1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التنمية البشرية :

عشر طرق لتصير مستمعا بارعا

المؤلف:  د. لورا ماركهام

المصدر:  آباء مطمئنون أبناء سعداء

الجزء والصفحة:  ص115ــ120

2024-12-23

110

((أعظم إطراء تلقيته على الإطلاق كان حينما سألني أحدهم عن رأيي، وأنصت

لإجابتي)). - هنري ديفيد ثورو

إن المهارة الأهم على الإطلاق للحفاظ على قربك من طفلك هي الاستماع. لا التلقين ولا النصح ولا تقديم الحلول. ليس فقط لأن طفلك لا يحتاج إلى ذلك منك، بل لأنك بذلك تعوق طريقه إلى استنتاج حلوله الخاصة. ما يحتاج إليه طفلك منك هو الاستماع بعمق. تستمع إلى كلمات طفلتك أحيانًا. وتنتبه لما تخبرك به أفعال طفلك في أحيان أخرى. ذلك لأن المستمعين البارعين يسمعون الكامن من وراء الكلمات.

لتصير مستمعا بارعا عليك فقط تطوير تلك العادة. لكنها، شأن كل العادات، تتطلب ممارسة. فكيف ذلك؟

1. تذكر أن تغلق فمك. هل من قبيل المصادفة أن أحرف كلمة listen (يستمع) هي نفسها الأحرف المستخدمة في كلمة silent (صامت)؟

2. عندما تبدأ أي تفاعل مع طفلك انتبه. هل أنت على وضع الطيار الآلي؟ هل تشعر بالحنق؟ هل تنفعل بسهولة؟ إن كان الوضع كذلك، فاستخدم زر الإيقاف الداخلي خاصتك. (نعم، لديك وقت لزر الإيقاف لن يستغرق سوى ثلاث ثوان). توقف تنفس. أغلق حاسوبك المحمول. انظر في عيني طفلك. والآن أنصت.

3. لاحظ افتتاحيات الحديث البسيطة التي يقدمها طفلك، واستجب. الأمر يتطلب انضباطاً ذاتياً حقيقياً لفصل نفسك عما تفعله والتركيز على سؤال الطفل، لكنه يُعد بالنسبة إليه مؤشرًا عما إذا كان بإمكانه الاعتماد عليك متى احتاج إليك. وهو أهم بكثير من أي محادثة تبدأها أنت، مثل محاولتك أن تجعله يخبرك بما حدث في المدرسة اليوم.

4. إن كنت عاجزا عن الاستماع الآن، أخبره: ((أعلم أنك غاضب بشأن ذلك. أريد التركيز على محادثتنا، ولا أستطيع فعل ذلك، وأنا أحاول تجهيز الجميع للذهاب إلى المدرسة. هل يمكننا تحديد موعد بعد العشاء الليلة للتحدث عن ذلك؟)). ثم لا تنس. كُن موجودًا حينئذ. هكذا تكسب ثقة طفلك.

5. كن حاضرًا بكليتك. هذه هي فرصتك للاستماع إلى طفلتك. يمكن لمشكلة المكتب أن تنتظر. وطفلتك تعلم إن كنت، حقا، تستمع. ربما لا يظهر عليها، لكنك حين تتظاهر بالاستماع، ولا تفعل تقوض إحساسها بقيمة الذات.

6. لفتح باب النقاش، اعترف بمشاعره وعبر عنها بقوة، من دون إصدار أحكام أو تقديم اقتراحات عبارتان مثل: ((أنت غاضب بشدة من أخيك))، و ((تبدو قلقا بشأن الرحلة الميدانية اليوم)) تفتحان باب الحديث، في حين أن عبارتين مثل: ((عليك فقط أن تبذل مزيدا من الجهد لتتآلف مع أخيك!))، و ((لا تتصرف كطفل رضيع بخصوص تلك الرحلة الميدانية، بالطبع ستذهب!)) تغلقان باب الحديث.

7. اطرح أسئلة غير انتقادية تتطلب إجابات حقيقية. يمكن لأسئلة مثل: ((مع من جلست على الغداء اليوم؟))، أو ((كيف كان اختبار الإملاء؟)) أن تقطع بك شوطاً بعيدًا مقارنة بأسئلة من قبيل: ((كيف كانت المدرسة اليوم؟)). أما الأسئلة التي تبدأ بـ ((لماذا)) فغالبًا ما تضع الأطفال في موقف دفاعي، ((لماذا ارتديت ذلك؟)) لن يجدي نفعا مقارنة بـ ((ما الذي تظن أن معظم الأطفال سيرتدونه في الرحلة الميدانية؟)).

8. لا تسارع بتقديم الحلول والنصائح. ذلك يعني أن عليك التحكم في قلقك الخاص بشأن المشكلة. يحتاج طفلك إلى فرصة للتنفيس، ولن يسعه التفكير بصورة جيدة حتى يفعل. وبعدئذ يحتاج إلى فرصة للتوصل إلى حلوله الخاصة، هكذا يطور ثقته وكفاءته.

9. أبق المحادثة آمنة للجميع. لا يستطيع الناس الاستماع وهم منزعجون. إذا فقدوا إحساسهم بالأمان، فإنهم، بصفة عامة، إما ينسحبون وإما يهاجمون، وتنغلق مناطق التفكير في أدمغتهم. إذا لاحظت أن طفلتك غاضبة أو خائفة أو مجروحة، تراجع وأعد التواصل. ذكِّرها - وإياك - بمدى حبك لها، وبأنك تتعهد بإيجاد حل يناسب الجميع.

10. أبق المحادثة آمنة لطفلك من خلال التحكم في عواطفك. لا تأخذ الأمور على محمل شخصي. تنفّس. والأهم، إذا بدأت تشعر بالمسؤولية ((كان بوسعي أن أمنع هذا!)) أو الفزع ((لا أستطيع أن أصدق أن هذا يحدث لطفلي!))، تمالك نفسك، ونح مشاعرك جانبا. فهذا الموضوع لا يدور حولك الآن، وانزعاجك لن يفيد في شيء. في الواقع، مهما يكن ما يحدثك عنه طفلك، فبإمكانك استيعابه لاحقا. ذكر نفسك أن الأهم هنا هو مساعدة طفلك على اجتياز تلك المشاعر المعقدة، وعندما يصير مستعدا، ساعده على التوصل إلى خطة عمل تناسبه.

لكن كيف أجعل طفلي يستمع إلي؟!

أحد الأسئلة الأكثر شيوعًا التي يطرحها عليَّ الآباء هو: ((كيف أجعل طفلي يستمع إليَّ؟)). يشغل عقل الأطفال الكثير من الأمور، بدءًا بمن سيجلسون معه على الغداء إلى اختبارات كرة القدم إلى أحدث لعبة حاسوب. ويمكن أن يحتل الآباء مرتبة متدنية إلى حد مخيف في قائمتهم حتى الأطفال الدارجون لديهم أولويات مختلفة عن أولويات آبائهم، ولا يفهمون إطلاقا لم الاستحمام في هذه اللحظة بالذات مهم إلى هذه الدرجة! بالطبع إن الآباء الذين يطرحون عليَّ هذا السؤال لا يتحدثون، حقا، عن الاستماع. إنما هم يتساءلون عن الطريقة التي يجعلون بها أطفالهم يفعلون ما يقولونه. السر؟ الاتصال قبل التصويب إليك الطريقة:

* لا تبدأ الحديث إلا بعد أن تستحوذ على انتباه طفلك. اهبط إلى مستوى طفلك والمسه برفق. انظر إلى عينيه. انتظر حتى يرفع ناظريه إليك. ثم ابدأ الحديث. وإن لم تستطع فعل ذلك لسبب ما – إذا كنتما في السيارة على سبيل المثال - فاحرص على جذب انتباهه بسؤاله: ((هل لي أن أخبرك بشيء؟)).

* لا تكرر نفسك. إن سألت مرة ولم تحصل على رد، فلا تكرر نفسك ببساطة. لم تستحوذ على انتباه طفلك. عد إلى الخطوة الأولى.

* استخدم كلمات أقل. كثيرًا ما نضعف رسالتنا، ونفقد انتباه طفلنا باستخدام كلمات أكثر من اللازم. استخدم أقل عدد ممكن من الكلمات عند إعطاء التعليمات.

* انظر إلى الأمر من منظوره هو. إذا كنت منشغلًا بفعل شيء تحبه، وطلب منك شريك حياتك أن تتوقف وتفعل شيئًا آخر ليس من أولوياتك، بم ستشعر؟ هل يُحتمل أن تتجاهل شريك حياتك؟ سيعينك كثيرًا أن تعترف بوجهة نظره: أعلم أنه من الصعب عليك التوقف عن اللعب الآن، يا عزيزي. لكنني أريد منك أن....)).

* أشرك التعاون. لا أحد يريد أن يستمع إلى شخص ينبح بالأوامر. أبقِ نبرة صوتك دافئة، وأعط خيارات. ((حان وقت الاستحمام. هل تريد الذهاب الآن أم بعد خمس دقائق؟ حسنا، خمس دقائق من دون إحداث ضجة؟ لنتصافح على ذلك)).

* لطف ولا تؤجج. عندما تغلبنا العواطف، يتشتت الأطفال بعواطفنا، ويغفلون عن الرسالة. إذا كانت أولويتك هي إدخال الجميع في السيارة، لا تضيع وقتك في التساؤل بغضب عن سبب عدم استماعهم إليك وعدم استعدادهم عندما طلبت أول مرة. فذلك سيجعل الجميع أكثر انزعاجا فحسب، بمن فيهم أنت خذ نفسا عميقا، وساعد أطفالك على التجهز. بمجرد أن تجلس في السيارة، يمكن أن تطلب منهم مساعدتك بطرح أفكار عن كيفية الخروج من المنزل في الموعد المحدد.

* أعِدَّ مهام روتينية. كلما زاد عدد المهام الروتينية لديك، قل اضطرارك إلى لعب دور الرقيب. إذا التقطت صورًا لطفلتك وهي تؤدي مهامها الروتينية، وعلقتها على ملصق صغير، ستتحمل هي المسؤولية عنها بمرور الوقت. وسوف ينحصر دورك في طرح أسئلة: ((ما الذي تحتاجين إلى فعله أيضًا قبل مغادرة المنزل؟ لنتحقق من الجدول)).

* كن قدوة في الاستماع اليقظ. إذا كنت تحدق إلى هاتفك في حين يخبرك طفلك عن يومه، فأنت بذلك تضرب مثالا على كيفية التعامل مع التواصل في المنزل. إذا أردت حقا من طفلك أن يستمع إليك، أوقف ما تفعله واستمع إليه لن يستغرق الأمر سوى بضع دقائق. افعل ذلك وهو في سن الروضة، وسيظل راغبا في الحديث إليك وهو مراهق. ستكون في غاية الامتنان لأنك فعلت. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي