغلب المؤرخين يتفقون على أنهم لا بد أقاموا برهانهم على شكل هندسي يتيح للعين النابهة المتيقظة أن تدرك المحصلة مباشرة. بعبارة أخرى، مبرهنة فيثاغورث شأنها شأن مبرهنة طاليس عن الخطين المتوازيين ليست دليلا كافيا على حدوث تقدم حاسم في التفكير، وهي شاهد يقيني فقط على مغزى للملاحظة بالغ التطور الأرجح أن هذه المبرهنة حقيقة لوحظت، وليست نتيجة لتفكير صارم، بيد أنها كانت أيضا دعوة لإمعان النظر في العدد السري لقياس قطر المربع، ما نسميه الجذر التربيعي للعدد «2»، أي كسر كان هذا؟ - لأنه لا يمكن إلا أن يكون كسرا تشكل من الأعداد الجديرة وحدها أن تحكم العالم: الأعداد الصحيحة.
عند هذه النقطة تدخل صورة رجل يستحق منا أسمى آيات الإعجاب وهو رجل نجهل عنه كل شيء، حتى اسمه كان بصدد التكرس للمشكلة ولا شك أنه فعل ذلك في أعقاب كثيرين فعلوا المثل نستطيع أن نتخيله شابا يافعا، اصطفاه الأقدمون بسبب عقليته التي تألقت وهو لايزال طفلا، إنه طفل إغريقي آت من جنوب إيطاليا. كثيرا ما أرى في أحلامي هذا الوجه المجهول لبطل العقول يا لها من اندفاعة جريئة، لعلها تمخضت عن فشل بحوث عقيمة، أو ربما نقول يا له من حلم ضاغط دفعه إلى الجرأة على التفكير فيما لا يقبل التفكير: هل يمكن أن يكون الأمر هو أن العدد المراوغ ليس له اسم أي أنه لا يقبل الرد إلى الأعداد الصحيحة، حراس الانسجام والتناغم؟ كيف يمكن أن نطرد مثل هذا الشك؟ ربما نفترض أنه كان عليه أن يتأمل طويلا، يتلمس طريقه كما لو كان يسير في فياف بلا حدود أو معالم، فتلك هي المرة الأولى في تاريخ البشر حيث يشرع إنسان في أن يؤسس بقوة العقل لا سواه حقيقة لا تقبل الدحض. إننا نجهل جزئيات حجته، بيد أن الاحتمالات ليست كثيرة، كما أن الوثائق التي خلفها رياضيون تابعوه على الفور وثائق حاسمة لا يوجد حاصل قسمة للعددين الصحيحين مربعه يساوي «2» وإثبات هذا يتطلب كل قوى الحجة المنطقية. لابد من تبيان أن كل مربع زوجي هو مربع عدد زوجي، وأن كل مربع فردي هو مربع عدد فردي، ذلك أنه يمكن دائما قسمة - و - بصورة متكررة كلاهما على العدد نفسه حتى يصبح واحدا منهما على الأقل عددا فرديا. وعلى وجه الخصوص يجب أن يكون المرء قادرا على مواصلة الحجة حتى يصل إلى النتيجة الناجحة، من دون أن يترك أي مخارج، ويثبت أن افتراض أن الجذر التربيعي للعدد «2» هو حاصل قسمة عددين صحيحين إنما يؤدي بالضرورة إلى تناقض.
نستطيع أن نتخيل الأقدمين يهيلون التراب على وجوههم، إذ يعجزون عن الإطاحة بحجته التي لا تشوبها شائبة. كان ملعونا ويجاهر بالكفر والتجديف. ووفقا لإحدى الأقاصيص المتواترة، رأت الأرباب أن العدالة تقضى بهلاك سفينته. لكن لعل الأقدمين أنفسهم هم الذين ألقوا به في اليم في مركب موشك على الغرق بالقرب من الشعاب الحادة لشاطئ كا، لعل هذا الرجل الذي أتانا بنور العقل قد لاقى حتفه على هذا النحو ليظل إلى الأبد مجهولا، ولم يكن رائده فيثاغورث إلا مبشرا.
لقد افتتح طريقا سبيلا لا حدود له، وكان معلوما في ذلك الحين أن الذهن المحبوك بالإرادة والمقيد بالصرامة، قد يجد منفذه إلى الحقيقة عن طريق الاستخدام الأوحد للكلام المحكوم بمهارة، لقد ولد المنطق ولادة حاسمة، ولن يتحداه متحد «فيما بعد»، ما لم يكن المتحدى قد ابتلعته التناقضات في اللحظة ذاتها، ولدت الرياضيات لأنها لم تعد مقتصرة على تبيان أن خاصية ما تصدق على مثال ما أو شكل ما، باتت الآن قادرة على إثباتها عن طريق العقل فقط. كانت الهندسة على وشك أن تشهر هذه الأداة الموسومة بميسم الجدة وتستخدمها لخلق عجائب أخرى.
الاكثر قراءة في ميكانيكا الكم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
