1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

تقديم ابن عاصم

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج6، ص: 155-161

2024-09-16

327

 

ظهير بتقديم ابن عاصم للنظر في أمور الفقهاء

ولنذكر هنا الظهير الذي جلبته فيها " بتقديم المذكور للنظر في أمور الفقهاء وغيرهم، ونصه: هذا ظهير كريم إليه انتهت الظهائر شرفاً عليا، وبه تقررت المآثر برهاناً جلياً، وراقت المفاخر قلائد وحلياً، وتميزت الأكابر الذين افتخرت بهم الأقلام والمحابر، اختصاصاً مولوياً. فهو وإن تكاثرت المرسومات وتعددت، وتوالت المنشورات وتجددت، أكبر " مرسوم تمم في الاعتقاد نظراً خطيراً ، .. وأحكم في التفويض أمراً كبيراً، وأبرم في الاستخلاص عزماً أبياً. اعتمد بمسطوره العزيز، واختص؛ بمنشوره الذي تلقاه اليمن بالتعزيز ، من لم يزل

                                                    155

 

بالتعظيم حقيقاً ، وبالإكبار خليقاً ، وبالإجلال حرياً . فهو شهير لم يزل في الشهرة سابقاً ، هاد . لم يزل بالهدى ناطقاً ، بليغ لم يزل بالبلاغة درياً ، عظيم لم يزل في النفوس معظماً ، علم لم يزل في الأعلام مقدماً ، كريم لم يزل في الكرام سنيتا اشتملت منه محافل الملك على العقد الثمين ، وحلّت به المشورة في الكنف المحوط والحرم الأمين ، فكان في مشكاة الأمور هادياً ، وفي ميدان المراشد جرياً . فإلى مقاماته تبلغ مقامات الإخلاص، وإلى مرتبته تنتهي مراتب الاختصاص، فيمن حاز خصلاً، وزين حفلاً، وشرف نديا . واستكمل همماً ، واستحمل : قلماً ، و استخدم مشرفيا . فلله ما أعلى قدر هذا الشرف، الجامع بين المتلد والمطرف ، السابق في الفضل أمداً قصياً . الحال من الاصطفاء مظهراً ، الفارع من العلاء منبراً ، الصاعد من العز كرسيا . حاز الفضل إرثاً وتعصيباً ، واستوفى الكمال حقاً ونصيباً ، ثناء أرجه كالروض لو لم يكن الروض ذابلاً وهدياً . نوره كالبدر لو لم يكن البدر آفلا" ، ومجد علوه كالسها لو لم يكن السها خفياً . فما أشرف الملك الذي اصطفاه ، وكمل له حق التقريب ووفاة ، وأحله قرارة التمكين ، ومن اختصاصه بالمكان المكين ، فسبق في ميدان التفويض وشأى 2 ، ورأى من الأنظار الحميدة ما رأى ، صادعاً بالحق إماماً علماً، موضحاً من الدين نهجاً ،أمماً ، هادياً من الواجب صراطاً سوياً . بانياً للمجد صرحاً مشيداً، مشهراً للعدل قولاً مؤيداً، مبرماً للخير سبباً قوياً . فالله تعالى يصل لمقام هذا الملك الذي طلع في سمائه بدراً دونه البدور، وصدراً تلوذ به الصدور، سعداً لا تمطله الأيام في تقاضيه، ونصراً يمضي به نصل الجهاد فلا يزال ماضيه، على الفتح مبنياً. ويوالي له عزاً يذود عن حرم الدين ويمنحه تأييداً. في أعناق الكفر حديث سيفه قطعياً .

156

 

أمر به مرسوماً عزيزاً لا تبلغ المرسومات إلى مداه ، ولا يبدي بآثار الاختصاص مثل ما أبداه ، عبد الله أمير المسلمين محمد الغالب بالله أيد الله تعالى مقامه ، ونصر أعلامه ،، وشكر إنعامه ، ويسر مرامه ، لإمام الأئمة وعلم الأعلام ، وعماد ذوي العقول والأحلام ، وبركة حملة السيوف والأقلام ، وقدوة رجال الدين وعلماء الإسلام ، الشيخ الفقيه أبي يحيى ابن كبير العلماء ، شهير العظماء ، حجة الأكابر والأعيان ، مصباح البلاغة والبيان ، قاضي القضاة وإمامهم ، أوحد الجيلة وطود شمامهم ، الشيخ الفقيه أبي بكر ابن أبقاه الله تعالى ، ومناطق الشكر له فصيحة اللسان ، ومواهب الملك به معهودة الإحسان ، وقلائد الأيادي منه متقلدة بجيد كل إنسان ، قد تقرر والمفاخر لا تنسب إلا لبنيها ، والفضائل لا تعتبر إلا بمن يشيد أركانها ويبنيها ، والكمال لا يصفي شربه ، إلا لمن يؤمن سربه ، أن هذا العلم الكبير ، الذي لا يفي بوصفه التعبير ، علم بآثاره يقتدى ، وبأنظاره يهتدى ، وبإشارته يستشهد ، وبإدارته يسترشد ، إذ لا أمد علو ا إلا وقد تخطاه ، ولا مركب فضل إلا وقد تمطاه ، ولا شارقة هدى إلا وقد جلاها ، ولا لبة فخر إلا وقد حلاها ، ولا نعمة إلا وقد أسداها ، ولا حرمة إلا وقد أبداها ، لما له في دار الملك من الخصوصية العظمى ، والمكانة  التي تسوغ النعمي، والرتب التي تسمو العيون

إلى مرتقاها ، وتستقبلها النفوس بالتعظيم وتتلقاها ، حيث سر الملك مكتوم وقرطاسه مختوم ، وأمره محتوم، والأقلام قد روضت الطروس وهي ذاوية ، وقسم الأرزاق وهي طاوية ، شقت ألسنتها فنطقت ، وقطت " أرجلها فسبقت ، ويبست فأثمرت إنعاماً ، ونكست فأظهرت قواماً ، وخطت فأعطت، وكتبت فوهبت ، ومشقت فرفقت ، وأبرمت فأنعمت ، فكم يسرت الجبر ،

 

                                               157

وعفرت الهزبر ، وشنفت المسامع ، وكيفت المطامع ، وأقلت فيما ارتفع من المواضع ، وأحلت لما امتنع من المراضع ، فهي تنجز النعم ، وتحجز النقم وتبث المذاهب ، وتحث المواهب ، وتروض المراد ، وتنهض المراد ، وتحرس الأكناف ، وتغرس الأشراف ، مصيخة لنداء هذا العماد الأعلى ، طامحة لمكانه الذي سما واستعلى ، فيما يملي عليها من البيان الذي يقر له بالتفضيل ، الملك الضليل، ويشهد له بالإحسان ، لسان حسان ، ويحكم له ببري القوس 1 ، حبيب بن أوس ، الأساليب عنده، شاعر کنده ، ويستمطر سحبه الثرة ، فصيح ويهيم بما من المعرة، إلى منثور تزيل الفقر فقره ، وتدرّ الرزق درره ، لو أنهي إلى قس إياد لشكر في الصنيعة أياديه ، واستمطر سحبه وغواديه ، أو بلغ إلى سحبان لسحره ، وما فارقه عشيته ولا سحره ، ولو رآه الصابي لأبدى إليه من صبوته ما أبدى ، أو سمعه ابن عباد لكان له عبدا ، أو بلغ بديع الزمان الهجر بدائعه ، واستنزر بضائعه ، أو أتحف به البستي لا تخذه بستاناً ، أو عرض على عبد الحميد لأحمد من صوبه هتاناً، فأعظم به من عال لا ترقى ثنيته ، ولا تحاز مزيته ، ولا يُرجم أفقه ، ولا يكتم حقه ، ولا ينام له عن اكتساب الحمد ناظر ، ولا

ينقاس به في الفضل مناظر ، وهل تقاس الأجادل بالبغاث ، أو الحقائق بالأضغاث ؟ ألا وإن بيته هو البيت الذي طلع في أفقه كل كوكب وقاد ، ممن وشج أعلاما به للعلوم اتقاء واتقاد ، وترامى به للمدارك ذكاء وانتقاد ، فأعظم بهم وصدوراً ، وأهلة وبدوراً ، خلدت ذكرهم الدواوين المسطرة ، وسرت في محامدهم الأنفاس المعطرة ، إلى أن نشأ في سمائهم هذا الأوحد ، الذي شهرة فضله لا تجحد ، فكان قمرهم الأزهر ، ونيرهم الأظهر ، ووسيطة عقدهم الأنفس ، ونتيجة ، ونتيجة مجدهم الأقعس ، فأبعد في المناقب آماده ، ورفع الفخر وأقام عماده ، وبنى على تلك الأساس المشيدة ، وجرى لإدراك تلك الغايات البعيدة ،

 

                                                       158

 

فسبق وجلى ، وشنّف بذكره المسامع وحلى ، ورفع المشكل ببيانه ، وحرر الملتبس ببرهانه ، إلى أن أحله قضاء الجماعة ذروة أفقه الأصعدا ، وبوأه عزيز ذلك المقعد ، فشرف الخطة ، وأخذ على الأيدي المشتطة ، لا يراقب إلا ربه ، ولا يضمر إلا العدل وحبه ، والمجلس السلطاني أسماه الله تعالى يختصه بنفسه ، ويفرغ عليه من حلل الاصطفاء ولبسه ، ويستمطر فوائده ، ويجرب بأنظاره حقوق الملك وعوائده ، فكان بين يديه حكماً مُقسطاً ، ومقسماً لحظوظ مقسطاً ، إلى أن خصه بالكتابة المولوية ، ورأى له ذلك حق الأولوية . إذ كان والده المقدس نعم الله تعالى ثراه ، ومنحه السعادة في أخراه ، مشرف ذلك الديوان ، ومعلي ذلك الإيوان ، يحبر رقاع الملك فتروق ، وتلوح كالشمس عند الشروق ، فحل ابنه هذا 2 الكبير شرفاً ، الشهير سلفاً ، مرتبته التي سمت ، و افترت به عن السعد وابتسمت ، فسحبت به للشرف متطارف ، وأحرزت به من الفخر التالد والطارف ، فهو اليوم في وجهها غرة ، وفي عينها قرة ، والله هو في ملاحظة الحقائق ورعيها ، وسمع الحجج ووعيها ، فلقد فضل بذلك أهل الاختصاص ، وسبقهم في تبيين ما يشكل منها وما يعتاص ، إذ المشكلة معه جلية الأغراض ، والآراء لديه آمنة من مأخذ الاعتراض ، فكم رتبة عمرها بذويها ، فأكسبها تشريفاً وتنويها ، وعلى ذلك فأعلام قضاة الوطن ، ومن عبر منهم وقطن ، مع أقدارهم السامية ، ومعاليهم التي هي للزهر مسامية ، إنما رقتهم وساطته التي أحسنت ، وزينت بهم المجالس وحسنت ، فيه 3 أمضوا أحكامهم ، وأعملوا في الأباطيل احتكامهم ، وكتبوا الرسوم ، وكبتوا الخصوم ، وحلوا دست القضاء ، وسلوا سيف المضاء ، وفي زمانه تخرجوا ،                                      159

 

 

و في بستانه تأرجوا ، ومن خلقه اكتسبوا ، وإلى طرقه انتسبوا ، وعلى موارده حاموا ، وحول فوائده قاموا ، وبتعريفه عُرفوا ، وبتشريفه شرفوا ، وبصفاته

كلفوا ، وبعرفاته وقفوا ، فأمنوا مع انسكاب سحب إفادته من الحدب وقاموا بذلك الفرض بسبب ذلك الندب ، وهل العلماء وإن عمت فوائدهم ، وانتظمت بجياد الأذهان فرائدهم ، إلا من أنواره مستمدون ، وإلى الاستفادة من أنظاره ممتدون ، وببركاته معتدون ، وبأسبابه مشتدون ، فيه اجتنيت من أفنان المنابر ثمراتهم ، وتأرجت في روضات المعارف زهراتهم ، و به عمروا الحلق ، و ائتلق من أنوارهم ما ائتلق ، إذ كل من اصطناعه محسوب ، وإلى بركته منسوب ، فهو بدرهم الأهدى، وغيثهم الأجدى ، وعقدهم المقتنى ، و روضهم المجنى ، وبدر منازلهم ، وصدر محافلهم وعلى ما أعلى المقام المولوي من مكانه ، وقضى به من استمكانه ، واعتمد من إبرامه ، وأبرم من اعتماده ، ومهد من إكرامه ، وكرم من مهاده ، واختص من علاه ، وأعلى من اختصاصه ، واستخلص من حلاه ، وحلا من استخلاصه ، ووفى من تكرمه ، وكرم من وفائه ، واصطفى من مجده ، ومجد من اصطفائه ، وقدم من براعته ، وحكم من يراعته ، وشقق من كتابته ، وأنطق من خطابته ، وسجل من أنظاره ، وعجل من اختياره ، فذكا ذكره ، وسطا سطره ، وأمعن وأغنى مغناه ، أشار أيده الله تعالى باستئناف خصوصيته وتجديدها معناه، وإثبات مقاماته وتحديدها ، لتعرف تلك الحدود فلا تتخطى، وتكبر تلك المراتب فلا تستعطى ، فأصدر له شكر الله تعالى إصداره ، وعمر بالنصر داره ، هذا المنشور الذي تأرج بمحامده نشره ، وتضمن من مناقبه البديع فراق طيه ونشره ، وغدا وفرائد المآثر لديه موجدة مكونه ! ، وأصبح للمفاخر مالكاً لما أتى به مدونه ، وخصه فيه بالنظر المطلق الشروط ، الملازم للتفويض ملازمة

 

                                       160

 

الشرط للمشروط ، المستكمل الفروع والأصول ، المستوفي الأجناس والفصول ، في الأمور التي تختص بأعلام القضاة الأكابر ، وكتاب القضاة ذوي الأقلام والمحابر ، وشيوخ العلم وخطباء المنابر ، وسائر أرباب الأقلام القاطن منهم والعابر ، بالحضرة العلية ، وجميع البلاد النصرية ، تولى الله تعالى جميع . ستره ، ووصل لديه ما تعود من شفع اللطف ووتره ، يحوط مراتبهم التي من روضاتها ثمرات الحكم وجنيت، ويراعي أمورهم التي أقيمت على العوائد وبنيت ، وحقوقهم التي حفظت لهم في المجالس السلطانية ورعيت ، ويحل كل واحد منهم في منزلته التي تليق ، ومرتبته التي هو بها خليق ، على ما يقتضي ما يعلم من أدواتهم ، ويخبر من تباين ذواتهم ، ويرشح كل واحد إلى ما استحقه ، ويؤتي كل ذي حق حقه ، اعتماداً على أغراضه التي عدلت ، وصدحت على أفنانها من الأفواه طيور الشكر وهدلت ، واستناداً في ذلك إلى آرائه ، وتفويضاً له في هذا الشأن بين خلصاء الملك وظهرائه ، وذلك على مقتضى ما كان عليه أعلام الرياسة الذين سبقوا ، وانتهضوا بهممهم واستبقوا ، كالشيخ الرئيس الصالح أبي الحسن ابن الجباب، والشيخ ذي الوزارتين أبي عبد الله ابن الخطيب،

.

رحمهما الله تعالى فليقم أبقاه الله تعالى بهذه الأعمال التي سمت واعتزت ، ومالت بها أعطاف العدل واهتزت ، وسار بنها الخبر حثيث السُّرى ، وصار بها الحق مشدود العرى ، وعلى جميع القضاة الأمضياء ، والعلماء الأرضياء ، والخطباء الأولياء ، والمقرئين الأذكياء ، وحملة الأقلام الأحظياء، أن يعتمدوا هذا الولي العماد في كل ما يرجع إلى عوائدهم ، ويختص في دار الملك من مرتباتهم وفوائدهم ، وما يتعلق بولاياتهم وأمنياتهم ، ويليق بمقاصدهم ونياتهم ، فهو الذي يسوغهم المشارب ، ويبلغهم المآرب ، ويستقبل العلي بالعلي ، والعاطل بالحلي ، والمشكل بالجلي ، والمفرق بالتاج ؛ والمقدمة بالإنتاج ، وعلى ذلك فهذا المنشور الكريم قد أقرهم على ولاياتهم وأبقاهم ، ولقاهم من حفظ المراتب ما رقاهم ، فليجروا

 

                                              161

على ما هم بسبيله ، وليهتدوا بمرشد هذا الاعتناء ودليله ، وكتب في صفر عام سبعة وخمسين وثمانمائة ؛ انتهى .

قلت : وإنما أتيت به لوجوه : أحدها ما يتعلق بلسان الدين إذ وقعت

الإشارة إلى مرتبته في آخره ، والثاني ما اشتمل عليه من الإنشاء الغريب ، والثالث

معرفة حال الرئيس أبي يحيى ابن عاصم وتمكنه من الرياسة ، لأنا بنينا هذا الكتاب على ذكر ما يناسبه من أنباء أهل المغرب ، لكون أهل هذه البلاد المشرقية ليس لهم بها عناية ، والرابع أن بعض أكابر شيوخنا ممن ألف في طبقات المالكية لما عرف بأبي يحيى ذكره في نحو أسطر عشرة ، وقال : هذا الذي حضرني من التعريف به ، والخامس أن ابن عاصم المذكور كما قاله الوادي آشي وغيره كان يدعى في الأندلس بابن الخطيب الثاني ، ويعنون بذلك البلاغة والبراعة والرياسة.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي