علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
سبب الوضع
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 251 ـ 254
2025-06-02
62
ثُمَّ الكلام في سبب وضعه ومعرفته:
[سبب الوضع]:
أمّا سبب الوضع فأمران:
الأول: ما وقع لا عن تَعمُّدٍ، بل لغَلَطٍ أو سَهوٍ، كما وقع عن طائفة ضاعت كتبُهُم، فحدَّثوا عن حفظهم مع سوء الحفظ، فرفعوا الموقوف، وأُدرِجَ في حديثهم ما ليس منه، فرووا مِنْ غَيرِ تَنبُّهٍ (1).
الثاني: أن يقع الوضع عن تعمُّدٍ، وذلك ثلاثة أنواع:
الأول: أنَّ قومًا رووا حديثًا فأخطأوا، ثم عرفوا - وجه الصَّواب، وأصرّوا على الخطأ، ولم يرجعوا استنكافًا.
الثاني: أنّ قومًا رووا عن الكذّابين، ودلَّسوا أسماءهم (2)، وهم في مرتبة الكاذبين؛ لما صحّ عن النبي ـ صلى الله عليه [وآله] وسلّم ـ أنّه قال: "مَن روى عني حديثًا يُرَى أنّه كَذِب فهو أحد الكذَّابين" (3).
ويلحق به ما روى قوم عن طائفة ما رأوهم مثل مَن روى عن إبراهيم بن هدبة، عن أنس، وكان بواسط يروي عن أنس، ويحدّث عن شريك، فقيل له حين حدّث عن أنس: لعلّك سمعته من شريك! فقال لهم: أقولُ لكم الصدقَ المحضَ: أنس عن شريك (4).
وما روي عن مسلم بن الحجّاج، أنّ يحيى بن أكثم دخل مع أمير المؤمنين حمص، فرأى شيخًا يدَّعي التحديثَ، فقال: يا شيخُ مَن لقيتَ؟ فقال: استغنيتُ بشيخي عن جميع النّاس، قال: ومَن لقي شيخُك؟ قال: الأوزاعيّ، قال: الأوزاعيّ عمّن؟ قال: عن مكحول، قال: مكحول عمّن؟ قال عن سُفيان، قال: سفيان عمّن؟ قال: عن عائشة، قال له يحيى: يا شيخ أراك تعلو إلى أسفل (5).
وما روي عن الدارقطني، عن الحافظ ابن حبّان البُستي قال (6): دخلتُ باجروان (7) الجامع، فلمّا فرغنا من الصَّلاةِ قام بين أيدينا شاب فقال: حدَّثنا أبو خليفة قال: حدّثنا الوليد قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه [وآله] وسلّم ـ : "مَن قضى لمسلم حاجته؛ فعل الله به كذا وكذا"، فلمّا فرغ دعوته، فقلتُ: رأيتَ أبا خَليفة؟ فقال: لا. فقلت: كيف تروي عنه ولم تره؟! قال: إنَّ المناقشةَ معنا مِنْ قلَّة المروءة، أنا أحفظ هذا الإسناد الواحد، وكلّما سمعتُ حديثًا ضممتُهُ إلى هذا الإسناد!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) زاد المصنّف في "المعيار في علل الأخبار" (1/ 22) عليه:
"أو كما وقع عن طائفة اختلطت عقولهم في أواخر أعمارهم، فخلطوا في الرواية سندًا أو متنًا، أو كانوا ممّن يُلقَّن، فيتلقَّن؛ فيروي، ومن هذا الصنف جماعة".
(2) وقع هذا من لهم منزلة ومكانة في علم الحديث، ولا سيما في مجالس المذاكرة، قال الذهبي في "الميزان" (1/ 339)، عن (بقيّة): "نعم، والله صحّ هذا عنه أنّه يفعله، وصحّ عن الوليد بن مسلم، بل وعن جماعة كبار فعله، وهذه بليّة منهم، ولكنّهم فعلوا ذلك باجتهاد منهم، وما جربوا على ذلك الشخص الذين يسقطون ذكره بالتدليس، أنّه تعمّد الكذب، هذا أمثل ما يعتذر به عنهم".
وقال في "السير" (9/ 216)، عن (الوليد): "قلت: البخاري ومسلم قد احتجّا به، ولكنّهما ينتقيان حديثه، ويتجنّبان ما ينكر له، وقد كان في آخر عمره ذهب إلى الرملة، فأكثر عنه أهلها".
(3) الحديث أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (94 - 95 رقم 690) ومن طريقه الخطيب في "الجامع" (2/ رقم 1287)، والبيهقي في "جزء الجويباري" (رقم 9 - بتحقيقي) واللفظ المذكور هو أحد لَفْظَيْ أحمد في "المسند" (4/ 252 و 255)، وباللفظ الآخر أخرجه مسلم في "المقدّمة" (1/ 62) عن شعبة وسفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن المغيرة رفعه.
وعن شعبة أخرجه الطبراني في "جزئه" (119 رقم 1131)، وابن حبّان في "مقدّمة المجروحين" (1/ 7)، وابن عدي في "مقدّمة الكامل" (1/ 29)، وفي "الكامل" (2/ 814)، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (103).
وعن سفيان أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنّف" (8/ 595 رقم 5666) - ومن طريقه ابن ماجه في "المقدّمة" (1/ 15 رقم 41) - والترمذي (5/ 36 رقم 2662)، والطبراني في "جزئه" (118 رقم 130)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (رقم 533)، والطحاوي في "المشكل" (1/ 175)، والبغوي في "شرح السنة" (1/ 266)، والسلفي في "معجم السفر" (26 رقم 51)، وابن الجوزي في "مقدّمة الموضوعات" (1/ 52). وعن قيس بن الربيع عن حبيب: أخرجه الطبرانيّ في "جزئه" (119 رقم 132).
(4) انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (2/ 143)، "الكامل" (1/ 208) "المجروحين" (1/ 114)، "لسان الميزان" (1/ 119)، وأسند القصة المذكورة ابن حبّان في مقدّمة "المجروحين" (1/ 70 - 71) والحاكم في "المدخل إلى معرفة الإكليل" (55) والخطيب في "الكفاية" (181 - 182). وهي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 467)، و"المعيار في علل الأخبار" للمصنّف (1/ 23). وزاد فيه مثالين آخرين، فانظرهما فيه، وقارن الثاني بما في كتابي "قصص لا تثبت" (2/ 94 - 99).
(5) ذكرها ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 47) والسيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 471) والمصنّف في "المعيار" (1/ 25).
(6) في كتابه "المجروحين" (1/ 85).
(7) في مطبوع "المجروحين": "تاجران مدينة بين الرقّة وحرّان" وفي طبعة الشيخ حمدي (1/ 81): "باجروان"! وكذا في الأصل، و"الموضوعات" (1/ 43 - 44)، و"تحذير الخواص" (ص 202) للسيوطي، و"المعيار" للمصنّف (1/ 25) وبعدها في المصادر: "فحضرت المسجد الجامع".