x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
اوجه اللعن في القرآن
المؤلف: الشيخ / حسين الراضي العبد الله
المصدر: التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة: ص 507 ــ 510
2024-09-04
347
يحاول البعض أن يتشبث بإعطاء صبغة تقديسية للعن من خلال وجود لفظ اللعن في القرآن الكريم ونسبته في بعض الآيات لله سبحانه ويريد أن يعطي معناً واحداً للعن في القرآن الكريم بما في ذلك لعن الله سبحانه، ويطلق العنان للأهواء والرغبات والعادات والحقد والبغضاء والمأرب الأخرى ثم يجير ذلك باسم الدين واسم المذهب ومحبة أهل البيت (عليهم السلام) ثم تلصق تلك الترهات ومساوئ الأخلاق بأهل البيت (عليهم السلام) وأن هذه أخلاقهم وسجياتهم حتى تعمم على كل المجتمعات المؤمنة وتتخلق بهذه الأخلاق السيئة من حيث يشعرون أو لا يشعرون حتى تنقلب الموازين والمفاهيم ويصبح المنكر معروفاً والمعروف منكراً، وهذا التصرف خطأ فادح وجريمة كبيرة تجر الويلات والمصائب على الدين والمذهب والأمة الإسلامية فإن اللعن في القرآن الكريم ذكر له العلماء وجوهاً متعددة يتمايز بعضها عن بعض.
قال الحيري النيسابوري (361 - 431هـ):
اللعن على أربعة أوجه:
أحدها: العذاب، كقوله: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 88]، وقوله: {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159]، وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} [النساء: 52].
وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 23]. وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} [الأحزاب: 64]، وقوله {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} [الأحزاب: 68].
والثاني: الدعاء بالتنزيه كقوله: {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159].
والثالث: القسم (1) كقوله: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء: 47].
وقوله: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [المائدة: 78].
والرابع: الطرد كقوله: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} [الأحزاب: 61] (2).
فالمعنى الأول: الذي اعتبره أحد أوجه اللعن هو العذاب، وقد روي هذا عن ابن عباس في تفسيره وعن مقاتل قال: (كل شيء في القرآن ـ لعنه الله ـ يعني عذاب الله). (واللعنة في القرآن العذاب. ولعنه الله يلعنه لعناً عذبه ..... والعذاب من مختصات الله سبحانه (3).
والمعنى الثالث: المسخ قال لسان العرب: واللعين: الممسوخ. وقال الفراء اللعن المسخ أيضاً قال الله (عز وجل) {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء: 47]، أي (نمسخهم) ومعنى اللعن لأصحاب السبت هو مسخهم، وكذلك لعن بني إسرائيل بكفرهم هو مسخهم.
والمعنى الرابع: الطرد من رحمة الله قال في لسان العرب: واللعن الإبعاد والطرد من الخير، وقيل الطرد والإبعاد من الله ... ولعنه يلعنه لعناً طرده وأبعده ...... وكل من لعنه الله فقد أبعده عن رحمته واستحق العذاب قصار هالكاً واللعن: التعذيب، ومن أبعده الله لم تلحقه رحمته وخُلد في العذاب، وهذا من فعل الله سبحانه.
بينما المعنى الثاني: السب، والدعاء على الغير هو الذي يتناسب مع فعل الإنسان، قال في لسان العرب: اللعن (ومن الخلق: السب والدعاء واللعنة: الدعاء عليه).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ قال مصحح الكتاب: كذا بالنسختين، ويبدو أنه سهو الكاتب والصحيح (المسخ) كما جاء في تفسير ابن عباس والطبري ......
2ـ وجوه القرآن للحيري النيسابوري، ص 508.
3ـ لسان العرب، ج 8، ص 92.