إعجاز القرآن الكريم وتحديه
المؤلف:
آية الله السيد محسن الخرّازي
المصدر:
بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية
الجزء والصفحة:
ج1، ص 285 – 292
2025-10-06
162
لقد أفاد وأجاد [المصنف] في عدم اختصاص وجوه الإعجاز بالبلاغة والفصاحة إذ القرآن من جميع جهاته يكون معجزة ، وتحدي القرآن لا يختص بوجه من وجوهه ، بل اطلاق التحدي به كما صرح به العلّامة الطباطبائي ـ قدس سره ـ يشمل جميع ما يمكن فيه التفاضل في الصفات. فالقرآن آية للبليغ في بلاغته ، وللفصيح في فصاحته ، وللحكيم في حكمته ، وللعالم في علمه ، وللاجتماعي في اجتماعه وللمقننين في تقنينهم وللسياسيين في سياستهم وللحكام في حكومتهم ، ولجميع العالمين فيما لا ينالونه جميعا كالغيب (1) ، ويشهد له أن التحدي بالقرآن لو كان ببلاغة القرآن وفصاحته فقط ، لم يتعد عن العرب ، مع أن التحدي لا يختص بالإنسان ، بل يعم الجن. «قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً» (2).
لا يقال : إن التحدي بالنسبة إلى العرب بالمباشرة وبالنسبة إلى غيرهم بالتسبيب ، فالآية لا تنافي انحصار وجوه الإعجاز في الفصاحة والبلاغة ؛ لأنا نقول : إن ظاهر الآية هو التحدي بالنسبة إلى جميع أفراد البشر والجن على نحو واحد ؛ لأن الخطاب فيها على نحو القضية الحقيقية فيشمل الحاضرين والغائبين ، بل المعدومين في ظرف وجودهم من دون فرق بينهم ، فالتفصيل بين الأفراد بالمباشرة والتسبيب خلاف الظاهر.
هذا مضافا إلى شهادة العيان بعجز البشر عن الاتيان بمثله في جميع الجهات ، من الفصاحة والبلاغة والمعارف الحقيقية والأخلاق الفاضلة والأحكام التشريعية والأخبار المغيبة وأسرار الخلقة وغير ذلك ، واعترف بذلك أهل الإنصاف من فحول العلوم ، وإليه أشار العلّامة آية الله الشيخ محمّد جواد البلاغي ـ قدس سره ـ حيث قال : «إن إعجاز القرآن لم يكن بمجرد الفصاحة والبلاغة ، وإن كفى ذلك في الإعجاز والحجة على دعوى الرسالة على أتم الوجوه في المعجز وأعمها ، فأين أنت عن عرفانه العظيم الذي هو لباب المعقول وصفوة الحكمة ، وأين أنت عن أخلاقه التي هي روح الحياة الأدبية والاجتماعية ، وأين أنت عن قوانينه الفاضلة وشرائعه العادلة ، ومحلها من العدل والمدنية ، وأين أنت عن إنبائه بالغيب التي ظهر مصداقها في المستقبل وهلم النظر إلى أقصر سور القرآن وما عرفناه من عجائبها الباهرة انظر إلى سورة التوحيد وأنوار عرفانها الحقيقي في ذلك العصر المظلم ، وانظر إلى سورة تبت وإنبائها بهلكة أبي لهب وامرأته بدخول النار ، وظهور مصداق ذلك بموتهما على الكفر ، وحرمانهما من سعادة الإسلام الذي يجبّ ما قبله ، وانظر إلى سورة النصر وإنبائها بغيب النصر والفتح ، كما ظهر مصداقه بعد ذلك ـ إلى أن قال ـ : وأين أنت عن جامعيته واستقامته في جميع ذلك من دون أن تعترضه زلة اختلاف أو عثرة خطأ أو كبوة تناقض ، فإن في ذلك أعظم اعجاز يعرفه الفيلسوف والاجتماعي والسياسي المدني. (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (3).
فهل يكون كل ذلك من إنسان لم يقرأ ولم يكتب ولم يتربّ في البلاد الراقية ، وإنما كان بدويا من البلاد المنحطة في كل أدب ، المدرسة الابتدائية في موطنه إنما هي بساطة أعراب البادية وخلوهم عن المعارف ، والمدرسة الكلية تنظم تعاليمها من الوثنية الأهوائية وخشونة الوحشية والجبروت الاستبدادي والعدوان وعوائد الضلال والجور ، والشرائع القاسية ، ولئن سمعت الاحتجاج بإعجاز القرآن في فصاحته وبلاغته ، فإنما هو لأجل عموم هذا الإعجاز وأنه هو الذي يذعن به العرب الذين ابتدأهم الدعوة ، وتناله معرفتهم حسب ما عندهم من الأدب ، الراقين فيه ، فتقوم الحجة عليهم وعلى غيرهم وتبقى سائر وجوه الإعجاز للفيلسوف والاجتماعي والسياسي المدني يأخذ منها كل منهم بمقدار حظه من الرقي» (4).
وعليه فكان الأولى هو أن يشير المصنف إلى هذه النكتة ، فإنه لا ريب ولا إشكال في كون اتيان القرآن ممن لم يتعلم ولم يكتب ولم يقرأ في مدرسة من المدارس ، إعجازا ظاهرا بينا ، كما أشار إليه في قوله عزوجل : (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (5) وقوله تعالى : (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) (6).
ومما ذكر يظهر أن نفس القرآن بفصاحته وبلاغته ومحتواه معجزة وبعبارة اخرى ، إعجازه داخلي بمعنى أنه على كيفية يعجز عنه الآخرون من الجن والإنس ، وعليه فما نقل عن النظام والسيد المرتضى ، واحتمله المحقق الطوسي ـ قدس سره ـ في متن تجريد الاعتقاد ، والعلّامة الحلي في شرحه من الصرفة بمعنى أن الله تعالى صرف العرب ومنعهم عن المعارضة ، وإلّا فالعرب كانوا قادرين على الألفاظ المفردة وعلى التركيب ، وإنما منعوا عن الاتيان بمثله تعجيزا لهم عما كانوا قادرين عليه ، في غاية الضعف ، فإن كثيرا ممن تصدوا لمعارضة القرآن ولم يستطيعوا ، اعترفوا بأن القرآن في درجة ، عجز عن مثله البشر ، فإن لم يكن القرآن معجزا بنفسه ، لزم أن يعترف العاجز بمجرد العجز عن الاتيان بمثله ، وقد روى قاضي عياض في إعجاز القرآن أنه ذكر أبو عبيد أن اعرابيا سمع رجلا يقرأ (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (7) فسجد ، وقال : سجدت لفصاحته ، وحكى الاصمعي أنه سمع كلام جارية ، فقال لها : قاتلك الله ما أفصحك! فقالت : أو يعد هذا فصاحة بعد قول الله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (8) فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين.
وسمع آخر رجلا يقرأ (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا) (9) فقال : أشهد أن مخلوقا لا يقدر على مثل هذا الكلام ، ولذلك أيضا لما سمع الوليد بن المغيرة من النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (10) قال : والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة (حسن وبهجة) وإن أسفله لمغدق (من اغدق : اتسع وكثر فيه الخير) وإن أعلاه لمثمر ، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه ، وما يقول هذا بشر. ولعله لذاك أيضا لما سمع كلام النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الوليد بن المغيرة ، وقرأ عليه القرآن رق فجاءه أبو جهل منكرا عليه ، قال : والله ما منكم أحد أعلم بالأشعار مني ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا (11).
وبالجملة كل هذا ونظائره مما يشهد على أن نفس القرآن ، كلام يعجز عن اتيانه البشر والجن. هذا مضافا إلى ما في «البيان» من أنه لو كان إعجاز القرآن بالصرفة ، لوجد في كلام العرب السابقين مثله ، قبل أن يتحدى النبي البشر ويطالبهم بالاتيان بمثل القرآن ، ولو وجد ذلك لنقل وتواتر ، لتكثر الدواعي إلى نقله ، وإذ لم يوجد ولم ينقل كشف ذلك عن كون القرآن بنفسه اعجازا إلهيا وخارجا عن طاقة البشر (12). هذا بحسب الشواهد التاريخية الدالة على أن إعجاز القرآن من جهة محتواه لا من جهة المنع والصرف الخارجي.
وزاد عليه العلّامة الطباطبائي ـ قدس سره ـ بما في تفسيره من أن هذا قول فاسد ، لا ينطبق على ما تدل عليه آيات التحدي بظاهرها ، كقوله تعالى : (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ) (13) فإن الجملة الأخيرة ظاهرة في أن الاستدلال بالتحدي إنما هو على كون القرآن نازلا ، لا كلاما تقوّله رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وأن نزوله إنما هو بعلم الله ، لا بإنزال الشياطين كما قال تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ) (14) وقوله : «وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ* إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ» (15) والصرف الذي يقولون به ، إنما يدل على صدق الرسالة بوجود آية هي الصرف ، لا على كون القرآن كلاما لله ، نازلا من عنده ، ونظير هذه الآية ، الآية الاخرى وهي قوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) (16) فإنها ظاهرة في أن الذي يوجب استحالة اتيان البشر بمثل هذا القرآن ، وضعف قواهم وقوى كل من يعينهم على ذلك من تحمل هذا الشأن ، هو أن للقرآن تأويلا لم يحيطوا بعلمه ، فكذبوه ولا يحيط به علما إلّا الله ، فهو الذي يمنع المعارض عن أن يعارضه لا أن الله سبحانه يصرفهم عن ذلك مع تمكنهم منه لو لا الصرف بإرادة من الله تعالى ، وكذا قوله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (17) فإنه ظاهر في أن الذي يعجز الناس عن الاتيان بمثل القرآن ، إنما هو كونه في نفسه على صفة عدم الاختلاف لفظا ومعنى ، ولا يسع لمخلوق أن يأتي بكلام غير مشتمل على الاختلاف ، لا أن الله صرفهم عن مناقضته بإظهار الاختلاف الذي فيه.
هذا ، فما ذكروه من أن إعجاز القرآن بالصرف كلام لا ينبغي الركون إليه (18) وأضف إلى ذلك أن صدور العلم القرآني مع ما فيه من التعالي والعظمة من الذي يكون أميّا لم يقرأ ولم يكتب ولم يدرس عند أحد إعجاز وخارج عن القدرة والعادة ، والصرفة فيما يمكن عادة لا فيما لا يمكن عادة فلا تغفل.
ثم لا يذهب عليك أن دعوى الرسالة من النبي كما هي صريح بعض الآيات ، كقوله تعالى : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) (19) مع ظهور المعجز في يده وهو القرآن الكريم ، كما عرفت ، يكفي لإثبات نبوته ورسالته ، إذ لو كان كاذبا لزم الإغراء بالجهل ، وهو ممتنع الصدور عنه تعالى ، لعدم مناسبته مع اطلاق كماله وحكمته ، ولكن مع ذلك أكد وتنازل وسلك مسلك الإنصاف والمماشاة وتحدى الناس وناداهم باتيان عشر سور (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ) (20) ثم تنازل عنه لتثبيت العجز ، وتحداهم وناداهم باتيان سورة واحدة (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (21).
ثم لم يكتف بذلك بل دعاهم بالاتيان والمعارضة والاستمداد من كل من حضر (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (22).
ثم أكد التأكيدات بالإخبار الإعجازي بأن السعي في طريق المعارضة لا نتيجة له إلّا الخسارة والافتضاح ولو اجتمع الجن والإنس واستظهر بعضهم ببعض لا يمكن أن يأتوا بمثله إلى الأبد.
كما نص عليه (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ) (23) ، (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (24).
وهذا هو السبب لتسمية القرآن بالمعجزة الخالدة إذ لا يختص إعجازه بعصر ولا زمان ، بل هو معجزة إلى الأبد ، كما أخبر عنه في قوله : (وَلَنْ تَفْعَلُوا) وفي قوله : (لا يَأْتُونَ).
قال العلّامة آية الله الشيخ محمّد جواد البلاغي ـ قدس سره ـ : «وقد مضت لهم مدة وأعوام ودعوة الرسالة والإعذار والإنذار دائمة عليهم ، وهم في أشد الضجر منها والكراهية لها والخوف من عاقبتها والتألم من آثارها وتقدمها وظهورها ، وفي أشد الرغبة في أهوائهم وعوائدهم ورئاساتهم ، والعكوف على معبوداتهم ، ومع ذلك لم يستطيعوا معارضة شيء من القرآن الكريم ، ولا الاتيان بسورة من مثله ، لكي تظهر حجتهم ، وتسقط حجية الرسول ويستريحوا من عنائهم من الدعوة التي شتت جامعتهم الأوثانية ، وقاومت رئاساتهم الوحشية وتشريعاتهم الأهوائية ، وفرقت بين الأب وبنيه ، والأخ وأخيه ، والزوج وزوجه ، والقريب وقريبه وكدرت صفاء قبائلهم ، ونافرت بين عواطفهم ، ولم يجدوا لذلك حيلة إلّا الجحود الواهي ، والعناد الشديد والاضطهاد القاسي ، والاستشفاع بأبي طالب وغيره تارة والمثابرة الوحشية اخرى ، مع تقحم الأهوال وقتال الأقارب ومقاساة الشدائد ، وأهوال المغلوبية ، فلما ذا لم يتظاهروا بأجمعهم عشر سنوات أو أكثر ويأتوا بشيء من مثل القرآن الكريم ، ويفاخروه ويحاكموه في المواسم والمحافل التي أعدوها لمثل ذلك ، فتكون لهم الحجة والغلبة في الحكومة ، وقرار النصفة ، وينادوا بالغلبة ويستريحوا من عناء هذه الدعوة ، وهم هم ، ومواد القرآن في مفرداته وتراكيبه من لغتهم ، واسلوبه من صناعتهم التي لهم التقدم والرقي فيها ولله الحجة البالغة (25).
______________
(1) الميزان : ج 1 ص 58.
(2) الاسراء : 90.
(3) النساء : 84.
(4) أنوار الهدى : ص 133 ـ 135.
(5) يونس : 16.
(6) العنكبوت : 48.
(7) الحجر : 94.
(8) القصص : 7.
(9) يوسف : 80.
(10) النحل : 90.
(11) راجع تفسير البيان في تفسير القرآن : 42 نقلا عن تفسير الطبري وتفسير القرطبي.
(12) البيان في تفسير القرآن : 61.
(13) هود : 13 ـ 14.
(14) الطور : 33 ـ 34.
(15) الشعراء : 210 ـ 212.
(16) يونس : 38 ـ 39.
(17) النساء : 81.
(18) تفسير الميزان : 1 : 68.
(19) الاعراف : 158.
(20) هود : 13 ـ 14.
(21) يونس : 38.
(22) البقرة : 23.
(23) البقرة : 24.
(24) الاسراء : 88.
(25) أنوار الهدى : ص 133.
الاكثر قراءة في القرآن الكريم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة