x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
سئمتُ من العناية بقريبي المريض
المؤلف: ريوهو أوكاوا
المصدر: كيف نحصل على السعادة ونبتعد عن الكآبة
الجزء والصفحة: ص133 ــ 137
2024-10-03
271
ـ ربّات البيوت هنّ طبيبات وممرّضات البيت
آلاف لا بل ملايين الناس يواجهون تحدي الاضطرار لرعاية أفراد أسرهم المرضى في المنزل. وهذه تجربة لا يمكن لأحد تجنّبها، ذلك أنّ واحداً على الأقل من أفراد عائلتنا يمرض في مرحلة ما من حياة كل منّا. لكنّ هذه الحقيقة لا تجعل الأمر أسهل.
من الصعب جداً أن يدخل أحد أفراد العائلة المستشفى، ومن الأكثر صعوبة أن نضطرّ لرعايته في المنزل. إن كنت ربّة منزل بدوام كامل، فستحتاجين إلى تخصيص وقت إضافي في رعاية الفرد المريض في أسرتك بالإضافة إلى مهامك المنزلية المعتادة. وإذا كنت تعملين خارج البيت، فقد لا تتمكّنين من رعاية ذلك الشخص على الإطلاق.
تشتمل رعاية المريض على مشقّة كبيرة، خاصّة إذا كان عليك العناية بمسنّ طريح الفراش ومصاب بالخرف. فهذا العبء الثقيل سينهك روحك. وقد تشعرين بالعجز الكامل وتشتكين قائلة: (كيف سأتمكّن من تولّي أموري وبناء مستقبل جديد ما دمت مجبرة على تمضية كلّ وقتي في رعاية والدي/ والدتي المريض / ة؟).
ما هو الموقف أو التفكير الذي يجب أن نعتمده في هذه الحالة؟ هل نعتبر وضعنا مصيراً لا مفرّ منه، أم أن ننظر إليه كمسألة يمكننا حلّها بالجهد؟ أم نرسل المريض إلى مؤسّسة للرعاية؟
قبل الإجابة على هذه الأسئلة، فكّري للحظة بهذه الحقيقة الروحية: أرواح المرضى تبقى سليمة. لكن عندما نولد في هذا العالم ونعيش في الجسد، لا يمكننا تجنّب الإصابة والمرض، لأنّ الجسم المادي ناقص.
في يوم من الأيّام، قد نضطرّ إلى مواجهة واقع قاس. فربّما كنّا الآن بصحة جيدة، لكنّنا لا ندري ما الذي يمكن أن يصيبنا نحن أو أحبّاءنا في المستقبل. لذا، يجب أن نبذل ما في وسعنا لتجنّب الأمراض، والعناية بصحتنا عن طريق تناول الطعام الصحي، والحصول على قسط وافٍ من النوم، وممارسة الرياضة.
من واجبات سيّدة المنزل تأمين الغذاء للحفاظ على صحّة أفراد الأسرة. بعبارة أخرى، فإنّ الرعاية الطبّية جزء من مهامّ سيّدة المنزل، التي يتوّقع منها القيام بأدوار الطبيبة والممرّضة وأخصائية التغذية. في الواقع، من تستطيع أداء دور الطبيبة، والممرّضة، وأخصائية التغذية، والطاهية، فضلاً عن تعليم الأطفال، ينبغي أن تنال تقديراً كبيراً.
تقليديا، كان يعتقد ان النساء أكثر ملاءمة من الرجال لرعاية المنزل لأنها أكثر ترتيباً، وأكثر حناناً، وتجيد التعامل مع الأطفال. ولا سيّما لدى الأجيال الأكبر سناً، لم يتدرّب الرجال في كثير من الأحيان على الأعمال المنزلية، ولذلك لم يتمكنوا من إنجازها بسرعة وكفاءة كما تفعل النساء. بطبيعة الحال، ليست كل النساء بارعات في الأعمال المنزلية وتربية الأطفال، وليس كل الرجال فاشلين في المهام المنزلية، ولكن غالباً ما يعتبرون استثناءات لأنّ النساء بطبيعتهن أكثر مهارة عموماً في رعاية الآخرين. أمّا الرجال، فغالباً ما كانت الضغوط التي تمارس عليهم تقتصر على جلب المال للإنفاق على الأسرة. نتيجة لذلك، اضطر العديد من النساء لأداء دور الطبيبة أو الممرضة وجعلنه جزءاً من مهمتهنّ أن يمنحنّ الحبّ بهذه الطرق النبيلة.
إنّ توفير الرعاية للفرد المريض في الأسرة هو جزء من مهام المنزل. فقد تتساءل سيّدات المنزل في بعض الأحيان عن سبب اضطرارهنّ لتحمّل هذه المشقة، لكنّ الاهتمام بالمنزل وظيفة مهنية، مثل مهنة الطبيب أو الممرضة، وتستتبع توفير الرعاية الطبية لأهل المنزل. فالأطبّاء لن يقوموا بعملهم على الإطلاق إذا رفضوا علاج مرضاهم. كما أن الممرضات لن تتمكنّ من الاحتفاظ بعملهنّ إذا امتنعن عن تضميد الجروح. وتوفير هذه الأنواع من الرعاية جزء من مهام سيّدة المنزل. وهذا صحيح حتى لو كان عملهنّ غير مدفوع الأجر ويتطلب منهن البقاء متأهّبات على مدار أربع وعشرين ساعة في اليوم.
وكما تملك الشركات صكّاً تأسيسياً ينص على الغرض من إنشاء الشركة، كذلك فإن للأعمال المنزلية غرض خاصّ كوظيفة مهنية. ويشمل نطاقها ومسؤوليّاتها تربية الأسرة، والحفاظ على صحة أفرادها، وتقديم وجبات مغذية. وفي بعض الحالات، على سيدة المنزل القيام بدور الطبيبة أو الممرضة لتزويد أفراد الأسرة بالرعاية الصحية التي يحتاجون إليها. بالتالي، فإن رعاية المرضى في المنزل جزء لا يتجزّأ من مسؤوليّات رعاية الأسرة.
ـ مساعدة المسنّين على إيجاد هدف في الحياة
حتى لو قبلت المرأة مسؤوليات الرعاية الصحية في المنزل، فقد تشعر بالضيق عندما تفكّر في السنوات الطويلة والصعبة التي ستمضيها في رعاية أحد الوالدين المسنّين المصاب بالخرف. ولكن هل فكّرنا يوماً في الأمور المسبّبة للخرف؟ في كثير من الحالات، يفتقر الذين يعانون من الخرف إلى الشعور بأنّهم يملكون هدفاً في الحياة. هذا يعني أنّنا بحاجة دائماً إلى شيء نعيش من أجله، حتّى عندما نبلغ سنّ الشيخوخة. فمع تقدّمنا في السنّ، نشعر بضعف متزايد، ونبدأ بالخوف من أن نصبح عديمي الجدوى وغير مرغوب بنا. لذا فإن آخر ما يجدر بنا فعله ونحن نعتني بكبار السنّ هو معاملتهم على أنّهم مصدر إزعاج وسلبهم مصادر الفرح في حياتهم.
لذلك، من أنواع الرعاية الوقائية التي يمكننا تقديمها للمسنّين مساعدتهم في العثور على شيء يعيشون من أجله. يمكننا أن نكلّفهم بمهام أو وظيفة في المنزل يجدون فيها الفرح ومعنى لحياتهم. وبهذه الطريقة، يمكنهم المشاركة في مجموّعة متنوعة من الأنشطة والحفاظ على صحتهم حتى مع تقدمهم في السن. فمساعدة كبير السنّ على الحفاظ على تقديره لذاته تمكّنه من العيش بسعادة.
في بعض الأحيان، يصاب الناس بالخرف كرد فعل على المعاملة غير الجيّدة التي يتلقّونها في المنزل. فإذا تمّ التعامل مع المسنّ على أنّه مصدر إزعاج ونُبذ كما لو كان ميتاً أساساً، فلن يتمكّن من المقاومة سوى عن طريق المرض.
بالتالي، فإنّ معاملة كبار السن بقلة احترام لن يؤدي إلّا إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف. إن كنت الشخص الذي من المرجّح أن يقدّم الرعاية، فمن الأفضل لك أن تعامل والديك وحمويك معاملة جيدة لمضاعفة فرص عيشهم حياة طويلة وصحّية وسعيدة. كما أن محبة أفراد عائلتنا المسنّين ومساعدتهم في العثور على هدف في الحياة هي ناحية حيوية أخرى من نواحي الحياة الأسرية.
إذا كان أحد أفراد أسرتك طريح الفراش ولا تبشّر حالته بالشفاء، فربّما كانت الصلاة الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله لأجله: ادع له بالشفاء السريع، وإن لم يكن ذلك ممكناً، ادعُ له أن يخفف الله من عذابه ويشمله برحمته. وأخيراً، يمكنك مساعدة نفسك من خلال تجنب مواجهة المصير نفسه في شيخوختك.