علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
في الاعتبار والمتابعات والشواهد
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 293 ـ 294
2025-06-17
113
الفصل الثاني: في الاعتبار (1) والمتابعات والشواهد:
وهي أمور يعرف بها حال الحديث من القوة والضعف، فمثاله ما ذكره أبو حاتم بن حبّان: "بأن روى حماد بن سلمة حديثا لم يتابع عليه عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم -، فيُنظَر هل روى ثقة (2) غير أيّوب، عن ابن سيرين، فإن وجد علم أنَّ للخبر أصلا يرجع إليه، وإن لم يوجد ذلك لكن وجد ثقة غير ابن سيرين رواه عن أبي هريرة، وإلا فصحابي آخر غير أبي هريرة رواه عن النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم -، فأيّ ذلك وجد علم أنّ للحديث أصلا يرجع عليه، وإن لم يوجد شيء من ذلك فلا تعلم بهذا الطريق قوّة الحديث وضعفه، فلذلك سُمِّيَ اعتبارًا" (3).
[[المتابعة]]
وأمّا المتابعة، فمثل: أن يرويَ ذلك الحديث بعينه عن أيوب غير حمّاد، وهي المتابعة التامّة، وإن لم يروه أحد غيره عن أيوب، لكن رواه بعضهم عن ابن سيرين، أو لم يروه عن ابن سيرين، لكن روى بعضهم عن أبي هريرة، أو روى غير أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم -، فكلُّ هذا يُسمَّى متابعة، لكن تقصر عن المتابعة الأولى، لبعدها، ويجوز أن يُسمَّى ذلك بالشواهد (4)، وإنَّما الأولى هي التامّة؛ لأنّ الوهن يلحق أوّل الإسناد إذا بعد عن رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم -، فإذا توبع عليه يتقوَّى بها، وزال وهنه.
[[الشاهد]]
وأمّا الشاهد فمثل أن يروى حديث آخر بمعناه (5)، فيقال له: متابعة (6)، وشواهد، وإن لم يرو شيء آخر أصلاً لا عينه، ولا ما بمعناه فقد تحقَّق فيه التفرّد المطلق، فيقال حينئذٍ: تفرّد به أبو هريرة، وتفرّد به عن أبي هريرة ابن سيرين، وتفرّد به عن ابن سيرين أيّوب، وتفرّد به عن أيّوب حمّاد بن سلمة، فيعد حينئذٍ من الشواذّ، وهو إمّا مردود كما بيّنا، وإمّا غير مردود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذه العبارة توهم أنّ الاعتبار قسيم للمتابعة والشواهد، وليس كذلك، بل الاعتبار هو الهيئة الحاصلة في الكشف عن المتابعة والشاهد، وعلى هذا فكان حقّ العبارة أن يقول: معرفة الاعتبار للمتابعة والشواهد، أفاده ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/ 159)، واعتذر البقاعي في "النكت الوفية" (ق 152/ أ) بأنّ ابن الصلاح أراد شرح هذه الألفاظ، وينظر: "فتح المغيث" (1/ 195)، "تدريب الراوي" (1/ 242)، "توضيح الأفكار" (2/ 11 - 12).
(2) وكذا من يشملهم اسم الستر والعدالة، بل صنيع المخرجين يدلّ على عدم التفرقة بين الواهي وغيره في تسمية كل منهما متابعة، ولكن يظهر الأثر إن لم يشتد الضعف، فالواهي وشديد الضعف عدم، لا تشد به اليد، ولا يصلح للتقوية.
(3) نقله عن ابن حبّان: الأبناسي في "الشذا الفيّاح" (1/ 84) وابن جماعة في "المنهل الروي" (ص 66)، والسخاوي في "فتح المغيث" (1/ 196) والمناوي في "اليواقيت والدرر" (1/ 108).
(4) درج أهل الصنعة الحديثيّة في تطبيقاتهم العمليّة على أنّ الشواهد في حال اختلاف المخرج، أي: اختلاف الصحابي، سواء تابع الصحابيُّ الصحابيَّ باللفظ أم بالمعنى، فإن وافقه في جزء من الحديث دون باقيه، فهذا الذي يسمّيه شيخنا الألباني (الشاهد القاصر). وهذا يصحّح من الحديث به - إن كان يصلح لذلك - المقدار الذي يشهد له دون غيره، والأمثلة عليه مبثوثة في كتبه.
وتسمية (المتابعة) شاهدًا إنّما هو في حق (القاصرة) دون (التامّة)، ويدلّ عليه صنيع الحاكم في "المدخل إلى الإكليل" (ص 47)، وينظر "محاسن الاصطلاح" (248)، "نكت الزركشي على ابن الصلاح" (2/ 169).
(5) الراجح أنَّهُ لا اقتصار في التابع على اللفظ، ولا في الشاهد على المعنى، وإنّ افتراقهما بالصحابي فقط، درج على هذا أهل المصطلح، ينظر: "نزهة النظر" (36) وشروحها.
(6) كذا في الأصل! وفي "الإرشاد" للنووي (1/ 223): "فهذا يُسمَّى شاهدًا، ولا يُسمَّى متابعة". قلت: هي اصطلاحات، ولا مشاحّة فيها.
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
