x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تجسّم الأعمال
المؤلف: الأستاذ مظاهري
المصدر: الأخلاق البيتية
الجزء والصفحة: ص99ــ101
2024-09-17
235
لو تأتّى لنا في هذا المقام طرح تجسّم الأعمال لقلنا إن معنى ذلك هو: إن الاختلاف الذي قد يحدث في بعض الأحيان بين الرجل وامرأته وعدم قبولهما بأنهما مقصّران حيث يقول الرجل لزوجته: أنت السبب في بؤسي، وهي تقول له مثل ذلك، فيقول الرجل: إن سوء خلق الأولاد كان بسببك، وهي تقول له شيئاً يشبه ذلك إلى أن يصل بهما الأمر ـ والعياذ بالله ـ إلى استخدام العبارات البذيئة والفاحشة، سيؤدي بهما مستقبلاً إلى حيث ما لا تحمد عقباه.
إن تلك الدار في ظاهر أمرها دارٌ طبيعية، لكنها بقانون تجسّم الأعمال لا تعدو أن تكون جهنم، وستثبت الأيام ذلك حينما ينكشف الغطاء لتظهر الأمور على حقيقتها.
أخاطبكم أيها الرجال! وأنتن أيتها النساء! وأقول لكم جميعاً بأن الدنيا والآخرة وجهان لعملة واحدة، الظاهر هو الدنيا، وباطن هذه الدنيا هي الآخرة، وأن ما يقع في هذه الدنيا تبرز حقيقته وواقعيته في الآخرة، فإذا ما مسّنا والعياذ بالله شيءٌ من جهنم وانتقامها فمرجعه إلى أعمالنا هنا (ذلك بما قدمت أيديكم) وإذا ما حظينا بنعم الجنة وحورها وقصورها فذلك مرجعه إلى أعمالنا أيضاً التي مارسناها في هذه الدنيا الدنيّة.
{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } [الحاقة: 24].
في الجنة يأتي الخطاب: أيها الصائمون! كلوا واشربوا هنيئاً جزاءَ صيامكم في شهر رمضان المبارك، وجزاء ما قدمتموه من صيام في غيره من الأيام، وأن هذه النعمة التي تنعمون بها اليوم أنتم هيأتموها لأنفسكم في الدنيا لتصل إلى مرحلة النضج في هذه الحياة الآخرة.
وكذا الأمر بالنسبة للنزاعات والخلافات، والكلام البذيء الذي قد يصدر من الزوج تجاه زوجه أو من المرأة تجاه زوجها، فذاك سيتجسد لهما بشكل حيوان متوحش في الآخرة أو نار جهنم، فالظاهر هنا، وهو الكلام البذيء، والباطن هناك هو جهنم، وما يفعله الإنسان هنا لا بد أن يلقاه على حقيقته في تلك الحياة الآخرة.
إن الآية المباركة (كلما دخلت أمة..) تريد الإفصاح عن قانون تجسّم العمل، أو بعبارة أخرى تريد القول بأن الاختلاف الموجود هنا بينكم، وداخل بيوتكم، ستنتقلون معه إلى جهنم وستكونون مختلفين أيضاً في ورودكم إلى تلك النار التي سعّرها الجبار العظيم، فمن كان لعّاناً وبذيئاً في هذه الدنيا الدنيّة، وكان يُلعن أيضاً سينتقل بحاله هذه مع ذلك الذي يلعنه إلى نار جهنم، أو سيتجسد ذلك اللعن إلى أفاعي وحيّات وحيوانات متوحشة تلتهمه فلا يموت، بل يبقى حيًّا خالداً في ذلك العذاب إلا أن يأذن الله له غير ذلك.
وعلى العكس من ذلك أولئك الذين لم يبدُ منهم في الحياة الدنيا غير الكلام الطيّب، والعمل الحسن والذين قال فيهم القرآن المجيد:
{عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ} [الواقعة: 15، 16].
هؤلاء كانوا مع أزواجهم منسجمين ومتلائمين ومتراحمين بعضهم على بعض، ولهذا تمكّنوا من تلك السرر الموضونة، ومن تلك الجلسة التي فيها هم متقابلون والتي يتشكر فيها البعض من البعض الآخر، ويقول: إنك كنت السبب في ورودي إلى الجنة، وأنت الذي كنت السبب في هدايتي إلى الطريق القويم.
على أية حال، إذا ما حكمت الألفة والمودة والمحبة في البيت حظي الجميع بفضل الله في الدنيا والآخرة، فالمرأة تبتسم بوجه زوجها حينما يعود إلى البيت، والرجل يتشكر من زوجه حينما يطعم طعامها الذي صنعته بيدها، وبشكل إجمالي تكون الأخلاق الإسلامية هي السائدة في البيت، وهي الطاغية على جوّه، وإذا ما حُفِظَ البيت من تلك المشاكل والنوائب والمعضلات التي يصنعها الإنسان لنفسه، فاز أفراده بخير الدنيا وخير الآخرة.