الرسول على بيّنة من ربّه والشاهد له علي امير المؤمنين
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص291-292.
2025-10-05
267
الرسول على بيّنة من ربّه والشاهد له علي امير المؤمنين
قال تعالى : {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} [هود : 17].
قال الأصبغ بن نباته : قال أمير المؤمنين عليه السّلام : « لو كسرت لي الوسادة فقعدت عليها ، لقضيت بين أهل التّوراة بتوراتهم ، وأهل الإنجيل بإنجيلهم ، وأهل الزّبور بزبورهم ، وأهل الفرقان بفرقانهم ، بقضاء يصعد إلى اللّه يزهر . واللّه ما نزلت آية في كتاب اللّه ، في ليل أو نهار ، إلّا وقد علمت فيمن أنزلت ، ولا أحد ممّن مرّت على رأسه المواسي من قريش إلّا وقد أنزلت فيه آية من كتاب اللّه ، تسوقه إلى الجنّة أو النّار ».
فقام إليه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما الآية التي نزلت فيك ؟ قال :
« أما سمعت اللّه يقول : {أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ} فرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على بيّنة من ربّه ، وأنا الشّاهد له ، وأتلوه منه » « 1 ».
وقال أبو جعفر عليه السّلام : قال أمير المؤمنين عليه السّلام - في خطبة له - : « وقال في محكم كتابه : {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء : 80] فقرن طاعته بطاعته ، ومعصيته بمعصيته ، فكان ذلك دليلا على ما فوّض إليه ، وشاهدا له على من اتّبعه وعصاه . وبيّن ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم ، فقال تبارك وتعالى ، في التّحريض على اتّباعه ، والترغيب في تصديقه والقبول لدعوته : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران : 31] فاتّباعه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم محبّة اللّه ، ورضاه غفران الذنوب وكمال الفوز ووجوب الجنّة ، وفي التولّي عنه والإعراض محادّة اللّه وغضبه وسخطه . والبعد منه سكن النار ، وذلك قوله تعالى : وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ يعني الجحود به والعصيان له » « 2 ».
وقد مضى حديث في معنى الآية ، عن العيّاشي ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالى : فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ الآية : ليطلب هناك « 3 » . . .
___________________
( 1 ) بصائر الدرجات : ص 152 ، ح 2 .
( 2 ) الكافي : ج 8 ، ص 26 ، ح 4 .
( 3 ) تقدم في الحديث من تفسير الآية ( 12 ) من هذه السورة .
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة