x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الاعتياد على المعصية
المؤلف: الأستاذ مظاهري
المصدر: الأخلاق البيتية
الجزء والصفحة: ص111ــ112
2024-04-01
861
إن من الأشياء التي توجب سلب العناية الإلهية من الشخص، ومن الدار بشكل إجمالي: المعصية، والمعاصي تقسم إلى قسمين على أحد الاعتبارات، معاصي كبيرة وأخرى صغيرة، وهو ما لا نعنيه في بحثنا هذا.
أما الذي نعنيه وباعتبارٍ ثانٍ هو: الاستمرار على المعصية، وعدم الاستمرار عليها.
ففي بعض الأحيان تبدر من أحدهم معصية من مثل الكذب ـ والعياذ بالله ـ وبسبب هذا العمل السيء يجب أن يتوب المسيء ويستغفر ربّه، ولكن نرى البعض يستمر على هذه الحالة فهو يكذب كل يوم، ويغتاب كلّ يوم، ويبث الشائعات كل يوم، ويظلم كلّ يوم، وهذا خطرٌ جداً، ولخطورته الشديدة تعرض له القرآن الكريم بشكل جليّ حيث قال فيه:
{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} [الروم: 10].
فالأفراد المداومون على المعاصي، يرتفع عنهم الاعتقاد بكلّ شيء، بل ويكذبون كل شيء، ويعتبرونه خرافة.
قال الإمام الصادق جعفر بن محمد سلام الله عليه في عدّة روايات:
(إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتةٌ سوداء، فإن تاب إنمحت وإنْ زاد زادت حتى تغلب على قلبه، فلا يفلح أبداً)(1).
لذا أطلب منكم أن تسعوا جهد إمكانكم أن لا تنقادوا إلى فعل المعاصي، وإذا ما بدر منكم ذلك، عليكم أن تستغفروا الله بسرعة، وتتوبوا إليه توبةً نصوحاً، وحاولوا أن لا تكونوا من المداومين على المعاصي والآثام.
وهناك تقسيم ثالث للمعاصي وهو: قد يكون للمعصية هيبة في القلب، أي قد يشع الفرد بتلاطم باطني بعد نظرةٍ شهوانية إلى ما حرّم الله تعالى النظر إليه ـ على سبيل المثال ـ، أو بعد أن يمارس الفرد اغتياب أحد الخيّرين، أو يكذب.
أما في بعض الأحيان تراه لا يشعر بشيء أبداً، لا تلاطم روحي، ولا امتعاض من عمل المعصية، وهذا ما تجلبه المداومة على المعاصي، حيث ينعدم الإحساس بجلال وهيبة الذنب.
وإذا ما حدث ذلك، وارتفعت هيبة وجلال المعصية من القلب كان ذلك أسوأ من الاستمرار في المعصية، لأن المستمرّ في المعاصي يمكن أن يوفق للتوبة في حال وجود تلك الهيبة والجلال من المعصية في القلب، لكنّ ارتفاع الهيبة والجلال لن يجعل الفرد يوفق إلى التوبة، وإذا تمكن من ذلك فالأمر لا يخلو من صعوبة بالغة.
___________________________
(1) بحار الأنوار ج73، ص327.