x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ترجمة يحيى البرغواطي
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: ص:192-193
2024-10-01
277
ومن نثر لسان الدين ماذكره في الإحاطة في ترجمة يحيى بن إبراهيم ابن يحيى البرغواطي من بني الرجمان ولنذكر الترجمة بجملتها لاشتمالها على ما ذكره وغيره في حق المذكور بعد قوله إنه من بني الرجمان ما صورته:
عزف عنهم وانقطع الى لقاء الصالحين وصحبة الفقراء المتجردين
وكان نسيج وحده في طلاقة اللسان حافظا لكل غريبة من غرائب الصوفية يتكلم في مشكلاهم حفظ ( منازل السائرين ) للهروي وتائية ابن الفارض
مليح الملبس مترفع عن الكدية حسن الحديث صاحب شهرة ومع ذلك
192
فمغضوض منه ، محمول عليه ، لما جبل عليه من رفض الاصطلاح ، واطراح التغافل ، مولع بالنقد ، والمخالفة في كل ما يطرق سمعه ، مرشحاً ذلك بالجدل ، ذاهباً أقصى مذاهب القحة ، كثير الفلتات ، نالته بسبب هذه البلية محن ، ووسم بالرهق في دينه مع صحة العقل ، وهو الآن عامر الرباط المنسوب إلى اللجام على رسم الشياخة ، عديم التابع ، مهجور الفناء ، قيد الكثير من الأجزاء منها في نسبة الذنب إلى الذاكر جزء قبيل غريب المأخذ ، ومنها فيما أشكل من كتاب أبي محمد ابن الشيخ ، وصنف كتاباً كبير الحجم في الاعتقادات جلب فيه كثيراً من الحكايات ، رأيت عليه بخط شيخنا أبي عبد الله المقري ما يدل على استحسانه . ومن البرسام الذي يجري على لسانه ، بين الجد والقحة والجهالة والمجانة ، قوله لبعض خدام باب السلطان وقد ضويق في شيء أضجره منقولاً من خطه - بعد رد كثير منه للإعراب. ما نصه : الله نور السموات من غير نار ولا غيرها ، والسلطان ظل له وسراجه في الأرض ، ولكل منهما فراش مما يليق به ويتهافت عمليه ، فهو تعالى محرق فراشه بذاته ، مغرقهم بصفاته وسراجه ، وظله هو السلطان محرق فراشه بناره ، مغرقهم بزيته ونواله ، ففراش الله تعالى ينقسم إلى حافين ومسبحين ومستغفرين وأمناء وشاخصين ، وفراش السلطان ينقسمون إلى أقسام لا يشذ أحدهم عنها ، وهم وزغة ابن وزغة ، وكلب ابن كلب ، وكلب مطلقاً ، وعار ابن عار ، وملعون ابن ملعون ، وقط ، فأما الوزغة فهو المغرق في زيت نواله المشغول بذلك عما يليق بصاحب النعمة من النصح وبذل الجهد ، والكلب ابن الكلب هو الكيس المتحرز في تهافته من إحراق وإغراق يعطي بعض الحق ويأخذ بعضه ، وأما الكلب مطلقاً فهو المواجه وهو المشرد للسفهاء عن الباب المعظم القليل النعمة ، وأما العار ابن العار فهو المتعاطي في تهافته ما فوق الطوق ، ولهذا امتاز هذا الاسم بالرياسة عند العامة إذا مر بهم جلف أو متعاظم يقولون : هذا العار ابن العار ، بحسب نفسه رئيساً ، وذلك لقرب المناسبة ؛ فهو موضوع لبعض الرياسة ، كما أن الكلب ابن الكلب لبعض الكياسة ، وأما الملعون
193
ابن الملعون فهو المغالط المعاند المشارك لربه المنعم عليه في كبريائه وسلطانه ، وأما القط فهو الفقير مثلي المستغني عنه لكونه لا تختص به رتبة ، فتارة في حجر الملك ، ونارة في السنداس ، وتارة في أعلى الرتب ، وتارة محسن ، وتارة مسيء ، سيئاته الكثيرة بأدنى حسنة ، إذ هو من الطوافين ، متطير بقتله وإهانته ، تجاه في بعض الأحايين بعزة يجدها من حرمة أبقاها له الشارع ، وكل ذلك لا يخفى . وأما الفراش المحرق فهو عند الدول نوعان : تارة يكون ظاهراً وحصته مسح المصباح وتصفية زيته وإصلاح فتيله وستر دخانه ومسايسة ما يكون من المطلوب منه ، ووجود هذا شديد الملازمة ظاهراً ، وأما المحرق الباطن فهو المشار إليه في دولته بالصلاح والزهد والورع فيعظمه الخلق ويترك لما هو بسبيله : فيكون وسيلة بينهم وبين ربهم وخليفته الذي هو مصباحهم ، فإذا أراد الله تعالى إهلاك المروءة وإطفاء مصباحها تولى ذلك أهل البطالة والجهالة ، وكان الأمر كما رأيتم ، والكل فراش متهافت، وكل يعمل على شاكلته