نوعية غواية ابليس
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص77-78.
2025-02-14
964
نوعية غواية ابليس
قال تعالى : {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 39، 40].
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : {قالَ إبليس رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } قيل فيه أقوال :
1 - إن الإغواء الأول والثاني بمعنى الإضلال ، أي : كما أضللتني لأضلنهم ، وهذا لا يجوز لأن اللّه سبحانه لا يضل عن الدين إلا أن يحمل على أن إبليس كان معتقدا للخير .
2 - إن الإغواء الأول والثاني بمعنى التخييب أي : بما خيبتني من رحمتك ، لأخيبنهم بالدعاء إلى معصيتك . . .
3 - إن معناه بما أضللتني عن طريق جنتك ، لأضلنهم بالدعاء إلى معصيتك .
4 - بما كلفتني السجود لآدم الذي غويت عنده ، فسمي ذلك غواية كما قال فزادتهم رجسا إلى رجسهم لمّا ازدادوا عندها . . .
والباء في قوله : بِما أَغْوَيْتَنِي قيل : إن معناه القسم ها هنا . . . وقيل :
بمعنى السبب : أي بكوني غاويا لأزينن ، كما يقال بطاعته لندخلن الجنة ، وبمعصيته لندخلن النار . ومفعول التزيين محذوف ، وتقديره لأزينن الباطل لهم أي : لأولاد آدم ، حتى يقعوا فيه .
ثم استثنى من جملتهم فقال : إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ وهم الذين أخلصوا عبادتهم للّه ، وامتنعوا عن عبادة الشيطان ، وانتهوا عما نهاهم اللّه عنه . ومن قرأ الْمُخْلَصِينَ بفتح اللام ، فهم الذين أخلصهم اللّه بأن وفقهم لذلك ، ولطف لهم فيه ، ليس للشيطان عليهم سبيل . . .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة