علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
الحديث المصحّف وأنواعه
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 310 ـ 313
2025-06-21
61
النوع الثالث: المصحّف.
يقع التصحيف في متون الأحاديث، وفي أسانيدها (1)، وهذا فنّ جليل قام بتحقيقه الحفّاظ، كالدارقطني، وغيره (2).
[أنواع التصحيف]:
في وقع في الأسانيد (3) فكثير، فمنه: حديث شعبة، عن العوّام بن مراجم بالرّاء والجيم، صحّفه يحيى بن معين، فقال: بالزاي والحاء (4)، فردّوا عليه فرجع إلى الصواب.
وما وقع في المتون فكثير أيضًا، منه حديث زيد بن ثابت أنّ النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم - احتجر في المسجد، هكذا صوابه، أي: اتّخذ حجرة من حصير يصلّي فيها، صحّفه ابن لهيعة وقال: "احتجم" بالميم (5).
ومنه حديث جابر قال: "رُمِيَ أُبَيٌّ يوم الأحزاب على أكحله"، يعني: أُبَي بن كعب، وهو الصواب، فصحّفه غندر (6) فقال: أبي بفتح الهمزة وكسر الباء على صورة الإضافة.
وصحّف أبو بكر الصولي حديث: "مَن صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوّال" (7)، فقال: شيئًا بالشين المعجمة (8).
ومنه ما ذكره الخطّابي (9) عن بعض شيوخه في حديث النهي عن التحلّق يوم الجمعة قبل الصلاة (10)، قال ما معناه: منذ أربعين سنة ما حلقت رأسي قبل الصلاة، ففهم منه الحلق، وإنّما أريد تحلّق النّاس.
هذا كلّه تصحيف لفظ وبصر، وقد يكون تصحيف سمع، كحديث روي عن عاصم الأحول، رواه بعضهم فقال: واصل الأحدب مقام عاصم الأحول.
قال الدارقطني: هذا من تصحيف السمع لا من تصحيف البصر (11).
وقد يكون التصحيف في المعنى كما بيّنا من حديث التحليق، وكما حكى الدارقطني عن محمد بن المثنّى العنزي في الصلاة أنّه قال يومًا: نحن قوم لنا شرف، ونحن من عنزة، صلّى إلينا رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلّم -، يريد ما ثبت في "الصحيح" أنّ رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - صلّى إلى عنزة (12)، وهي حربة بين يديه، فتوهّم أنّه صلّى إلى قبيلتهم بني عنزة، وهذا تصحيف عجيب (13)!
وأعجب من هذا عن أعرابي: "أنّه - صلى الله عليه [وآله] وسلم - كان إذا صلّى نصب بين يديه شاة"، صحّف" عنزة" من الحركة إلى إسكان، فصار "عَنْزَة"، ثم صحّفها إلى "شاة" (14)، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي: في الأسماء التي في الأسانيد.
(2) للخطّابي "إصلاح غلط المحدّثين" وللعسكري "تصحيفات المحدّثين" وفي مقدّمته (1/ 21 - 42) كلام جامع حافل على التصحيف ومن ألّف فيه، بقلم محقّقه العلّامة محمود ميرة حفظه الله تعالى.
(3) وقع في الأصول "المتون"! وصوّب في الحاشية.
(4) أي: ابن مزاحم، قال يحيى بن معين: "حدّثنا به وكيع، وقال: ابن مزاحم" فردَّ عليه أحمد في "العلل" (3564) لابنه عبد الله: "حدّثنا به وكيع، فقال: ابن مراجم، فسكت يحيى". وأخرجه هكذا: الدارقطني في "العلل" (3/ 64 - 65)، وفي "المؤتلف والمختلف" (4/ 2078 - 2079). وانظر له: "المؤتلف" (120) لعبد الغني، "تاريخ الدوري" (2/ 460).
(5) أسندها بالتصحيف عن ابن لهيعة: أحمد (5/ 185) ومسلم في "التمييز" (ص 187) وقال: "هذه رواية فاسدة من كلّ جهة، فاحش خطؤها في المتن والإسناد جميعا، وابن لهيعة المصحّف في متنه، المغفل في إسناده".
وعلّل مسلم سبب وقوع ابن لهيعة في هذا التصحيف بقوله: "وابن لهيعة إنّما وقع في الخطأ في هذه الرواية أنّه أخذ الحديث من كتاب موسى بن عقبة إليه فيما ذكر، وهي الآفة التي تخشى على من أخذ الحديث من الكتب من غير سماع من المحدّث، أو عرض عليه، فإذا كان وما أشبه ذلك من الخطأ الفاحش"، وينظر "الأباطيل والمناكير" (2/ 7 - 8).
(6) روايته للحديث في "صحيح مسلم" (2206) بعد (74) على الجادّة.
وقال النووي في "شرحه" (14/ 197) عليه: "فقوله: "أبي" بضم الهمزة وفتح الباء وتشديد الياء، وهكذا صوابه، وكذا هو في الروايات والنسخ، وهو أبي بن كعب" قال: "وصحّفه بعضهم، فقال: بفتح الهمزة وكسر الباء وتخفيف الياء. وهو غلط فاحش؛ لأنّ أبا جابر استشهد يوم أحد قبل الأحزاب بأكثر من سنة"، ونقل العراقي في "التقييد والإيضاح" (2/ 842 – ط: أسامة الخياط) عن الدارقطني أنّ الذي صحّفه غندر، ولعلّه تبيّن له فيما بعد، فرواه مسلم من طريقه على الجادّة، والله أعلم، وينظر "فتح المغيث" (3/ 69).
(7) أخرجه مسلم (1164) عن أبي أيّوب الأنصاري.
(8) ذكره الدارقطني، فيما نقل الخطيب في "الجامع" (رقم 633).
وينظر: "فتح المغيث" (3/ 68)، "التبصرة والتذكرة" (2/ 296)، "المقنع" (2/ 476)، "المنهل الروي" (56).
(9) ذكره في "إصلاح غلط المحدّثين" (28) وفي "غريب الحديث" (3/ 226) وفي "معالم السنن" (1/ 651).
(10) أخرجه أحمد (2/ 179) وأبو داود (1079) والترمذي (322) والنسائي (2/ 47 - 48) وفي "الكبرى" (793) وابن ماجة (1133) وابن خزيمة (1304) والفاكهي في "أخبار مكّة" (1267) والبيهقي (3/ 234) والبغوي (485) عن عبد الله بن عمرو، وإسناده حسن.
(11) يقع هذا قليلاً، وقاله الدارقطني؛ لأنّه لا يشتبه في الكتابة، لكن قد يخطئ فيه السمع. انظر: "التبصرة والتذكرة" (2/ 299)، "الإرشاد" (2/ 569)، "فتح المغيث" (3/ 71)، "المنهل الروي" (56).
(12) أخرجه البخاري (376) ومسلم (503).
(13) أسنده الخطيب في "الجامع" (632) إلى الدارقطني، وانظر "المنهل الروي" (56).
(14) ساقه الحاكم في "المعرفة" (148 - 149) وساقه ابن الملقّن في "المقنع" (2/ 476) أيضًا.
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
