تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
الولاية في سورة سبأ
المؤلف:
السيد هاشم البحراني
المصدر:
الهداية القرآنية الى الولاية الإمامية
الجزء والصفحة:
ص 441-449
2025-07-16
25
بسم الله الرحمن الرحيم
الخامسة والتسعون والمائتان: قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} [سبأ: 18]
816- محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر (عليه السلام) فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟
فقال: هكذا يزعمون.
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : بلغني أنك تفسر القرآن؟
قال (له) ([1]) قتادة: نعم.
{فقال له أبو جعفر (عليه السلام) بعلم تفسره أم بجهل؟ قال: لا بعلم] ([2]).
فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت وأنا أسألك. قال قتادة: سل. قال ([3]): أخبرني عن قول الله عز وجل في سبأ: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} [سبأ: 18] . فقال قتادة: ذاك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله. فقال أبو جعفر (عليه السلام) : أنشدك ([4]) بالله - قتادة - هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بیته ([5]) بزاد حلال [وراحلة] ([6]) وكراء خلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب معنا ذلك ضربة فيها اجتياحه؟ قال قتادة: اللهم نعم فقال أبو جعفر (عليه السلام) : ويحك - يا قتادة - إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت وإن كنت أخذته من الرّجال فقد هلكت وأهلكت. ويحك يا قتادة - [ذلك] ([7]) من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال. يروم هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عز وجل: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} [إبراهيم: 37] ولم يعن البيت فيقول: إليه فنحن والله دعوة إبراهيم صلى الله عليه (التي) من هوانا قلبه قبلت حجته وإلا فلا.
يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة. قال قتادة: لا جرم والله لا فسرتها إلا هكذا.
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : إنما يعرف القرآن من خوطب به ([8]).
817 - الشيخ في كتاب الغيبة: قال: روى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري. عن أبيه عن محمد بن صالح الهمداني قال: كتبت إلى صاحب الزمان (عليه السلام) : أن أهل بيتي يؤذونني ويقرعونني ([9]) بالحديث الذي روي عن آبائك عليهم السلام أنهم قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله. فكتب: ويحكم ما تقرءون ما قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً } [سبأ: 18] فنحن والله القرى التي بارك الله فيها وأنتم القرى الظاهرة. ورواه ابن بابويه في الغيبة: قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن {بن أحمد بن الوليد} ([10]) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن صالح الهمداني عن صاحب الزمان (عليه السلام) إلى آخره ([11]). 818- محمد بن العباس: عن الحسين بن علي بن زكريا البصري عن الهيثم بن عبد الله الرماني قال: حدثني علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى عن أبيه جعفر (عليه السلام) قال:
دخل على أبي بعض من يفسر القرآن فقال له: أنت فلان؟ وسماه باسمه {قال: نعم} ([12]) فقال: أنت الذي تفسر القرآن.
قال نعم: قال كيف تفسر هذه الآية: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ } [سبأ: 18] قال هذه بين مكة ومنى. فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : أيكون في هذا الموضع خوف وقطع؟ قال: نعم. قال فموضع يقول الله عزوجل: آمن يكون فيه خوف وقطع؟ قال: فما هو؟ قال: ذاك نحن أهل البيت (قد) ([13]) سماكم الله أناسا وسمانا قرى. قال: جعلت فداك أو جدت هذا في كتاب الله أن القرى رجال؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام) أليس الله تعالى يقول: { وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا} [يوسف: 82] فللجدران والحيطان السؤال أم للناس؟ وقال تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا} [الإسراء: 58] فلمن العذاب.
للرجال أم للجدران والحيطان ([14])؟ ([15])
819 ـ عنه: عن أحمد بن هوذة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق النها وندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله قال: دخل الحسن البصري على محمد بن علي الله فقال له: يا أخا [أهـل] ([16]) البصرة بلغني (عنك) ([17]) أنك فسرت آية من كتاب الله على غير ما أنزلت فإن كنت فعلت فقد هلكت واستهلكت ([18]). قال: وما هي جعلت فداك؟ ([19]) قال: قول الله عز وجل: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} [سبأ: 18] ويحك كيف يجعل الله لقوم أمانا ومتاعهم يسرق بمكة والمدينة وما بينهما ورتما أخذ عبدا وقتل وفاتت نفسه - ثم مكث مليا، ثم أوما بيده إلى صدره وقال: - نحن القرى التي بارك الله فيها. قال: جعلت فداك أوجدت هذا في كتاب الله: أن القرى رجال؟ قال: نعم قوله عز وجل: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا} [الطلاق: 8] فمن العاتي على الله عز وجل: الحيطان أم البيوت أم الرجال؟
{فقال الرجل:} ([20]) ثم قال: جعلت فداك زدني. قال: قوله عز وجل في سورة يوسف (عليه السلام) : { وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا} [يوسف: 82] لمن أمروه أن يسأل القرية والعير أم الرجال؟ فقال: جعلت فداك فأخبرني عن القرى الظاهرة.
قال: هم شيعتنا - يعني العلماء منهم. ([21])
820 - وفي قوله: {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} [سبأ: 18] روي عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال: آمنين من الزيغ أي: فيما يقتبسون منهم [من] ([22]) العلم في الدنيا والدين ([23]).
821 - الطبرسي: عن أبي حمزة الثمالي قال: دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على علي بن الحسين (عليه السلام) فقال له: جعلني الله فداك اخبرني عن قول الله عز وجل {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} [سبأ: 18] فقال له: ما تقول الناس فيها قبلكم ([24]) بالعراق؟ فقال: يقولون: إنها مكة. فقال: وهل رأيت الشرق في موضع أكثر منه بمكة؟ قال: فما هو؟ قال: إنما عنى الرجال. قال: وأين ذلك في كتاب الله؟ قال: أوما تسمع الى قوله ([25]) عزوجل: { وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ } [الطلاق: 8] وقال: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ } [الكهف: 59] وقال: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [يوسف: 82] (أفيسأل القرية والعير أو الرجال) ([26])؟ قال: وتلا عليه آيات في هذا المعنى. قلنا: جعلنا {الله} ([27]) فداك فمن هم؟ قال: نحن هم. وقوله: {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} [سبأ: 18] قال: آمنين من الزيع ([28]). 822- عنه في الاحتجاج: عن أبي حمزة الثمالي قال: أتى الحسن البصري أبا ([29]) جعفر (عليه السلام) فقال: يا أبا جعفر ألا أسألك عن أشياء من كتاب الله؟ فقال (له) ([30]) أبو جعفر (عليه السلام) : ألست فقيه أهل البصرة؟
فقال: قد يقال ذلك.
الهداية القرآنية إلى الولاية الإمامية الجز الثاني
فقال [له] ([31]) أبو جعفر (عليه السلام) : ألست فقيه أهل البصرة؟
فقال: قد يقال ذلك.
فقال [له] أبو جعفر (عليه السلام) : هل بالبصرة أحد تأخذ عنه؟
قال: لا.
قال: فجميع أهل البصرة يأخذون عنك؟
قال: نعم.
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الأمر بلغني عنك أمر
فما أدري أكذلك أنت أم يكذب عليك؟ قال: ما هو؟ قال: زعموا أنك تقول: إن الله [خلق] ([32]) العباد وفوّض إليهم أمورهم. قال: فسكت الحسن. فقال: أرأيت من قال الله له في كتابه: إنك آمن هل عليه خوف بعد هذا القول؟ فقال الحسن: لا. فقال أبو جعفر (عليه السلام) : إني أعرض عليك آية وأنهي إليك خطابا ([33]) ولا أحسبك إلا وقد فسرته على غير وجهه فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت. فقال له: ما هو؟
قال: أرأيت الله حيث يقول: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} [سبأ: 18] يـا حسـن بلغني أنك أفتيت الناس فقلت: هي مكة؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام) : فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة وهل تذهب أموالهم؟ {قال: بلى. قال:} [34]1) فمتى يكونون آمنين؟ بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن فنحن القرى التي بارك الله فيها وذلك قول الله عز وجل فمن أقر بفضلنا حيث أمرهم الله أن يأتونا فقال: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } [سبأ: 18] أي [جعلنا] ([35]) بينهم وبين شيعتهم القرى التي باركنا فيها {قُرًى ظَاهِرَةً} [سبأ: 18] والقرى الظاهرة: الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا. وقوله تعالى: { وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ} [سبأ: 18] فالسير مثل للعلم {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا} [سبأ: 18] مثل لما يسير من العلم في الليالي والأيام عنا إليهم في الحلال والحرام والفرائض والأحكام {آمِنِينَ } [سبأ: 18] فيها إذا أخذوا من معدنها الذي أمروا أن يأخذوا منه آمنين من الشك والضلال والنقلة من الحرام إلى الحلال لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم أخذهم إياه عنهم بالمعرفة ([36]) لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصطفاة بعضها من بعض فلم ينته الاصطفاء ([37]) إليكم بل إلينا انتهى ونحن تلك الذرية [المصطفاة ] ([38]) لا أنت ولا أشباهك يا حسن فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس إليك: يا جاهل أهل البصرة لم أقل ( فيك ) ([39]) إلا ما علمته منك وظهر لي عنك وإياك أن تقول بالتفويض فإن الله جل وعز لم يفوض {الأمر} ([40]) الى خلقه وهنا منه وضعفا ولا أجبرهم على معاصيه ظلما ([41]) 823- عنه في الاحتجاج: قال الصادق (عليه السلام) لأبي حنيفة لما دخل عليه من أنت؟ قال: أبو حنيفة.
قال (عليه السلام) : مفتي أهل العراق؟
قال: نعم.
قال: بما تفتيهم؟
قال: بكتاب الله.
قال (عليه السلام) : وإنك لعالم بكتاب الله: ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه؟ قال: نعم. قال: فأخبرني عن قول الله عزوجل: { وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} [سبأ: 18] أي موضع هو؟ قال {أبو حنيفة} ([42]): هو ما بين مكة والمدينة. فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) الى جلسائه وقال: نشدتكم بالله هل تسيرون بين مكة والمدينة ولا تأمنون على دمائكم من القتل ولا على أموالكم من السرق؟ فقالوا: اللهم نعم. فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : ويحك يا أبا حنيفة إن الله لا يقول إلا حقا أخبرني عن قول الله عزوجل: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 97] أي موضع هو؟ قال: ذلك بيت الله الحرام.
فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) الى جلسائه وقال: نشدتكم بالله هل تعلمون أن عبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا {القتل} ([43])؟ قالوا: اللهم نعم.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ويحك يا أبا حنيفة {إن الله} ([44]) لا يقول إلا حقا. فقال أبو حنيفة: ليس لي علم بكتاب الله إنما أنا صاحب قياس- وساق حديثا طويلا ([45]).
السادسة والتسعون والمائتان: قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [سبأ: 19] محمد بن العباس: قال حديثا أحمد بن محمد بن ثابت عن القاسم بن إسماعيل عن محمد بن سنان عن سماعة بن مهران عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [سبأ: 19] قال: صبار على مودتنا وعلى ما نزل به ([46]) من شدة ([47]) أو رخاء صبور على الأذى فينا شكور (لله) ([48]) تعالى على أهل ولايتنا أهل البيت عليهم السلام ([49]).
السابعة والتسعون والمائتان: قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِين} [سبأ: 20] 825- محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى عن أحمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن مسمع بن الحجاج {عن صباح الحذاء} ([50]) عن صباح المزني عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
لما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي (عليه السلام) يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم أحد في بر ولا بحر إلا أتاه.
فقالوا: يا سيدهم ومولاهم ماذا دهاك فما سمعنا لك صرخة أو حش من صرختك هذه؟ فقال لهم: فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص الله أبدا.
فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لآدم.
فلما قال المنافقون: إنه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: أما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون يعنون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صرخ ابليس صرخة بطرب فجمع أولياءه فقال:
أما علمتم أني كنت لآدم من قبل؟ قالوا: نعم
قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .
فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأقام الناس غير علي لبس إبليس تاج ([51]) الملك.
ونصب منبرا وقعد في الزينة ([52]) وجمع خيله ورجله ثم قال (لهم) ([53]): أطربوا لا يطاع الله حتى يقام إمام ([54]). وتلا أبو جعفر (عليه السلام) : {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سبأ: 20] قال أبو جعفر (عليه السلام) : كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم والظن مـن إبليس حين قالوا {لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) } ([55]): إنه ينطق عن الهوى فظن إبليس بهم ظنا فصدقوا ظنه ([56])
826 - علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين الا للناس في قوله: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67] في علي بغدير خم فقال من كنت مولاه فعلي مولاه فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر وحقوا التراب على وجوههم ([57]) فقال لهم
إبليس: مالكم؟ قالوا: إن هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شيء إلى يوم القيامة. فقال لهم إبليس لعنه الله: كلا إن الذين حوله قـد وعدوني فـيـه عـدة لن ([58]) يخلفوني فأنزل الله على رسوله: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} [سبأ: 20] الآية ([59]). 827- محمد بن العباس: قال: حدثنا الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى بن عبيد عن ابن فضال ([60]) عن عبد الصمد بن بشير عن عطية العوفي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخذ بيد علي (عليه السلام) بغدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه كان إبليس لعنه الله حاضرا بعفاريته فقالت له - حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه: والله ما هكذا قلت لنا لقد أخبرتنا أن هذا إذا مضى افترق أصحابه وهذا أمر مستقر كلما أراد أن يذهب واحد بدر آخر فقال: افترقوا فإن أصحابه قد وعدوني أن لا يقروا له بشيء مما قال وهو قوله عز وجل: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سبأ: 20] علي بن إبراهيم: عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر (عليه السلام) وسأله عن قوله [61]عز وجل: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سبأ: 20] قال: لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين (عليه السلام) للناس [إماما] ([62]) وهو قوله {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } [المائدة: 67] في علي {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67] أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي (عليه السلام) يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه حثت الأبالسة التراب على رؤوسها ([63]) فقال لهم إبليس الأكبر: ما لكم؟
قالوا: قد عقد هذا الرجل اليوم عقدة لا يحلها إنسي إلى يوم القيامة فقال لهم إبليس: كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة ولن يخلفوني فيها فأنزل الله سبحانه هذه الآية: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سبأ: 20] يعني شيعة أمير المؤمنين ([64]).
الثامنة والتسعون والمائتان: قوله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 23] علي بن إبراهيم: قال: لا يشفع أحد من أنبياء الله ورسله يوم القيامة حتى يأذن الله تعالى له إلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن الله قد أذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة والشفاعة له {ولأمير المؤمنين (عليه السلام) } ([65]) وللأئمة من ولده و[ من] ([66]) بعد ذلك للأنبياء عليهم السلام ([67]).
830- شرف الدين النجفي: قال: علي بن إبراهيم رحمه الله: روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) ([68]) أنه قال: لا يقبل الله الشفاعة يوم القيامة لأحد من الأنبياء والرسل حتى يأذن الله له الشفاعة إلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن الله قد أذن له في الشفاعة ( من ) ([69]) قبل يوم القيامة فالشفاعة له ولأمير المؤمنين (عليه السلام) وللأئمة عليهم السلام من ولده ثم من بعد[ذلك] ([70]) للأنبياء صلوات الله عليهم[71]قال: وروي أيضا عن أبيه عن علي بن مهران ([72]) عن زرعة عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم القيامة. قال: يحشر الناس يوم القيامة في صعيد واحد فيلجمهم العرق فيقولون: انطلقوا بنا إلى أبينا آدم (عليه السلام) يشفع لنا فيأتون آدم (عليه السلام) فيقولون له: اشفع لنا عند ربك ؟ فيقول: إن لي ذنبا وخطيئة وإني أستحيي من ربي فعليكم بنوح فيأتون نوحا فيردهم إلى من يليه ويردهم كل نبي إلى من يليه من الأنبياء حتى ينتهوا إلى عيسى (عليه السلام) فيقول: عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيأتون محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) فيعرضون أنفسهم عليه ويسألونه أن يشفع لهم فيقول: انطلقوا بنا فينطلقون حتى يأتي باب الجنة فيستقبل وجه الرحمن سبحانه ويخر ساجدا فيمكث ما شاء الله فيقول الله له: ارفع رأسك - يا محمد ـ واشفع تشفع واسأل تعط فيشفع فيهم ([73])
832- علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي العباس المكبر قال: دخل مولى لامرأة علي بن الحسين (عليه السلام) على أبي جعفر (عليه السلام) يقال له أبو أيمن فقال: يا أبا جعفر يغرون الناس ويقولون: شفاعة محمد شفاعة محمد؟ فغضب أبو جعفر (عليه السلام) حتى تغير وجهه ثم قال: ويحك ـ يا أبا أيمن - أغرك أن عف بطنك وفرجك أما لو رأيت أفزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمد ويلك فهل يشفع إلا لمن وجبت له النار. ثم قال: ما من أحد من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد (رسول الله) ([74]) صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
ثم قال أبو جعفر (عليه السلام) : إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاعة في أمته ([75]ولنا الشفاعة في شيعتنا ولشيعتنا الشفاعة في أهاليهم. ثم قال: وإن المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر ([76]) ([77]) التاسعة والتسعون والمائتان: قوله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: 28]علي بن إبراهيم: قال: حدثنا علي بن جعفر قال: حدثني محمد بن عبد الله الطائي قال: حدثنا محمد بن أبي عمير قال: حدثنا حفص الكناسي. قال: سمعت عبد الله بن بكر الأ رجاني قال: قال لي الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) : اخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أرسل عامة للناس أليس قد قال الله في محكم كتابه: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: 28] لأهل المشرق والمغرب وأهل السماء والأرض من الجن والإنس هل أبلغ ([78]) رسالته إليهم كلهم؟ قلت: لا أدري.
قال: يا بن بكر إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يخرج من المدينة فكيف أبلغ أهل المشرق والمغرب؟
قلت: لا أدري. قال: إن الله تعالى أمر جبرئيل فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت بين يديه مثل راحته في كفه ينظر إلى أهل المشرق والمغرب ويخاطب كل قوم بألسنتهم ويدعوهم إلى الله تعالى وإلى نبوته بنفسه فما بقيت: قرية ولا مدينة إلا ودعاهم النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه[79]).
834 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قو لويه في كامل الزيارات: قال: حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن علي بن محمد بن سالم ([80]) عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد {البصري}[81] عن عبد الله: عبد الرحمن الأصم عن عبد الله بن بكر الأرجاني عن أبي عبد الله له ـ في حديث طويل - قال: قلت: جعلت فداك فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب؟ قال: يا بن بكر فكيف يكون حجة على ما بين قطريها وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم؟ وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه؟ وكيف يكون مؤديا عن الله وشاهدا على الخلق وهو لا يراهم؟ وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم وقد حيل بينهم وبينه أن يقوم بأمر ربه فيهم والله يقول: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: 28] يعني به من على الأرض والحـجة مـن بعـد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوم مقام النبي من بعده وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الأمة والآخذ بحقوق الناس ([82]).
الثلاثمائة: قوله تعالى: {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } [سبأ: 45] علي بن إبراهيم: قال: حدثني علي بن الحسين قال حدثني أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هشام بن عمار يرفعه في قوله: {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } [سبأ: 45] قال: كذب الذين من قبلهم رسلهم وما بلغ ما آتينا معشار ما آتينا محمدا وآل محمد (عليه السلام) ([83]).
836- علي بن إبراهيم: قال: حدثنا جعفر بن أحمد [84] قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله ([85]): {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} [سبأ: 46] قال: إنما أعظكم بولاية علي (عليه السلام) ([86]). ([87])
837- محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} [سبأ: 46]؟ فقال: إنما أعظكم بولاية علي (عليه السلام) (هي الواحدة التي قال الله تبارك وتعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} [سبأ: 46] [88]838- محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد النوفلي عن يعقوب بن يزيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} [سبأ: 46] قال: بالولاية. قلت: وكيف ذاك؟ قال: إنه لما نصب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين (عليه السلام) للناس فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اغتابه رجل وقال: إن محمدا ليدعو كل يوم الى أمير جديد وقد بدأ بأهل بيته يملكهم رقابنا. فأنزل الله عزوجل على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) {بذلك} ([89]) قرآنا فقال له {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ } [سبأ: 46] فقد أديت اليكم ما افترض ربكم عليكم. قلت فما معنى قوله عزوجل: { أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} [سبأ: 46]
(فقال:) ([90]) اما مثنى: يعني طاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وطاعة أمير المؤمنين (عليه السلام) . وأما قوله عز وجل: فرادى: فيعني طاعة الإمام من ذريتهما من بعدهما ولا والله يا يعقوب - ما عنى غير ذ ذلك [91].
839 – الطبرسي في الاحتجاج: عن أمير المؤمنين في قوله: له {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ } [سبأ: 46] قال: فإن الله جل ذكره أنزل عزائم الشرائع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة كما خلق (الله) [92] السموات والأرض في ستة أيام ولو شاء الله لخلقها في أقل من لمح البصر ([93]) ولكنه جعل الأناة والمداراة مثالا لأمنائه وإيجابا لحججه على خلقه فكان أول ما قيدهم به : الإقرار له بالوحدانية والربوبية والشهادة بأن لا إله إلا الله فلما أقروا بذلك تلاه بالإقرار لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة والشهادة له بالرسالة فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلاة ثم الزكاة ثم الصوم [ثم الحج] [94] ثم الصدقات وما يجري مجراها من مال الفيء. فقال المنافقون: هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض شيء آخر يفترضه فتذكره لتسكن أنفسنا إلى أنه لم يبق غيره؟ فأنزل الله في ذلك: له {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ } [سبأ: 46] يعني الولاية وأنزل الله: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] وليس بين الأمة خلاف أنه لم يؤتِ الزكاة يومئذ أحد وهو راكع غير (رجل) [95] واحد لو ذكر اسمه في الكتاب لأسقط مع ما أسقط من ذكره وهذا ما أشبهه من الرموز التي ذكرت لك ثبوتها في الكتاب ليجهل معناها المحرفون فيبلغ اليكم وإلى أمثالك وعند ذلك قال الله عزوجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] [96]
الثانية والثلاثمائة: قوله تعالى: { قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} [سبأ: 47]
840- محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل: {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا} [الشورى: 23] قال: من تولى الأوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين {الأولين} [97] حتى تصل ولايتهم الى آدم (عليه السلام) وهو قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا } [النمل: 89] يدخله الجنة وهو قول الله عزوجل: { قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} [سبأ: 47] يقول: أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به وتنجون من عذاب يوم القيامة [98].
[1] ليس في ب.
[2] من الكافي والبرهان.
[3] في (ب): فقال أبو جعفر.
[4] كذا في الكافي والبرهان وفي «أ» و «ب»: أنشدتك.
[5] كذا في الكافي والبرهان وفي «أ» و «ب»: أنه يخرج من بيته
[6] من البرهان.
[7] من الكافي والبرهان.
[8] الكافي: 8/ 322ح 485 عنه البرهان: 4/ 513ح4
[9] التقريع التأنيب والتعنيف. (لسان العرب: 8/ 266- قرع).
[10] من الكمال والبرهان.
[11] غيبة الطوسي: 345 ح 295 كمال الدين: 483 ح 2 عنهما البرهان: 4/ 514 ح7
[12] من التأويل والبرهان
[13] ليس في ب.
[14] كذا في التأويل والبرهان وفي «أ» و «ب»: أم للحيطان؟
[15] تأويل الآيات: 2/ 471ح1 عنه البرهان: 4/ 514ح7
[16] من التأويل والبرهان.
[17] ليس في التأويل والبرهان.
[18] أي: أهلكت.
[19] زاد في «أ» و «ب»: أبي وأمي.
[20] من التأويل والبرهان.
[21] تأويل الآيات: 2/ 472ح2 عنه البرهان: 4/ 515ح8
[22] من التأويل والبرهان.
[23] تأويل الآيات: 2/ 473 ح 3 عنه البرهان: 4/ 516ح9
[24] في «أ»: قبلك.
[25] في (أ): لقوله.
[26] ليس في (أ)
[27] من ب
[28] الاحتجاج: 313 عنه البرهان 4/ 516 ح10
[29] كذا في الاحتجاج والبرهان وفي (أ) لأبي وفي ب الى أبي.
[30] ليس في (ب)
[31] من الاحتجاج والبرهان.
[32] من الاحتجاج والبرهان.
[33] كذا في الاحتجاج والبرهان وفي «أ» و «ب»: خطبا.
[34] من الاحتجاج والبرهان.
[35] من الاحتجاج والبرهان.
[36] كذا في الاحتجاج والبرهان وفي (أ) و (ب): بأخذهم إياه عنهم المغفرة.
[37] في البرهان: الأمر.
[38] من الاحتجاج والبرهان.
[39] ليس في «ب».
[40] من الاحتجاج والبرهان.
[41] الاحتجاج: 327 عنه البرهان: 4/ 516ح11
[42] من الاحتجاج والبرهان.
[43] من الاحتجاج والبرهان.
[44] من الاحتجاج والبرهان.
[45] الاحتجاج: 360 عنه البرهان: 4/ 517 ح12
[46] كذا في التأويل والبرهان وفي (أ) و(ب): وعلى ما أنزل الله
[47] في (ب) شدة زمان.
[48] ليس في ب
[49] تأويل الآيات: 2/ 473ح4 عنه البرهان: 4/ 518 ح13
[50] من الكافي والبرهان.
[51] في ب: أفخر تاج.
[52] في الكافي: الوثبة والوثبة: أي الوسادة انظر: مرآة العقول: 26/ 507
[53] ليس في «أ».
[54] في الكافي: حتى يقوم الإمام.
[55] من الكافي والبرهان.
[56] الكافي: 8/ 344ح 542 عنه البرهان: 4/ 518ح1
[57] في القمي رؤوسهم.
[58] كذا في القمي والبرهان وفي أ: لم وفي «ب»: لا.
[59] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 210 عنه البرهان: 4/ 519ح2
[60] كذا في القمي والبرهان وفي «أ» وب: أبي فضالة.
[61] في ب: قول الله.
[62] من (ب).
[63] في «ب»: رؤوسهم.
[64] تأويل الآيات: 2/ 474ح 6 عنه البرهان: 4/ 519ح4
[65] من «أ».
[66] من القمي والبرهان.
[67] تفسير عليّ بن إبراهيم القمي: 2/ 201عنه البرهان: 4/ 520ح1
[68] في البرهان: عن أبي جعفر عليه السلام.
[69] ليس في (ب).
[70] من التأويل والبرهان.
[71] تأويل الآيات: 2/ 476 ح8 عنه البرهان: 4/ 520ح3
[72] في «أ»: مهزيار.
[73] تأويل الآيات: 2/ 476ح 9 عنه البرهان: 4/ 521ح4 (5) في القمي: تريد.
[74] ليس في «أ».
[75] في «أ»: لأمته.
[76] زاد في القمي والبرهان: وإن المؤمن ليشفع حتى لخادمه يقول: يا رب حق خدمتي كان يقيني الحر والبرد.
[77] تفسير عليّ بن إبراهيم القمي: 2/ 202عنه البرهان: 4/ 520ح2
[78] في القمي والبرهان: بلغ.
[79] تفسير عليّ بن إبراهيم القمي: 2/ 202 عنه البرهان: 4/ 521ح1
[80] في الكامل والبرهان: سليمان.
[81] من الكامل والبرهان.
[82] كامل الزيارات: 326ح2 عنه البرهان: 4/ 522ح2.
[83] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 204 عنه البرهان: 4/ 525ح1
[84] كذا في القمي والبرهان وفي (أ) و(ب): أحمد بن جعفر
[85] في (ب): عن قول الله عزوجل.
[86] زاد في القمي: هي الواحدة التي قال الله.
[87] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 204 عنه البرهان: 4/ 525ح1
[88] الكافي: 1/ 347 ح41 عنه البرهان: 4/ 526ح2
[89] من التأويل والبرهان.
[90] ليس في «أ».
[91] تأويل الآيات: 2/ 477ح10 عنه البرهان: 4/ 526ح3
[92] ليس في الاحتجاج والبرهان.
[93] كذا في الاحتجاج والبرهان وفي «أ» و «ب»: أن يخلقها في أقل من لم خلق
[94] من الاحتجاج والبرهان وزاد في الاحتجاج: ثم الجهاد.
[95] ليس في (ب)
[96] الاحتجاج: 254عنه البرهان: 4/ 526 ح4
[97] من الكافي والبرهان.
[98] الكافي: 8/ 379 ح 574 عنه البرهان 4/ 527 ح1.
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
