1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النبي الأعظم محمد بن عبد الله

أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)

آبائه

زوجاته واولاده

الولادة والنشأة

حاله قبل البعثة

حاله بعد البعثة

حاله بعد الهجرة

شهادة النبي وآخر الأيام

التراث النبوي الشريف

معجزاته

قضايا عامة

الإمام علي بن أبي طالب

الولادة والنشأة

مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)

حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله

حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)

حياته في عهد الخلفاء الثلاثة

بيعته و ماجرى في حكمه

أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته

شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة

التراث العلوي الشريف

قضايا عامة

السيدة فاطمة الزهراء

الولادة والنشأة

مناقبها

شهادتها والأيام الأخيرة

التراث الفاطمي الشريف

قضايا عامة

الإمام الحسن بن علي المجتبى

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)

التراث الحسني الشريف

صلح الامام الحسن (عليه السّلام)

أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته

شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة

قضايا عامة

الإمام الحسين بن علي الشهيد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)

الأحداث ما قبل عاشوراء

استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء

الأحداث ما بعد عاشوراء

التراث الحسينيّ الشريف

قضايا عامة

الإمام علي بن الحسين السجّاد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)

شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)

التراث السجّاديّ الشريف

قضايا عامة

الإمام محمد بن علي الباقر

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)

شهادة الامام الباقر (عليه السلام)

التراث الباقريّ الشريف

قضايا عامة

الإمام جعفر بن محمد الصادق

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)

شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)

التراث الصادقيّ الشريف

قضايا عامة

الإمام موسى بن جعفر الكاظم

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)

شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)

التراث الكاظميّ الشريف

قضايا عامة

الإمام علي بن موسى الرّضا

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)

موقفه السياسي وولاية العهد

شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة

التراث الرضوي الشريف

قضايا عامة

الإمام محمد بن علي الجواد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)

شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)

التراث الجواديّ الشريف

قضايا عامة

الإمام علي بن محمد الهادي

الولادة والنشأة

مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)

شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)

التراث الهاديّ الشريف

قضايا عامة

الإمام الحسن بن علي العسكري

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)

شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)

التراث العسكري الشريف

قضايا عامة

الإمام محمد بن الحسن المهدي

الولادة والنشأة

خصائصه ومناقبه

الغيبة الصغرى

السفراء الاربعة

الغيبة الكبرى

علامات الظهور

تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى

مشاهدة الإمام المهدي (ع)

الدولة المهدوية

قضايا عامة

سيرة الرسول وآله : النبي الأعظم محمد بن عبد الله : حاله بعد الهجرة :

من غزوة خيبر إلى غزوة مؤتة

المؤلف:  الشيخ علي الكوراني

المصدر:  السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام

الجزء والصفحة:  ج2، ص345-363

2024-11-02

1053

1 - فدك خالصةً للنبي « صلى الله عليه وآله »

في إعلام الوري : 1 / 208 : « فلما فرغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من خيبر ، عقد لواءً ثم قال : من يقوم إليه فيأخذه بحقه ؟ وهو يريد أن يبعث به إلى حوائط فدك ، فقام الزبير إليه فقال : أنا ، فقال له : أمِطْ عنه « إبعد » ! ثم قام إليه سعد فقال : أمِطْ عنه !

ثم قال : يا علي قم إليه فخذه ، فأخذه فبعث به إلى فدك فصالحهم على أن تحقن دماءهم ، فكانت حوائط فدك لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خاصاً خالصاً ، فنزل جبرئيل فقال : إن الله عز وجل يأمرك تؤتى ذا القربى حقه . فقال : يا جبرئيل ومن قرباى وما حقها ؟ قال : فاطمة ، فأعطها حوائط فدك ، وما لله ولرسوله فيها . فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة « عليها السلام » وكتب لها كتاباً جاءت به بعد موت أبيها إلى أبى بكر وقالت : هذا كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لي ولابني » .

2 - فدك رمزٌ لظلامة الإمامة

في الكافي : 1 / 543 : « عن علي بن أسباط قال : لما ورد أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) على المهدى رآه يرد المظالم فقال : يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد ؟ فقال له : وما ذاك يا أبا الحسن ؟ قال : إن الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فأنزل الله على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) : وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ، فلم يدر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من هم ، فراجع في ذلك جبرئيل وراجع جبرئيل ربه فأوحى الله إليه : أن ادفع فدك إلى فاطمة ، فدعاها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال لها : يا فاطمة إن الله أمرني أن أدفع إليك فدك ، فقالت : قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك . فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلما ولى أبو بكر أخرج عنها وكلاءها فأتته فسألته أن يردها عليها فقال لها : إئتينى بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك ، فجاءت بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأم أيمن فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض ، فخرجت والكتاب معها ، فلقيها عمر فقال : ما هذا معك يا بنت محمد ؟ قالت كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة ، قال : أرينيه فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه ثم تفل فيه ومحاه وخرقه ، فقال لها : هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب ؟ فضعي الحبال في رقابنا ! فقال له المهدي : يا أبا الحسن حدها لي ، فقال : حد منها جبل أحد ، وحد منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر ، وحد منها دومة الجندل ، فقال له كل هذا ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين هذا كله ، إن هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله بخيل ولا ركاب ! فقال كثير وأنظر فيه » .

أقول : يقصد الإمام ( عليه السلام ) الخلافة ، وأن كل الدولة الإسلامية فدك !

وفى دعائم الإسلام : 1 / 385 : « وروينا عن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال : إن فدكاً كانت مما أفاء الله على رسوله بغير قتال ، فلما أنزل الله : وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ، أعطى رسول الله فاطمة فدكاً . فلما قبض أخذها منها أبو بكر ، فلما ولى عثمان أقطعها مروان ، فلما ولى مروان جعل الثلثين منها لابنه عبد الملك ، والثلث لابنه سليمان ، فلما ولى عبد الملك جعل ثلثيه لعبد العزيز وبقى الثلث لسليمان ، فلما ولى سليمان جعل ثلثه لعمر بن عبد العزيز ، فلما ولى عمر بن عبد العزيز ردها كلها على ولد فاطمة « عليها السلام » ، فاجتمع إليه بنو أمية وقالوا : يرى الناس أنك أنكرت فعل أبى بكر وعمر وعثمان والخلفاء من آبائك ، فردها ، وكان يجمع غلتها في كل سنة ويزيد عليها مثلها ويقسمها في ولد فاطمة « عليها السلام » وكان الأمر فيها كما قال أبو عبد الله أيام عمر بن عبد العزيز . ثم استأثر بها آل العباس من بعده ، إلى أن ولى المتسمى بالمأمون فجمع فقهاء البلدان من العامة وغيرهم وتناظروا فيها ، فثبت أمرهم بإجماع أنها لفاطمة صلوات الله عليها ، وشهدوا بأجمعهم على ظلم من انتزعها منها ، فردها في ولد فاطمة ، وذلك من الأمر المشهور المعروف » .

أقول : قام أبو بكر وعمر بمصادرة فدك ، وأخرجوا منها وكيل فاطمة « عليها السلام » بعد أن كانت بيدها من فتح خيبر ، فاحتجت عليهم وأرتهم كتاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأتت بالشهود وخطبت في المسجد ، وأعلنت موقفها من السلطة . ومن ذلك اليوم صارت قضية فدك شعاراً للمطالبة بالخلافة ، وقد استوفى علماؤنا بحثها وصنفوا فيها كتباً . راجع الإنتصار : 7 والصحيح من السيرة : 18 / 219 .

3 - غيروا اسم فدك وسموها « الحائط » !

كأنهم أرادوا بذلك إخفاء ظلامة الزهراء « عليها السلام » ! وجاء في موقعها الرسمي :

http : / / www . alhaitcity . com / vb / showthread . php ? t = 4964

« تقع مدينة الحائط المعروفة بفدك قديماً ، في الطرف الشرقي لحرة فدك الواقعة شرقي حرة خيبر ، وهى قديماً تعتبر قرية حجازية ، وتقع شمالي المدينة المنورة ، وهى تتبع إدارياً لمنطقة حائل في الوقت الحاضر ، وهى في الطرف الجنوبي الغربى منها وتبلغ المسافة بين حائل ومدينة الحائط « 250 كم » وعن المدينة المنورة بحوالي « 300 كم » تقريباً ، وبذلك تتوسط المسافة بين حائل والمدينة المنورة . والحائط قاعدة القرى المجاورة لها منذ القدم ، وتقع مدينة الحائط على خط طول 29 / 40 وعلى خط العرض 00 / 26 وترتفع عن سطح البحر بما يقارب 1300 متراً .

ومدينة الحائط التي يشملها اسم فدك تبلغ مساحتها 65000 كيلو متر مربع وحدود الحائط التابعة لها للخدمات تبلغ نفس المساحة السابقة ، وذلك من جبل الخطام وجبل الأبيض غرباً ، إلى جبل العلم شرقاً ، وشمالاً من جبل الفرس وجبل وَسْمه إلى حدود منطقة المدينة المنورة جنوباً . ويتبعها أكثر من 120 قرية وهجرة ويبلغ عدد سكان مدينة الحائط « 18000 » نسمة تقريباً .

وفى معجم البلدان : 4 / 238 : « فدك : قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة ، أفاءها الله على رسوله ( صلى الله عليه وآله ) في سنة سبع صلحاً ، وذلك أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا ثلاث واشتد بهم الحصار ، راسلوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل ، وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك ، فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، فكانت خالصة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

وفيها عين فوارة ونخيل كثيرة ، وهى التي قالت فاطمة رضي الله عنها : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نحلنيها ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : أريد لذلك شهوداً . . ولها قصة . ثم أدى اجتهاد عمر بن الخطاب بعده لما ولى الخلافة وفتحت الفتوح واتسعت على المسلمين ، أن يردها إلى ورثة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والعباس بن عبد المطلب يتنازعان فيها ، فكان على يقول : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) جعلها في حياته لفاطمة ، وكان العباس يأبى ذلك ويقول : هي ملك لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنا وارثه ، فكانا يتخاصمان إلى عمر فيأبى أن يحكم بينهما ويقول : أنتما أعرف بشأنكما ، أما أنا فقد سلمتها إليكما فاقتصدا ، فما يؤتى واحد منكما من قلة معرفة ، فلما ولى عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إلى عامله بالمدينة يأمره برد فدك إلى ولد فاطمة رضي الله عنها فكانت في أيديهم في أيام عمر بن عبد العزيز ، فلما ولى يزيد بن عبد الملك قبضها فلم تزل في أيدي بنى أمية حتى ولى أبو العباس السفاح الخلافة فدفعها إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فكان هو القيم عليها يفرقها في بنى علي بن أبي طالب ، فلما ولى المنصور وخرج عليه بنو الحسن قبضها عنهم ، فلما ولى المهدى بن المنصور الخلافة أعادها عليهم ، ثم قبضها موسى الهادي من بعده إلى أيام المأمون ، فجاءه رسول بنى علي بن أبي طالب فطالب بها فأمر أن يسجل لهم بها ، فكتب السجل وقرئ على المأمون ، فقام دعبل الشاعر وأنشد :

أصبح وجه الزمان قد ضحكا * برد مأمونِ هاشمٍ فدكا

وفى فدك اختلاف كثير في أمرها بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأبى بكر وآل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن رواة خبرها من رواه بحسب الأهواء وشدة المراء . . » .

4 - فتح النبي « صلى الله عليه وآله » وادى القري

قال في الصحيح من السيرة : 19 / 9 ، ملخصاً : بعد فتح خيبر انصرف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى وادى القرى فأتى الصهباء وسلك على برمة ، حتى انتهى إلى وادى القرى يريد اليهود وقد التحق بهم ناس من العرب . ونزلها مع مغرب الشمس ودعا أهلها إلى الإسلام فامتنعوا من ذلك واستقبلوا المسلمين بالرمي ، وهم يصيحون في آطامهم فأصاب سهم منهم رجلاً اسمه مدعم فقتله ، وعبأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه للقتال وصفَّهم ، وقاتلوا ففتحها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عنوة ، وغنَّمه الله أموال أهلها فخمَّس ذلك ، وترك الأرض والنخل في أيدي يهود ، وعاملهم على نحو ما عامل عليه أهل خيبر ، وقسَّم ما أصاب على أصحابه بوادي القري ، وترك الأرض والنخيل بأيدي يهود وعاملهم عليها . وأقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بوادي القرى أربعة أيام ، قال البلاذري : وكان في وادى القرى بساتين لعلى ( عليه السلام ) أوقفها ففي وصيته ( عليه السلام ) : « ما كان لي بوادي القرى كله من مال لبنى فاطمة « عليها السلام » ورقيقها ، صدقة » . الكافي : 7 / 49 .

قال الحموي في معجصم البلدان : 4 / 338 : « وادى القري : واد بين الشام والمدينة وهو بين تيماء وخيبر ، فيه قرى كثيرة ، وبها سمى وادى القري ، قال أبو المنذر : سمى وادى القرى لأن الوادي من أوله إلى آخره قرى منظومة ، وكانت من أعمال البلاد ، وآثار القرى إلى الآن بها ظاهرة ، إلا أنها في وقتنا هذا كلها خراب ومياهها جارية تتدفق ضائعة لا ينتفع بها أحد . قال أبو عبيد الله السكوني : وادى القرى والحِجْر والجَنَاب ، منازل قضاعة ثم جهينة وعذرة وبَلِي ، وهى بين الشام والمدينة يمر بها حاج الشام ، وهى كانت قديماً منازل ثمود وعاد ، وبها أهلكهم الله وآثارها إلى الآن باقية . ونزلها بعدهم اليهود واستخرجوا كظائمها وأساحوا عيونها وغرسوا نخلها . . وروى أن معاوية بن أبي سفيان مر بوادي القرى فتلا قوله تعالي : أَتُتْرَكُونَ فِى مَا هَا هُنَا آمِنِينَ . فِى جَنَّاتٍ وَعُيونٍ . وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ . . الآيات ، ثم قال : هذه الآية نزلت في أهل هذه البلدة وهى بلاد ثمود فأين العيون ؟ فقال له رجل : صدق الله في قوله أتحب أن أستخرج العيون ؟ قال : نعم ، فاستخرج ثمانين عيناً ، فقال معاوية : الله أصدق من معاوية » !

وقد غيروا اسمها اليوم وسموها « العلا » ! ففي موقع شبكة عربيات :

http : / / www . arabiyat . com / forums / showthread . php ? t = 61799

العلا : هي الاسم الحديث لوادى القرى الذي أوردته كتب التاريخ وتغنى به الشعراء ، وهى من أقدم المدن . وهى بلد موسى بن نصير الذي أنشأ فيها قلعته المشهورة ، وهى بلد جميل بثينة ، وكانت تسمى قديماً بوادي القرى وديدان . ويسميها الباحثون عاصمة الآثار وبلد الحضارات . مر بها سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) في غزوة تبوك وعاش بها سيدنا صالح ( عليه السلام ) ، ومن آثارها محلب ناقة سيدنا صالح ، وفيها مدائن صالح أو قرى صالح أو الحجر ، وهى تسميات تطلق على مكان قوم ثمود والأنباط ، حيث مقابرهم المنحوتة في الجبال بطريقة غاية في الجمال والغرابة ، والتي تعرف عند أهل المنطقة بالقصور لروعة النحت وجماله .

5 - رواية أن النبي « صلى الله عليه وآله » نام عن صلاة الصبح

قال في الصحيح من السيرة : 19 / 15 ، ملخصاً : « روى مسلم وأبو داود أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في عودته من وادى القرى وخيبر ، كان قريباً من المدينة فغلبته عينه فنام فلم يستيقظ ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس ! وكان بلال يحرسهم فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما صنعت بنا يا بلال ؟ ! قال : يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ! قال : صدقت ، ثم اقتاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعيره غير كثير ثم أناخ وأناخ الناس فتوضؤوا وأمر بلالاً فأقام الصلاة ، فلما فرغ قال : إذا نسيتم الصلاة فصلوها إذا ذكرتموها ، فإن الله عز وجل يقول : وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِى » .

ورد ذلك بوجوه : منها ، أن من غير المقبول أن ينام ألف وخمس مئة شخص ويحرسهم شخص واحد هو بلال ، ثم لايستيقظ منهم أحد !

ثم إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) تنام عيناه ولا ينام قلبه ، فكيف ينام عن صلاة الصبح ؟ !

هذا ، وقد بحث العلماء قديماً وحديثاً إمكان إنامة الله تعالى لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) أو إسهائه أو عدم قدرة الله على ذلك والعياذ بالله ، ووقوع ذلك أو عدم وقوعه .

والذي نفاه الصدوق « رحمه الله » هو نفى بعضهم لقدرة الله على ذلك ، وهو أجنبي عن وقوعه وعدمه ، ولا يتسع المجال للتفصيل .

6 - نظر إلى أحُد وقال : هذا جبل يحبنا

في المجازات النبوية للشريف الرضي / 15 : « من ذلك قوله ( صلى الله عليه وآله ) وقد نظر إلى أحُد منصرفه من غزاة خيبر : هذا جبل يحبنا ونحبه . وهذا القول محمول على المجاز ، لأن الجبل على الحقيقة لا يصح أن يحب » . وصحيح بخاري : 3 / 223 .

وقال في لسان العرب : 1 / 290 : « قال ابن الأثير : هذا محمول على المجاز ، أراد أنه جبل يحبنا أهله ونحب أهله وهم الأنصار ، ويجوز أن يكون من باب المجاز الصريح ، أي إننا نحب الجبل بعينه ، لأنه في أرض من نحب » .

أقول : من يتأمل في قوله تعالي : وَإِنْ مِنْ شَئٍْ إِلا يسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاتَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا . « الإسراء : 44 » يطمئن بأن لكل شئ حتى المادة حياة ونفساً وروحاً وشخصية بحسبه ، وعليه يمكن حمل كلامه ( صلى الله عليه وآله ) على ظاهره ، وأن من المادة محب ومبغض ومؤمن وكافر . ولا مجال للتفصيل .

7 - قضى الله بزوال دولة فارس فَقَتَلَ ابنُ كسرى أباه !

عندما بُعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان كسرى في أوج قوته ، وقد انتصر على قيصر في سوريا لكن الله تعالى أخبر بأنه سينهزم أمام الروم بعد بضع سنين ، فقال عز وجل : « ألم . غُلِبَتِ الرُّومُ . فِى أَدْنَى الأرض وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيغْلِبُونَ . فِى بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأمر مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيوْمَئِذٍ يفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللهِ ينْصُرُ مَنْ يشَاءُ وَهُوَالْعَزِيزُ الرَّحِيمُ . وَعْدَ اللهِ لا يخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يعْلَمُونَ . يعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ . الروم : 1 - 7 .

وفى السنة السادسة للهجرة بعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) رسالة إلى كسري ، نصها : « بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس : سلام على من اتبع الهدي ، وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، أدعوك بدعاية الله ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين . أسلم تسلم ، فإن أبيت فعليك إثم المجوس » .

مكاتيب الرسول للأحمدي : 2 / 316 .

« فلما وصل إليه الكتاب مزقه واستخف به وقال : من هذا الذي يدعوني إلى دينه ويبدأ باسمه قبل اسمي ! وبعث إليه بتراب ! فقال ( صلى الله عليه وآله ) : مزق الله ملكه كما مزق كتابي ، أما إنه ستمزقون ملكه ! وبعث إلى بتراب أما إنكم ستملكون أرضه ! فكان كما قال ( صلى الله عليه وآله ) . . إن كسرى كتب في الوقت إلى عامله باليمن باذان ويكنى أبا مهران ، أن احمل إلى هذا الذي يذكر أنه نبي ، وبدأ بإسمه قبل إسمى ودعاني إلى غير ديني ! فبعث إليه فيروز الديلمي في جماعة مع كتاب يذكر فيه ما كتب به كسري ، فأتاه فيروز بمن معه فقال له : إن كسرى أمرني أن أحملك إليه ! فاستنظره ليلة فلما كان من الغد حضر فيروز مستحثاً فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أخبرني ربى أنه قتل ربك البارحة ! سلط الله عليه ابنه شيرويه على سبع ساعات من الليل ، فأمسكْ حتى يأتيك الخبر ! فراع ذلك فيروز وهاله وعاد إلى باذان فأخبره فقال له باذان : كيف وجدت نفسك حين دخلت عليه ؟ فقال : والله ما هبت أحداً كهيبة هذا الرجل ! فوصل الخبر بقتله في تلك الليلة من تلك الساعة فأسلما جميعاً » . المناقب : 1 / 70 .

وفى مكاتيب الرسول للأحمدي : 2 / 329 : « فبعث باذان بكتاب كسرى إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) مع قهرمانه ، وبعث معه رجلاً آخر من الفرس ، وكتب معهما إلى رسول الله يأمره أن ينصرف معهما إلى كسري ، فلما قدما عليه المدينة قالا له : شاهنشاه « ملك الملوك » كسرى بعث إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتي بك ، وقد بعثنا إليك لتنطلق معنا ، فإن فعلت كتب فيك إلى ملك الملوك بكتاب ينفعك ويكف عنك به ! وإن أبيت فهو من قد علمت فهو مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك ! وكانا دخلا على رسول الله على زي الفرس ، وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما فكره النظر إليهما وقال : ويلكما من أمركما بهذا ؟ قالا : أمرنا ربنا يعنيان كسري ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لكن أمرني ربى بإعفاء لحيتي وقص شاربي ، ثم قال لهما : إرجعا حتى تأتيانى غداً . وأتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الخبر من السماء بأن الله قد سلط على كسرى ابنه فقتله في شهر كذا وكذا ، لكذا وكذا في ليلة كذا ، فلما أتاه الرسولان قال : إن ربى قد قتل ربكما ليلة كذا وكذا من شهر كذا وكذا بعد ما مضى من الليل سبع ساعات ، سلط عليه شيرويه فقتله ! وهى ليلة الثلاثاء لعشر ليان مضين من جمادى الأولى سنة سبع ، كذا في الطبقات . وقال أبو نعيم : فلما قرأ النبي كتاب صاحبهم تركهم خمس عشرة ليلة لا يكلمهم ولا ينظر إليهم إلا إعراضاً ، فلما مضت خمس عشرة ليلة تقدموا إليه ، فقالا : هل تدرى ما تقول ، إنا قد نقمنا منك ما هو أيسر من هذا فنكتب بها عنك فنخبر الملك أي باذان ؟ قال : نعم أخبرا ذلك عنى وقولا له : إن ديني وسلطانى سيبلغ إلى منتهى الخف والحافر وقولا له : إنك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك وملكتك على قومك . وأعطى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خرخسرو منطقة فيها ذهب وفضة وكان أهداها له بعض الملوك ، وكانت حمير تسمى خرخسرة صاحب المعجزة ، والمعجزة المنطقة بلغة حمير .

فخرج الرسولان وقدما على باذان وأخبراه الخبر فقال : والله ما هذا كلام ملك وإني لأراه نبياً ، ولننظرن فإن كان ما قال حقاً فإنه لنبي مرسل ، وإن لم يكن فنرى فيه رأينا ، فلم يلبث باذان أن قدم عليه كتاب شيرويه يخبر بقتل كسري : أما بعد فقد قتلت كسري ، ولم أقتله إلا غضباً لفارس فإنه قتل أشرافهم فتفرق الناس ، فإذا جاءك كتابي فخذ لي الطاعة ممن قبلك ، وانظر الرجل الذي كان كسرى يكتب إليك فيه فلا تزعجه حتى يأتيك أمرى فيه !

فلما أتاه كتاب شيرويه أسلم وأسلم معه أبناء فارس الذين كانوا باليمن ، فبعث باذان بإسلامه وإسلامهم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . . .

ولما سمعت قريش بأمر كسرى واستخفافه بكتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكتابه إلى باذان ليبعثه إلى كسرى أو يقتله ، فرحوا واستبشروا وقالوا فقد نصب له كسرى ملك الملوك ، كفيتم الرجل . . . ولكن لما سمعوا برجوع الرسولين وقتل كسري ، وإسلام باذان وأبناء فارس معه ، صار رجاؤهم خيبة وقنوطاً » !

وروى في الخرائج : 1 / 78 ، رؤيا ملك بابل بختنصر التي سأل عنها نبي الله دانيال ( عليه السلام ) فأخبره وبتفسيرها وأن ملكه سيزول وبعده ملك الفرس ، قال : « فتأويل الرؤيا مبعث محمد ( صلى الله عليه وآله ) تمزقت الجنود لنبوته ، ولم تنتقض مملكة فارس لأحد قبله ، وكان ملكها أعز ملوك الأرض وأشدها شوكة ، وكان أول ما بدأ فيه انتقاص قتل شيرويه بن أبرويز أباه ، ثم ظهر الطاعون في مملكته وهلك فيه ، ثم هلك ابنه أردشير ، ثم ملك رجل لم يكن من أهل بيت الملك فقتلته بوران بنت كسري ، ثم ملك بعده رجل يقال له كسرى بن قباد ولد بأرض الترك ثم ملكت بوران بنت كسري ، فبلغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تمليكها فقال : لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة ، ثم ملكت ابنة أخرى لكسرى فسُمَّت وماتت ، ثم ملك رجل ثم قتل !

فلما رأى أهل فارس ما هم فيه من الانتشار أمر « كَبُرَ » ابن لكسرى يقال له : يزدجرد فملكوه عليهم فأقام بالمدائن على الانتشار « تفرق المملكة » ثماني سنين ، وبعث إلى الصين بأمواله ، وخلف أخا بالمدائن لرستم فأتى لقتال المسلمين ونزل بالقادسية وقتل بها ، فبلغ ذلك يزدجرد فهرب إلى سجستان ، فقتل هناك » !

8 - هدايا المقوقس ملك مصر إلى النبي « صلى الله عليه وآله »

قال الأحمدي في مكاتيب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : 2 / 416 : « كتابه ( صلى الله عليه وآله ) إلى المقوقس : بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط : سلام على من اتبع الهدي ، أما بعد ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإنما عليك إثم القبط و : يا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَينَنَا وَبَينَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيئًا وَلا يتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ » .

قال المقوقس : إني نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ، ولا ينهى عن مرغوب فيه ، ولم أجده بالساحر الضال ، ولا الكاهن الكذاب ، ووجدت معه آلة النبوة بإخراج الخبء والإخبار بالنجوي ، وسأنظر . ثم أخذ الكتاب وجعله في حق من عاج وختم عليه ودفعه إلى جاريته .

وأرسل المقوقس يوماً إلى حاطب فقال : « أسألك عن ثلاث . فقال : لا تسألني عن شئ إلا صدقتك ، قال : إلى ما يدعو محمد ؟ قلت : إلى أن نعبد الله وحده ، ويأمر بالصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة ، ويأمر بصيام رمضان ، وحج البيت ، والوفاء بالعهد ، وينهى عن أكل الميتة والدم . . إلى أن قال : فوصفته فأوجزت ، قال : قد بقيت أشياء لم تذكرها : في عينيه حمرة قلما تفارقه ، وبين كتفيه خاتم النبوة ، يركب الحمار ، ويلبس الشملة ، ويجتزى بالتمرات والكسر ، ولا يبالي من لاقى من عم أو ابن عم . ثم قال المقوقس : هذه صفته ، وكنت أعلم أن نبياً قد بقي ، وكنت أظن أن مخرجه بالشام وهناك تخرج الأنبياء من قبله ، فأراه قد خرج في أرض العرب في أرض جهد وبؤس ، والقبط لاتطاوعنى في اتِّباعه ، وأنا أَضِنُّ بملكى أن أفارقه ، وسيظهر على البلاد وينزل أصحابه من بعد بساحتنا هذه حتى يظهروا على ما هاهنا ! وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفاً واحداً ، ولا أحب أن تعلم بمحادثتى إياك ! ثم دعا كاتبه الذي يكتب له بالعربية فكتب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) : بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط : سلام عليك أما بعد ، فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه ، وقد علمت أن نبياً قد بقي وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام ، وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم وبثياب ، وأهديت إليك بغلة لتركبها ، والسلام عليك » . ثم عدد الأحمدي هدية المقوقس للنبي ( صلى الله عليه وآله ) وهي : أربع جوارٍ : مارية أم إبراهيم بن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسيرين أخت مارية ، وقيسر أخت مارية أيضاً ، وجارية أخرى سوداء اسمها بريرة . وغلاماً خصياً أسود اسمه مابور . وبغلة شهباء وهى دلدل ، وحماراً أشهب يقال له يعفور . وقيل وألف دينار وعشرين ثوباً ، وألف مثقال ذهباً . وفرساً وهو اللزاز ، وأهدى إليه عسلاً من عسل نبها من قرى مصر ، ومكحلة ومربعة توضع فيها ، وقارورة دهن ، ومقصاً ومسواكاً ومشطاً ومرآة . وقيل عمائم وقباطى وطيباً وعوداً ومسكاً ، مع ألف مثقال من ذهب ، مع قدح من قوارير ، وخفين ساذجين أسودين ، وطبيباً يداوى مرضى المسلمين . « فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إرجع إلى أهلك فإنا قوم لا نأكل حتى نجوع ، وإذا أكلنا لانشبع . وقال حاطب : كان المقوقس لي مكرماً في الضيافة وقلة اللبث ببابه ، وما أقمت عنده إلا خمسة أيام ، ودفع له مائة دينار وخمسة أثواب . . . فلما قدم حاطب المدينة وعرض الهدايا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبلها ، ونقل له كلام المقوقس وناوله الكتاب قال : ضن الخبيث بملكه ولا بقاء لملكه . ومن ثم ذكر بعضهم أن هرقل لما علم ميل المقوقس إلى الإسلام عزله » . راجع المناقب : 1 / 139 ، 146 ، 148 ، 2 / 65 ، ابن هشام : 1 / 3 و 123 ، الشفا : 1 / 115 ومستدرك سفينة البحار : 1 / 380 ، 3 / 336 و 5 / 208 .

أقول : قد يكون النبي ( صلى الله عليه وآله ) رد الطبيب لأنه شك فيه نفسه ، وليس في المقوقس . وقد يكون الطبيب يهودياً .

9 - وفاة النجاشي وصلاة النبي « صلى الله عليه وآله » عليه

في الكافي : 2 / 121 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « أرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه ، فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب وعليه خِلْقَان الثياب ! قال : فقال جعفر : فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال : الحمد لله الذي نصر محمداً وأقر عينه ، ألا أبشركم ؟ فقلت : بلى أيها الملك ، فقال : إنه جاءني الساعة من نحو أرضكم عين من عيونى هناك فأخبرني أن الله عز وجل قد نصر نبيه محمداً ( صلى الله عليه وآله ) وأهلك عدوه ، وأسر فلاناً وفلاناً وفلاناً ، التقوا بواد يقال له : بدر كثير الأراك لكأني أنظر إليه ، حيث كنت أرعى لسيدي هناك ، وهو رجل من بنى ضمرة !

فقال له جعفر : أيها الملك فمالى أراك جالساً على التراب وعليك هذه الخلقان ؟ فقال له : يا جعفر إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى ( عليه السلام ) أن من حق الله على عباده أن يحدثوا له تواضعاً عندما يحدث لهم من نعمة ! فلما أحدث الله عز وجل لي نعمة بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) أحدثت لله هذا التواضع ! فلما بلغ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لأصحابه : إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدقوا يرحمكم الله ، وإن التواضع يزيد صاحبه رفعه ، فتواضعوا يرفعكم الله ، وإن العفو يزيد صاحبه عزاً ، فاعفوا يعزكم الله » .

وفى مجمع البيان : 2 / 480 ، في تفسير قوله تعالي : « وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيهِمْ خَاشِعِينَ للهِ لايشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَنًا قَلِيلاً : اختلفوا في نزولها فقيل نزلت في النجاشي ملك الحبشة ، واسمه أصحمة وهو بالعربية عطية ، وذلك أنه لما مات نعاه جبرائيل لرسول الله في اليوم الذي مات فيه فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم . قالوا : ومن ؟ قال : النجاشي . فخرج رسول الله إلى البقيع ، وكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه ! فقال المنافقون : أنظروا إلى هذا يصلى على علج نصراني حبشي لم يره قط ، وليس على دينه » .

وفى سيرة ابن هشام : 1 / 228 : « فلما مات النجاشي ، صلى عليه واستغفر له » .

وفى الخصال / 359 ، عن علي ( عليه السلام ) قال : « إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما أتاه جبرئيل بنعي النجاشي بكى بكاء حزينٍ عليه وقال : إن أخاكم أصحمة ، وهواسم النجاشي مات . ثم خرج إلى الجبانة وصلى عليه وكبر سبعاً ، فخفض الله له كل مرتفع حتى رأى جنازته وهو بالحبشة » . وعيون أخبار الرضا « عليه السلام » : 2 / 252 وفى الخرائج 1 / 64 ، مختصراً .

وفى المعتبر : 2 / 352 : « يمكن أن يكون دعاءً له لا كصلاة الجنازة . قال زرارة قلت : فالنجاشى لم يصل عليه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : لا ، إنما دعا له . لو جازت الصلاة بعد دفنه لصلى على الأنبياء في قبورهم والصلحاء وإن تقادم العهد » .

10 - سرايا قبل سفر النبي « صلى الله عليه وآله » إلى عمرة القضاء

أرسل النبي ( صلى الله عليه وآله ) مجموعات صغيرة في عدة سرايا بعد عودته من خيبر وأم القرى قبل عمرة القضاء ، وأكثرها سرايا عادية ، وقد يكون بعضهما مكذوباً !

فمنها ، سرية عمر إلى تربة ، قالوا بعثه في ثلاثة نفر إلى موضع يسمى تربة ، لقتال أناس من هوازن ، فهربوا .

ومنها : سرية أبى بكر إلى نجد ، لأناس من هوازن ، ولم يذكروا موضعها ولا أسماء من قتل فيها ، وقالوا أسر أبو بكر امرأة ولم يذكروا اسمها !

وذكروا سريتين إلى فدك لبشير بن سعد وغالب الليثي ، وقالوا إنهم قتلوا وغنموا أموالاً وأنعاماً وأباعركثيرة .

كما ذكروا بطولات لسلمة بن الأكوع وأنه قتل أهل سبعة أبيات ولم يسموهم !

وفى إعلام الوري : 1 / 211 : « وبعث غالب بن عبد الله الكلبي إلى أرض بنى مرة فقتل وأسر . وبعث عيينة بن حصن البدري إلى أرض بنى العنبر فقَتل وأسر » .

هذا ، وذكر بعضهم أن غزوة الكدر كانت بعد خيبر وقبل عمرة القضاء ، « راجع الصحيح : 19 / 89 » « وذلك مستبعد ، فقد ذكروا غزوة الكدر أو قرقرة الكدر في آخر السنة الثانية للهجرة ، وتقدم أنها كانت سرية لزيد بن حارثة ولم يقع فيها حرب » . الطبقات : 2 / 31 ، الطبري : 2 / 483 وأعيان الشيعة : 1 / 251 .

11 - هل شققت عن قلبه يا أسامة ؟

وبعد فتح خيبر كانت السرية التي قتل فيها أسامة بن زيد رجلاً قال إني مؤمن ، وقد وبخه النبي ( صلى الله عليه وآله ) . راجع : الصحيح من السيرة : 19 / 43 .

قال علي بن إبراهيم القمي : 1 / 148 في تفسير قوله تعالي : « يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِى سَبِيلِ اللهِ فَتَبَينُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا ، فإنها نزلت لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من غزوة خيبر وبعث أسامة بن زيد في خيل إلى بعض قرى اليهود في ناحية فدك ليدعوهم إلى الإسلام ، وكان رجل من اليهود يقال له مرداس بن نهيك الفدكى في بعض القري ، فلما أحس بخيل رسول الله جمع أهله وماله وصار في ناحية الجبل ، فأقبل يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فمر بأسامة بن زيد فطعنه فقتله ! فلما رجع إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخبره بذلك ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قتلت رجلاً شهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله ؟ ! فقال : يا رسول الله إنما قال تعوذاً من القتل . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فلا شققت الغطاء عن قبله ، ولا ما قال بلسانه قبلت ، ولا ما كان في نفسه علمت ! فحلف بعد ذلك أنه لا يقتل أحداً شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ! فتخلف عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حروبه وأنزل الله في ذلك : وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا . . الخ » .

قال في جواهر الكلام : 41 / 636 : « بل يؤيده « درء الحدود بالشبهات » أن جمعاً من الصحابة منهم أسامة بن زيد ، وجدوا أعرابياً في غنيمات ، فلما أرادوا قتله تشهد فقالوا : ما تشهد إلا خوفاً من أسيافنا ، فقتلوه واستاقوا غنيماته فنزل : وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا . . فغضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال لأسامة : هلا شققت قلبه ؟ ! ولكن لم يقتص منهم » .

12 - عيينة بن حصن يواصل الغارة على المسلمين

تقدم أن عيينة بن حصن جاء بجمع من قبيلته فزارة وغطفان لينصر اليهود في خيبر ، فبعث اليه النبي ( صلى الله عليه وآله ) إن الله وعده خيبر وطلب منه أن ينسحب وله تمر خيبر سنة ، فأبى عيينة ! وفى اليوم التالي وقعت عليهم الصيحة أن المسلمين أغاروا على ديارهم ! فانسحبوا من خيبر وتركوا اليهود ! الصحيح : 17 / 110 .

وبعد فتح خيبر جاء عيينة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) يطالب بتمر خيبر ، ويدعى أنه انسحب من خيبر لمصلحة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! فلم يعطه النبي ( صلى الله عليه وآله ) شيئاً .

وقال الحارث بن عوف المرى لعيينة وكان حليفه : « أما آن لك أن تبصر ما أنت عليه ؟ إن محمداً قد وطأ البلاد وأنت توضع في غير شئ . . . أيها الرجل قد رأيت ورأينا معك أمراً بيناً في بنى النضير ويوم الخندق وقريظة ، وقبل ذلك قينقاع وفى خيبر ، إنهم كانوا أعز يهود الحجاز كله يقرون لهم بالشجاعة والسخاء ، وهم أهل حصون منيعة وأهل نخل . والله إن كانت العرب لتلجأ إليهم فيمتنعون بهم ، لقد سارت حارثة بن الأوس حيث كان بينهم وبين قومهم ما كان فامتنعوا بهم من الناس . ثم قد رأيت حيث نزل بهم كيف ذهبت تلك النجدة وكيف أديل عليهم . والله إن الذي سمعت لمن السماء ! والله ليظهرن محمد على من ناوأه ، حتى لو ناوأته الجبال لأدرك منها ما أراد ! فقال عيينة : هو والله ذاك ولكن نفسي لاتقرُّني ! فقال الحارث : فادخل مع محمد ! قال : أصير تابعاً ؟ ! قد سبق قوم إليهم فهم يزْرُونَ بمن جاء بعدهم يقولون : شهدنا بدراً وغيرها » !

أقول : لم يسلم عيينة مع يقينه بنبوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! وواصل محاولاته الغارة على المسلمين ، فأغار عليهم في جمع من غطفان فبعث إليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشير بن سعد في ثلاث مائة ، فساروا حتى أتوا يمن وجُبار قرب خيبر ، فهرب جماعة عيينة فغنموا من إبلهم ونعمهم ، ثم لقوا جمع عيينة فناوشوهم فهرب عيينة وتبعهم المسلمون فأسروا منهم رجلين ، وجاؤوا بهما إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأسلما وأطلق سراحهما . راجع الصحيح : 19 / 76 .

النبي « صلى الله عليه وآله » يتوجه إلى عمرة القضاء

1 - أحرم النبي ( صلى الله عليه وآله ) والمسلمون واتخذوا الحيطة لاحتمال أن تمنعهم قريش من زيارة البيت فيحتاجون إلى قتالها ، فقد أنزل الله عليهم : وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يقَاتِلُونَكُمْ وَلاتَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يحِبُّ الْمُعْتَدِينَ . وَاقْتُلُوهُمْ حَيثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ . البقرة : 190 - 191 .

وفى زبدة البيان / 306 : « تجهز النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه لعمرة القضاء ، وخافوا أن لا يفي لهم المشركون وأن يصدوهم عن البيت الحرام ويقاتلوهم ، وكره رسول الله قتالهم في الشهر الحرام وفى الحرم فأنزل الله الآية ، أي قاتلوا الذين يقاتلونكم دون الذين لم يقاتلوكم . . » .

2 - في الكافي : 4 / 251 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « اعتمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثلاث عمر مفترقات : عمرةً في ذي القعدة أهَلَّ من عسفان وهى عمرة الحديبية ، وعمرةً أهَلَّ من الجحفة وهى عمرة القضاء ، وعمرةً أهَلَّ من الجعرانة ، بعدما رجع من الطائف من غزوة حنين » .

وفى إعلام الوري : 1 / 211 : « اعتمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والذين شهدوا معه الحديبية ، ولما بلغ قريشاً ذلك خرجوا متبددين ، فدخل مكة وطاف بالبيت على بعيره بيده محجن يستلم به الحجر ، وعبد الله بن رواحة آخذ بخطامه وهو يقول :

خلوا بنى الكفار عن سبيله * خلوا فكل الخير في رسوله

قد أنزل الرحمن في تنزيله * نضربكم ضرباً على تأويله

كما ضربناكم على تنزيله * ضرباً يزيل الهام عن مقيله

يا رب إني مؤمن بقيله

وأقام بمكة ثلاثة أيام ، وتزوج بها ميمونة بنت الحارث الهلالية ، ثم خرج فابتنى بها بسرف ، ورجع إلى المدينة فأقام بها حتى دخلت سنة ثمان » .

3 - وروى الجميع أن شخصيات مكة خرجوا منها ، بينما اصطف الناس سماطين ينظرون إلى دخول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والمسلمين ، وقد حرص النبي ( صلى الله عليه وآله ) على أن يرى قريشاً قوة المسلمين ، فدخل راكباً على ناقته وعبد الله بن رواحة ينشد بين يديه النشيد المتقدم الذي فيه تحدٍّ لقريش ، فأثار ذلك خوف عمر أو غيرته أن يتحدى أنصارى قريشاً في عقر دارها ! قال أبو يعلي : 6 / 121 : « فقال عمر : يا ابن رواحة تقول الشعر بين يدي رسول الله وفى حرم الله ؟ ! قال فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : مَهْ يا عمر ، هذا أشد عليهم من وقع النبل » ! والنسائي : 5 / 211 ، البيهقي في سننه : 10 / 228 ، الترمذي : 4 / 217 ، مبسوط السرخسي : 10 / 39 وسير الذهبي : 1 / 235 ،

ورواه مجمع الزوائد : 6 / 146 ، وقال : « وتغيب رجال من أشراف المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله غيظاً وحنقاً ونفاسةً وحسداً ، وخرجوا إلى نواحي مكة » .

والعجيب أن عمر الذي كان مصراً قبل سنة في الحديبية على قتال قريش ، استنكر بسبب خوفه أو تعصبه لقريش أن يتحداهم المسلمون في دارهم ! ولا ننس أن عمر من قبيلة عدى الصغيرة ، وقد نشأ على احترام زعماء قريش وإكبارهم ! ولكن النبي ( صلى الله عليه وآله ) يرى أن هؤلاء الفراعنة لا يفهمون إلا لغة السيف ، وأن عمل عبد الله بن رواحة صحيح وقيمته عالية لأنه أشد على أعداء الله من وقع النبل !

وفى الحدائق الناضرة : 16 / 129 : « عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال : سمعت

أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : طاف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على ناقته العضباء وجعل يستلم الأركان بمحجنه ويقبل المحجن » . والمحجن : عصا معقوفة ، فكان ( صلى الله عليه وآله ) يمس الركن بها ويقبلها .

4 - وفى الكافي : 4 / 435 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شرط عليهم أن يرفعوا الأصنام من الصفا والمروة ، فتشاغل رجل وترك السعي حتى انقضت الأيام وأعيدت الأصنام فجاؤوا إليه فقالوا : يا رسول الله إن فلاناً لم يسع بين الصفا والمروة وقد أعيدت الأصنام . فأنزل الله عز وجل : فَلا جُنَاحَ عَلَيهِ أَنْ يطَّوَفَ بِهِمَا ، أي وعليهما الأصنام » .

5 - قال في الصحيح : 9 / 172 بعنوان : رعب قريش وحيرتها ، ملخصاً : « قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الخيل أمامه حتى بلغت مر الظهران ، فرأى ناس من قريش خيلاً كثيرة وسلاحاً وفيراً ، فطاروا بالخبر إلى قريش ، ففزعت من ذلك وتحيرت هل جاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليعتمر أم ليغزوها ، وهو لم يعرف بالغدر صغيراً ولا كبيراً !

وخرج كبراؤها من مكة حتى لا يروا النبي ( صلى الله عليه وآله ) يطوف بالبيت هو وأصحابه ، حسداً وعداوة ! وكانت شائعاتهم تلاحق المسلمين . وكان وجود قرشيين مع النبي يزيد في حسرة قريش وإحراجها أمام الناس الذين لهم فيهم أقرباء ، فقالوا : إن المهاجرين أوهنتهم حمى يثرب ! لذلك أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بإظهار القوة ليبطل كيدهم وأطلق دعاءه فقال : رحم الله من أراهم من نفسه قوة » فأمرهم بالرمل في ثلاثة أشواط ، وهو المشي السريع شبيه بالعرض العسكري فقالت قريش : « هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم ، أما إنهم لينفرون نفر الظبي !

كما أمرهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يكشفوا أعضادهم اليمنى التي تقبض السيوف والرماح وهو يطوف على ناقته وعبد الله بن رواحة آخذ بزمامها وهو ينشد التحدي لهم ! وقد ورد عن أهل البيت « عليهم السلام » أن كشف الأعضاد مخصوص بذلك الوقت ، وليس له صفة شرعية دائمة في الحج » .

زواج النبي « صلى الله عليه وآله » بميمونة بنت الحارث

في مجمع البيان : 9 / 211 : « أقاموا بمكة ثلاثة أيام ثم رجعوا إلى المدينة . . بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحرث العامرية فخطبها عليه ، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب ، وكان تحته أختها أم الفضل بنت الحرث ، فزوجها العباس رسول الله » .

وقال صاحب الصحيح : 19 / 207 إنها آخر امرأة تزوجها النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

وفى سيرة ابن هشام : 3 / 828 : « وأصدقها « أبو رافع » عن رسول الله أربع مئة درهم » .

وقد تقدمت ترجمة ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها في الفصل الخامس والأربعين .

إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص !

كان خالد بن الوليد إلى السنة السابعة قائد خيل المشركين في الحديبية ، ثم كان في أواسط الثامنة مع المسلمين في غزوة تبوك ، وسيأتي دوره فيها ، ومعناه أنه أسلم بين الحديبية ومؤتة . لكنه ادعى أنه أسلم قبل خيبر وأنه شارك فيها !

فقد كذب خالد فقال : « غزوت مع رسول الله غزوة خيبر ، فأسرع الناس في حظائر يهود فقال : يا خالد ناد في الناس أن الصلاة جامعة » . وتبنى كذبته أصحاب المسانيد ، فرواها أحمد : 4 / 89 ، وأبو داود والنسائي وابن ماجة ، نصب الراية : 6 / 58 وشكك فيه ابن عبد البر ، الإستيعاب : 2 / 427 وقال ابن حزم وقال إنه موضوع ، عمدة القاري : 17 / 248 .

وقال في مجمع الزوائد : 9 / 351 : « وعن محمد بن إسحاق قال : كان إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة عند النجاشي فقدموا المدينة في صفر سنة ثمان من الهجرة . قلت : إسلامهم في يوم واحد معروف » . وبه قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية / 259 ، ابن تيمية في فتاويه : 4 / 397 ، ابن عربى في أحكام القرآن : 2 / 572 ، ابن حجر في تهذيب التهذيب : 3 / 107 وابن كثير في النهاية : 5 / 366 و 3 / 208 .

وروت مصادرهم اعترافهما بأنهما رأيا ميزان القوة لمصلحة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأسلما ! « مجمع الزوائد : 9 / 350 » وستعرف أن أدوارهما في الإسلام مضخمة أو مكذوبة .