1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

تعدّد الزوجات وعوامله / الزواج المعقد

المؤلف:  الأستاذ مظاهري

المصدر:  الأخلاق البيتية

الجزء والصفحة:  ص207ــ210

2024-09-16

254

إن لكل إنسان رغبات قد تُرضي حيناً، وقد لا تُرضي حيناً آخر، وإن الرغبات غير المرضية تنتقل من ضمير الشعور إلى ضمير اللاشعور، أي عندما يعجز ضمير الشعور عن إرضاء رغبة معينة، وتمر الأيام على تلك الرغبة بدون إرضاء تنسى تلك الرغبة لكنها في الوقت ذاته تنتقل من ضمير الشعور إلى ضمير اللاشعور بشكل عُقدة تتفاقم يوماً بعد يوم حتى تبلغ الزمن الذي تنفجر فيه بشكل خطير ويقول علماء النفس إن الرجل أو المرأة قد يصبحان من كبار الجناة حينما تنفجر هذه العقدة، خصوصاً إذا بلغ الفرد مقاماً علمياً أو دنيوياً، وعندها يتمكن ذلك الفرد من إخلاء عقدته بسهولة ليحرق الأخضر واليابس مثلما فعلت ذلك المذاهب الصهيونية القائمة إلى يومنا هذا.

قد تتقاعس إحدى النساء بوظائفها البيتية، فبدل أن تستقبل زوجها القادم متعباً من عمله بابتسامة تراها تستقبله - على سبيل المثال ـ بهيئة غاضبة، وفي اليوم الثاني يسمعُ منها زوجها مقولة متدنية من مثل: أمـات الله أبناءك الذين ما فتئوا يؤذونني، لقد مللتهم حتى وصل بي الأمر إلى تمني موتهم والخلاص من شرّهم، وفي اليوم الثالث تصرّ على شراء ملابس ثمينة في الوقت الذي لا يمتلك زوجها إلا مقداراً من المال لا يوصلهم إلى آخر الشهر، وفي اليوم الرابع تفتعل حادثة أخرى، وهكذا على مرور الزمن تنمو في ضمير الرجل عقدة جرّاء رؤية زوجته وأبناءه، وبعد فترة يكون فيها الرجل قد نسي كلام امرأته - لكن ضمير اللاشعور لم ينس ذلك، تبرز حـالـة البحث عمن يرفع عنه ذلك الحيف، فينبه ضمير اللاشعور ضمير الشعور إلى أن الحل موجود وهو: انتخاب زوجة ثانية، فيتزوج الرجل ظانا بأنه سيتمكن من إرضاء رغباته المكبوتة، ولكنه يفاجأ بأن الثانية لا تفرق عن الأولى كثيراً، وإن الشفرة العالقة في روحه لم تتمكن الزوجة الثانية من إخراجها، فيتزوج الثالثة علها تستطيع إخراج تلك الشفرة من روحه التي لا زالت تئن من الألم، ولكن هيهات، فالثالثة أيضاً، لم تتمكن من فعل شيء له، وعندها يضحى رويداً رويداً من الرجال البصاصين الباحثين عن شيء ضائع في وجوه وأبدان النساء - والعياذ بالله - ليصل به الأمر إلى أفعال وأعمال مخالفة للعفة.

عندما نسأل إحدى النساء عن سبب تعدد الزواجات تلك، وعن سبب بروز عقدة الزواج ينبغي لها أن تجيب بأنها هي السبب الأساس في بروز تلك الظاهرة كونها لم ترض رغبات زوجها بشكل يستند إلى العقل والشرع.

قال الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام):

((ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمه وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع أحواله))(1).

إن تعدد الزوجات الضروري قليل جداً، فما هو إذن كثيره؟ ومن هو الذي يأتي بزوجة ثانية لزوجته الأولى؟ إن الذي يأتي بالثانية هو عمل المرأة الوضيع وعدم فهمها واتعاظها، وتقصيرها وسذاجتها!.

كان في زمان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) امرأة تدعى أم سليم، وهي من الأنصار، وكان زوجها عاملاً متديناً ملتزماً بالشرع الإسلامي الحنيف، حاله كحال زوجته الملتزمة المنسجمة معه، رزقهما الله تعالى غلاماً داهمه المرض بعد مرور سنتين أو ثلاث على ولادته.

وفي أحد الأيام وحينما خرج الزوج إلى عمله، توفي ابنه فبكت أم سليم لوفاة ابنها الوحيد كثيراً، ثم جلست تفكر بما ستقوله لزوجها الذي سيعود إليها بعد ساعة؟ هل تستقبل زوجها بخبر وفاة ابنه، وهو متعَبٌ من أجل رفعة منزلهما وابنهما؟ أم ماذا تفعل؟.

أخفت أم سليم ابنها في مكان لا يقع تحت نظر زوجها، ثم تزينت وتهيأت له وحينما طرق زوجها الباب فتحته له وتبسمت في وجهه كعادتها، وحينها سأل الوالد عن ولده فقالت: الحمد لله لقد تحسن حاله، صادقة وهي لأن الأطفال الذين يموتون يسقون لبناً من شجرة طوبى.

جلس الزوجان يتحدث أحدهما للآخر، فضحكا، وتداعبا حتى بلغ وقت العشاء، فعرضت أم سليم نفسها عليه، ليقوما جميعاً قبل أذان الصبح للغسل والصلاة.

وعند الأذان وحينما كان أبو سليم يتهيأ للذهاب إلى المسجد للصلاة خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت له زوجه - وهنا مربط الفرس: إذا ائتمنك أحد على شيء، ثم جاء بعد مدة يريد أمانته ماذا تفعل؟ هل تمتنع عن ردّها؟ أم تسلّمها إليه؟ فأجاب: إن الخيانة من كبائر الذنوب، بل أردها له متى ما طلبها!.

فقالت: إذا كان الأمر هكذا فهل تذكر أمانة الباري تعالت أسماؤه قبل ثلاثة سنوات، إنه استردها بالأمس وهو العظيم الرحيم، يا أبا سليم إن ابنك قد مات، وما عليك اليوم إلا أن تخبر أصحابك ليأتوا معك إلى دفنه، فاذهب إلى صلاتك خلف الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ولا تنسَ هذا الأمر! فقال: الحمد لله رب العالمين.

إنني لا أعلم السبب في حمده لله، ومهما كان السبب فالأمر يقتضي ذلك ولكن من الأفضل أن نقول إنه حمد الله تعالى على إعطائه هكذا زوجة مؤمنة وعاقلة.

أيها السيدات والسادة، يا من تؤمنون بما جاء في كتاب الله المجيد إن الباري تعالى يقول:

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].

فالعامل في سبيل الله تعالى يهديه الله إلى سبل النجاة، ولقد بلغ ذلك الرجل وامرأته بصبرهما وجهادهما أسمى المقامات ويقال إن أبا سليم وحين وصوله إلى المسجد وجد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بانتظاره ليبشره بحمل زوجته في الليلة الماضية، وإن الله سيمنحه غلاماً نابغة يتحدث عنه العلماء والأصفياء والأولياء، وأن الباري تعالت أسماؤه أخذ الغلام الأول ليمنحه أفضل منه.

وعليه لا بد من أن أسأل النساء وأقول: لو كانت إحداكن مثل أم سليم هل يتأتى لزوجها أن يتزوج عليها؟.

كلا، لن يفعل ذلك، وأنتن تعرفن هذا الأمر جيداً، لذا فالمقصرات أنتن لا غيركن! أنتن، يا من تجلسن صباحاً عند باب الدار لتأكلن لحوم الميتة، ويا من توزعن الابتسامات على الرائح والغادي، وعند الظهر وحينما يأتي الزوج لا يرى في المنزل إلا القذارة والبعثرة فتحدثه نفسه بالإتيان بامرأة قد تكون نظيفة ومرتبة تعرف كيف تدير المنزل، وكيف تهتم بالأولاد، وعلى حد قول العامة - ضربت برأسه - وعندها سيشتري لك ولنفسه مشكلة عويصة يصعب حلها، وحينها ستئنين وتقولين:

إن من حيكت سجادة حظه بخيوط سوداء

                                            لا يمكن أن تبيض بماء زمزم والكوثر

أيتها السيدة! من هو الذي حاك سجادة بختك بخيوط سوداء؟ إنه كان أبيضاً وأنت التي صيرتيه أسوداً، وإذا ما كانت سجادتك قد حيكت بخيوط سوداء فما عليك أنت إلا أن تبيضيها بأخلاقك، وبنظافتك، وبأدبك، وبإدارة منزلك وفق العرف والشرع.

أيتها السيدة عليك أن تكوني ربة بيت جيدة، وأن تهتمي بالأولاد تربية ونظافة، ولا تجعلي زوجك يتجه إلى الزواج ثانية بتقصيـر منـك أو قصور فتخلقي بذلك لهذا المسكين عقدة حقيرة تنعكس إفرازاتها السلبية عليك وعلى الزوجة الجديدة التي يمكن أن يبحث عنها إذا ما استسهلت الصغار الكبار.

_______________________

(1) بحار الأنوار ج 103، ص 253. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي