الفتنة والتبشير براية الامام المهدي عليه السلام
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص122-123.
2025-09-21
221
الفتنة والتبشير براية الامام المهدي عليه السلام
قال تعالى : {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النحل : 45 - 47].
قال ابن سنان ، سئل أبو عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه تعالى :
أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ ، قال : « هم أعداء اللّه ، وهم يمسخون ويقذفون ويسيحون في الأرض » « 1 ».
وقال أبو جعفر عليه السّلام - في حديث طويل لجابر الجعفي - : « وإيّاكم وشذّاذا من آل محمّد ، فإنّ لآل محمد وعليّ عليهم السّلام راية ، ولغيرهم رايات [ فالزم الأرض ، ولا تتّبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين ، معه عهد نبيّ اللّه ورايته وسلاحه ، فإنّ عهد نبيّ اللّه صار عند عليّ بن الحسين ، ثمّ صار عند محمد بن عليّ ، ويفعل اللّه ما يشاء ] ، فالزم هؤلاء أبدا ، وإيّاك ومن ذكرت لك.
فإذا خرج رجل منهم معه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا ، ومعه راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عامدا إلى المدينة حتّى يمرّ بالبيداء ، حتى يقول : هذا مكان القوم الذين خسف بهم ، وهي الآية التي قال اللّه تعالى : {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ } « 2 ».
وقال عليّ بن إبراهيم ، قوله : أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ يا محمّد ، وهو استفهام أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ قال : إذا جاءوا وذهبوا في التجارات وفي أعمالهم ، فيأخذهم في تلك الحالة :
أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ قال : على تيقّظ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ « 3 ».
قويّين ، أو يكونا ضعيفين ، أو يكون أحدهما قويّا والآخر ضعيفا ، فإن كانا قويّين ، فلم لا يدفع كلّ واحد منهما صاحبه ويتفرّد بالربوبيّة ؟ وإن زعمت أنّ أحدهما قويّ والآخر ضعيف ثبت أنّه واحد كما نقول ، للعجز الظاهر في الثاني ، وإن قلت : إنهما اثنان ، لم يخل من أن يكونا متّفقين من كلّ جهة أو مفترقين من كلّ جهة ، فلمّا رأينا الخلق منتظما ، والفلك جاريا ، واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر ، دلّ ذلك على صحّة الأمر والتدبير وائتلاف الأمور ، وأنّ المدبّر واحد » « 4 ».
___________
( 1 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 261 ، ح 35 .
( 2 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 65 ، ح 117 .
( 3 ) تفسير القمّي : ج 1 ، ص 385 .
( 4 ) الاحتجاج : ص 333 .
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة