x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
زيارة لسان الدين ابن الخطيب
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص:217-218
2024-10-28
265
ولما ذهب لسان الدين ابن الخطيب الى عامر بن محمد بجيله المشهور زار محل
وفاة السلطان المذكور وقد ألم بذكر ذلك في نفاظة الجراب إذ قال:
وشاهدت بجبل هنتاتة محل وفاة السطان المقدس أمير المسلمين أبي الحسن رحمه الله حيث اصابه طارق الأجل الذي فصل الخطة وأصمت الدعوة
ورفع المنازعة وعاينته مرفعا عن الابتذال بالسكنى مفرشا بالحصباء مقصودا بالابتهال والدعاء فلم أبرح يوم زيارة محل وفاته أن قلت :
ياحسنها من أربع وديار أضحت لباغي الأمن دار قرار
وجبال عز لا تذل أنوفها إلا لعز الواحد القهار
ومقر توحيد وأس خلافة آثارها تنبي عن الأخبار
ما كنت أحسب أن أنهار الندى تجري بها في جملة الأنهار
ماكنت أحسب أن أنوار الحجى تلتاح في قنن وفي أحجار
محت جوانبها البرود وإن تكن شبت بها الأعداء جذوة نار
هدت بناها في سبيل وفائها فكأنها صرعي بغير عقار
لما توعدها على المجد العدا رضيت بعيث النار لا بالعار
عمرت بجلة عامر وأعزها عبد العزيز بمرهف بتار
فرسا رهان أحرزا قصب الندى والبأس في طلق وفي مضمار
ورثا عن الندب الكبير أبيهما محض الوفاء ورفعة المقدار
وكذا الفروع تطول وهي شبيهة بالأصل في روق وفي أثمار
أزرت وجوه الصيد من هنتاتة في جوها بمطالع الأقمار
لله أي قبيلة تركت لها النظراء دعوى الفخر يوم فخار
217
نصرت أمير المسلمين وملكه قد أسلمته عزائم الانصار
ورات عليا عندما ذهب الردى والروع بالأسماع والأبصار
وتخاذل الجيش الهام واصبح الأبطال بين تقاعد وفرار
كفرت صنائعه فيمم دارها مستظهرا منها بعز جوار
وأقام بين ظهورها لا يتقي وقع الردى وقد ارتمى بشرار
فكأنها الأنصار لما أنست فيما تقدم غربة المختار
لما غدا لحظا وهم أجفانه نابت شفارهم عن الأشفار
حتى دعاه الله بين بيوهم فأجاب ممتثلا لأمر الباري
لو كان يمنع من قضاء الله ما خلصت إليه نوافذ الأقدار
قد كان يأمل أن يكافئ بعض ما أولو ه لولا قاطع الأعمار
ما كان يقنعه لو امتد المدى إلا القيام بحقها من دار
فيعيد ذاك الماء ذائب فضة ويعيد ذاك الرب ذوب نضار
حتى تفوز على النوى أوطانها من ملكه بجلائل الأوطار
حتى يلوح على وجوه وجوههم أثر العناية ساطع الأنوار
ويسوغ الأمل القصي كرامها من غير ما ثنيا ولا استعصار
ماكان يرضى الشمس أو بدر الدجى عن درهم فيهم ولا دينار
أو أن يتوج أو يقلد هامها ونحورها بـأهلة ودراري
حق على المولى ابنه إيثار ما بذلوه من نصر ومن إيشار
فلمثلها ذخر الجزاء ومثله من لا يضيع صنائع الأحرار
وهو الذي يقضي الديون وبره يرضيه في علن وفي إسرار
حتى تحج محلة رفعوا بها علم الوفاء لأعين النظار
218
فيصير منها البيت بيتا ثانيا للطائفين إليه أي بدار
تغني قلوب القوم عن هدي به ودموعهم تكفي لرمي جمار
حييت من دار تكفل سعيها المحمود بالزلفى وعقبى الدار
وضفت عليك من الإله عناية ما كر ليل فيك إثر نهار
ويعني بالمولى ابنه السلطان أبا سالم ابن السلطان أبي الحسن
ومن العجائب أن الرئيس عامر بن محمد الذي جرى في هذه الأبيات ذكره كان يؤمل بإيوائه للسلطان أبي الحسن ونصرته له وعدم إخفار ذمته فيه أن ينال من أولاده الملوك بذلك عزا مستطيلا ورياسة زائدة على ما كان فيه فقضى الله تعالى أن كان حتفه على يد السلطان عبد العزيز ابن السلطان أبي الحسن إذ نازله بجنوده وحاصره بمعتقله حتى استولى عليه وقتله حسبما استوفى ذلك الشيخ الرئيس قاضي القضاة أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي المغربي نزيل مصر في تاريخه الكبير الذي سماه ب كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر فمن شاء فليراجعه ثمة وكان الرئيس أبو ثابت عامر بن محمد الهنتاتي المذكور خرج على السلطان عبد العزيز بالسلطان المعتمد على الله أبي الفضل محمد ابن أخي السلطان عبد العزيز المذكور فكان من قتله ما ذكر والله غالب على أمره.