x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

موانع الزواج / المسكن

المؤلف:  الأستاذ مظاهري

المصدر:  الأخلاق البيتية

الجزء والصفحة:  ص76ــ84

2024-03-24

176

ــ المسكن:

إن إحدى الخرافات المعمول بها في مجتمعاتنا هذا اليوم، هي مسألة عدم قبول البعض للسكن المشترك، أي أن أم الزوج غير مستعدة للسكن مع عروس ابنها، وأن العروس ترفض السكن مع أم زوجها، وتفضّل استئجار منزل لوحدها على السكن مع أهل زوجها، وأن الزوج يشكو من معاشه الذي لا يتحمل استئجار دار، وعندها يشعر الزوج بضائقة مالية قد تقضي على استمرار حياته الزوجية.

وبناء على ذلك تكون مشكلة السكن مع المشاكل الكبيرة التي تحول دون زواج الكثير من الشباب، لأن أغلب الفتيات يشترطن أول الأمــر وجـود سكن منعزل، وحينما يعلمن بأن الشاب لا يتأتى له ذلك يرفض قبول الزواج!.

إن أول سؤال يمكن أن يسأله أهل البنت للشاب الذي يتقدم لخطبة ابنتهم هو: هل لديك سكن؟.

بالرغم من أن السؤال الأول ينبغي أن يكون هل لهذا الشاب دين أم: لا؟ هل هو إنسان يتحلى بالأخلاق الفاضلة؟ لأنه إذا لم يكن من ذوي الأخلاق الفاضلة فسيكون ذلك المنزل كالزنزانة بالنسبة للفتاة.

إن قضية السكن أضحت اليوم من المشاكل المهمة التي يجب الالتفات إليها، والسعي لحلها بالطرق السلمية، وعلى ما أذكر لم يكن الناس في مـا مضى على هذه الشاكلة، بل كان الرجل وزوجته يبني في داره أربعة أو خمسة حجرات ليسكن معهما أبنائهما المتزوجين بشكل هادئ وطبيعي.

أما اليوم وبعد أن أضحى الناس يطلبون الراحة والدعة برزت مشكلة السكن بشكلها الذي نراه اليوم والتي تعد إحدى المشاكل الكبرى.

كان أحد علماء أصفهان الكبار يقول: جاءني أحد الشباب ليقول لي إن أمه لا ترضى بتزويجه وكذلك أبوه وأنهما يعتبران أنفسهما من المريدين لي، وبعد ذلك طلب إلي أن أتحدث إليهما علهما يعدلان عن عدم رضايتهما!.

يضيف هذا العالم فيقول: ذهبت إلى منزل ذلك الفتى الذي يسكن مع والديه في صباح اليوم التالي، وبعد أن استقبلاني بحفاوةٍ بالغةٍ وبانَ عليهما التعجب والحيرة لزيارتي المفاجأة تلك لهما، قدّما لي إفطاراً شاركـاني فيه بوجوه سمحاء.

وبعد الإفطار شرعت بالتحدث إليهما بتلطف وتودد - وعلى حد قوله - قرأت لهما مجلساً كاملاً كالذي يُقرأ في المجالس الحسينية، فقلت، وقلت حتى مضت ساعة بالتمام والكمال، وما إن أتممت حديثي حتى قالت المرأة - والدة الفتى - أيها السيد ما دمتُ على قيد الحياة لن أسمح لعروس ابني دخولَ منزلي هذا، عندها التفتُّ إلى الشاب وقلت له: إذن ادعُ الله أن يُميت أمك.

إلى هنا وصلت أوضاعنا، فوالدة الشاب لن ترضى دخول عروس ابنها إلى دارها، مثلما لن ترضى العروس بدخول منزل فيه أم زوجها!.

النزاع والخلاف

إن أول ما يمكن أن يبدأ بين الزوج والزوجة هو النزاع الذي تأتي به الحياة المترفة، أو بعبارة أخرى حياة الصرف والبذل بدون مبرر، وأن أغلب النزاعات التي نسمع بها اليوم يكون 80 % منها من أجل المسائل الكمالية، أو المسائل الترفّية.

فمنذ الأيام الأولى نرى العرائس يشرعن بارتداء البدلة الفلانية لمرة واحدة، والفستان الفلاني لمرة واحدة أيضاً، والحذاء الفلاني مرتين أو ثلاثة، وهكذا تحاول أن تفهم زوجها بأنها لا تستطيع لبس الفستان أو البدلة أكثر من مرة واحدة، ولكون الزوج لا يتمكن من تأمين كل هذه الفساتين تبدأ النزاعات والخلافات، عندها تقول الزوجة له: قل لأبيك أن يساعدك ماديا، فيرد الزوج عليها: إن أبي ساعدني ما فيه الكفاية فاذهبي أنت واخبري أباك بأنه يجب عليه مساعدتك.

وهكذا ففي الشهر الأول تطالب الزوجة بالملابس الكثيرة، وفي العام الأول بالذهب والمجوهرات حتى يصل الأمر بها لأن تقول: أعطني مهري لكي اشتري القلادة الفلانية واعطني مهري لأشتري الحاجة الفلانية وهكذا يتفاقم النزاع رويداً رويداً ليصل إلى قمته من جراء التجملات، والكماليات والشراء الترفي.

وعلى حد قول أحدهم: إن الشاب الذي لم يتزوج بعد، مثله كمثل الرجل الذي لا يلبس قبعة على رأسه، وعندما يتزوج تكون تلك القبعة قـد غطّت رأسه وأذنيه وعينيه وحجبت عقله عن التفكر فعد من المخدوعين، وعندما يرى ما يمكن أن يصيبه من بلاء يقول: يا ليتني لم اتخذ لنفسي شريكاً، وقد تقول الزوجة: يا ليتني لم اتخذ لنفسي فلاناً زوجاً؟.

إن هذه المقالات والتقولات هي في واقع الأمر معضلات اجتماعية وقراحات تفيض قيحاً، بل وسرطاناً يتفاقم في مجتمعاتنا المعاشة.

أما بالنسبة لعلاج تلك المعضلات فالأمر سهل، وسهل جداً، ولا يتعدى أن يكون إحدى آيات القرآن المجيد التي ما إن يُعمل بها حتى يرى الإنسان نفسه معافى من كل تلك الأمراض الاجتماعية المتردية المشتملة على كل تلك المعضلات والموانع الخرافية بالإضافة إلى مشكلة التعلم التي تعتبر بمثابة مسألة أصولية، ناهيك عن حلّها لكل الخلافات والنزاعات التي يمكن أن تبرز في البين العائلي.

وهذه الآية المباركة هي: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 63 - 67].

فالمؤمن عندما يريد شراء شيءٍ لا يسرف في شرائه ولا في بذله، إنه لا يؤمن بالصرف الترفي غير اللازم، ولا يرغب بالحياة التي تستند إلى التجملات والكماليات والحاجات غير الضرورية، إنه ليس بخيلاً ولا مُسرفاً، معتدلاً (وكان بين ذلك قواماً).

فالإنسان الذي يريد العيش ببساطة ترتفع عنه جميع الخرافات حتى يصل الأمر به إلى دخول الجامعة وهو متزوج أما الشاب الذي نراه يريد ذلك ولا يستطيع يمكن أن نقول بأن الخرافات التي شاعت في المجتمع قد استولت عليه.

البخل في المعيشة

قال العزيز في محكم كتابه المجيد:

{ولا يحسبن الذي يبخلون بما آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خيراً لَهُم بل هُوَ شَرٌّ لهم سيطوقون ما بخلوا به يَومَ القيامة، ولله ميراث السموات والأرض، والله بما تعملون خبير} [آل عمران: 180].

إن الذي لا يسخّر ماله في خدمة أسرته، لا يظن أنه يعمل حسناً، إنه يعمل سوءً، وأن ماله ذاك سيطوّق به يوم القيامة بطوق من نارٍ.

فالذي يتمكن من أن يرفّه أسرته ولا يفعل ذلك مثله كذاك الذي ما إن يسألونه عن شيء حتى يجيب بعبارة: لا يوجد عندي، وبعد فترة أضحت تلك العبارة ملكة فسأله أحدهم عن إيمانه فردّ بسرعة لا يوجد عندي!:

(إياكم والبخل، فإنّها عاهة لا تكون في حُرِّ ولا مؤمن، إنها خلاف الإيمان)(1).

ولو لم يكن لدينا حديث أو رواية أو آية قرآنية في البخل غير هذه التي ذكرنا آنفاً، لكفتنا أن نبتعد عن البخل في البيت، وفي المجتمع، لأنه من العار والصعوبة أن يطوّق الإنسان يوم القيامة بما لديه من بيوت ومحلات وأملاك وأموال وهي تشتعل وتلتهب ليأتي به على تلك الحال إلى صفوف الحشر الرهيبة.

فالبخل خطأ فاحش والإسراف من أسباب فساد المجتمع وجره إلى ما لا تحمد عقباه:

{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16].

إن السيول والزلازل وانقلاب الأرض بأهلها لا يمكن أن يقاس بالنكبات التي يجرها البخل والإسراف والحياة المترفة، لأن المصائب والبلايا التي تحدثها هذه القضايا أنكى من كل المصاعب التي نسمع بها كل يوم تحدث هنا وهناك.

لذا أقول أي من هذه لا تعدّ أكثر بلاءً من الزلازل والسيول والمصائب؟ إنها تحدث في الغالب جرّاء اعتقادنا بالخرافات والتوافه من القول، وهذا ما يحدو بنا إلى ارتكاب الكبائر من المعاصي التي تعرضنا لها سابقاً من مثل البخل والإسراف والترف الزائد عن الحاجة والخصومات التي تجعل من الحياة الاجتماعية جهنم على الأرض:

{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ} [الواقعة: 41 - 45].

إن القرآن الكريم تعرّض كثيراً للترف والمترفين، وحذر في عدة مناسبات من التوغل في أعمال الترف الذي يوصل الإنسان إلى حالة الكفر بما أرسل به المرسلون:

{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [سبأ: 34].

لقد كان المترفون على مر الدهور مانعاً أساسياً لشيوع رسالات الأنبياء والمرسلين، وما كان فعلهم إلا خوفاً من انطمار مصالحهم ومنافعهم الشخصية، كون المرسلين يتنكرون للإسراف والبذخ والترف المؤدي بالمجتمعات إلى الفساد.

جاء في كتاب (معراج السعادة) أن بخيلاً وصل في بخله إلى حالة كان فيها يضع اللبن في إناء زجاجي ويضع الإناء وسط مائدة الطعام ثم يقول لأبنائه: امسحوا بأرغفتكم على جدار ذلك الإناء الزجاجي كي تشعروا بأنكم طعمتم خبزاً ولبناً.

وفي أحد الأيام سافر الأب، بعد أن وضع الإناء الزجاجي في صندوق وقفل عليه، وحينما أحس الأبناء أن أباهم لم يأتِ إليهم كانوا يمسحون بأرغفتهم على قفل ذلك الصندوق، وحينما جاءهم الأب، وعرف منهم ما فعلوا، أمسك بعصا له وبدأ بضربهم على رؤوسهم وهو يقول: ألم تصبروا يوماً واحداً تأكلوا فيه خبزاً بدون لبن؟.

إن الحياة إذا علتها مسائل البخل فاقرأ عليها وعلى صاحبها السلام ولا نعتقد أن أحداً منكم يرضى بفعل ذلك البخيل الوضيع الذي نجد من مثله في دنيانا هذه الكثير، إنه مسلوب الراحة مسلوب النوم، وقد يسأل أحدكم وكيف تكون الحياة مقرونة بالراحة؟ فتقول له: إذا تمكن الإنسان من الطعام الاعتيادي، وكان له مسكن، ولباس كافٍ عُدَّ ذلك الإنسان ممن يعيش حياة لا تخلو من الراحة، شريطة أن يكون قانعاً غير مقتراً ولا مسرفاً.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أقل الناس راحة البخيل)(2).

ذكرت إحدى الروايات أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سار مع أصحابه قاصداً مكاناً معيناً، وفي سیره راعٍ لغنم، فسأله الرسول (صلى الله عليه وآله) لبناً من إحدى شياهه فرفض أن يعطي شيئاً، عندها قال الرسول (صلى الله عليه وآله): رزقك الله خرافاً بغير حساب، بعد ذلك وصلوا إلى راع آخر ليسألوه هو الآخر أن يعطيهم لبناً، فما كان منه إلا أن سقى الجميع حتى رووا، فقال الرسول (صلى الله عليه وآله): رزقك الله حد الكفاف.

فقال أحد الأصحاب يا رسول الله! إن دعائك للأول كان أفضل بكثير منه للثاني.

فأجاب: إن دعائي للأول لن يحصل منه إلا على البلاء.

إذا أراد الإنسان أن يحيا حياة هانئة رغيدة، عليه أن يجرب البساطة في معيشته بدون تكلف ولا غش ولا عبودية فالبساطة يمكن أن تجعل جميع أوقات الرجل والمرأة سعيدة ومفيدة، وعلى حد قول أمير المؤمنين علي «عليه السلام)» معيشة بعيدة عن البَرَج، ولو كانت الحياة مليئة بالبَرَج لكُسرت أعناق الرجال وجرتهم إلى حيث العبودية.

خلاصة البحث

ينبغي لنا أن نغير من أنفسنا بشكل جدي، وأن: نسعى لأن تكون أخلاقنا مثل أخلاق الأئمة والصالحين، وأن القدم الأولى تبدأ من مسألة الزواج، إذ علينا أن نتنكر للخرافات والبدع، ونسحقها تحت أرجلنا كي نفوز بحياة مرفهة لا حياة مترفة.

أيها السيد! أيتها السيدة! مثلما نحن بحاجة إلى المسائل المادية فنحن بحاجة أيضاً إلى المسائل الروحية، فمثلما نحاول دائماً تأمين حاجاتنا الجسدية ونسعى لتأمين حياة مرفهة علينا أن نهتم بالأمر الذي هو أسمى من هذه المعاني ألا وهو المسائل الروحية.

وحاجاتنا الروحية لا يمكن تأمينها من خلال الأكل والشرب، وامتلاك الدار الوسيعة، أو الزوجية الجيدة، كلا بل يمكن أن تؤمن حينما نردّ الظلم عن أحد المظلومين، أو نفرج كربةً عن أحد المساكين، أو نحاول المشاركة في تزويج شاب محتاج مادياً، حين ذاك يمكن أن تعتبر متأسين بأمير المؤمنين علي «عليه السلام»، أو مقتدين بالزهراء البتول «عليها السلام» التي قدّمت قميصها الجديد لإحدى المستضعفات لتبقى هي مرتدية قميصاً له رقعة، بالرغم من أنها كانت تمتلك أرض فدك.

ذهب أحد التجار إلى السيد المرحوم آية الله محمد باقر الصدر، وكانت امرأته ترافقه فدخل التاجر إلى حجرة السيد الصدر، بينما ذهبت امرأته إلى داخل الدار لتلتقي زوجة السيد الصدر.

طرقت زوجة التاجر باب حجرة النساء لتخرج إليها زوجة السيد، وما إن رأت زوجة التاجر قدم ملابس زوجة الشهيد الصدر وبساطتها حتى ظنت أنها الخادمة، عندها قالت هل السيدة موجودة؟ إن لي معها عمل مهم، حينها بان الخجل والحياء على محيا زوجة السيد الصدر وفهمت الموضوع فأجابت بالنفي، لذا رجعت زوجة التاجر أدراجها من حيث أتت.

وبعد أن ذهب التاجر وامرأته دخل السيد الصدر إلى حجرة النساء ليرى امرأته وقد بان عليها عدم الارتياح فسألها عن السبب؟ فقالت: إن زوجة التاجر ظنت بأنني الخادمة، لذا نفيت أن تكون السيدة التي تعنيهـا موجودةً خجلاً وحياءً.

حينئذ قال السيد الصدر عبارة جميلة وهي عبارة تدلل على أن المراجع والعظام يدركون هذه الأمور جيداً، لقد قال: أجل، إنك لست بسيدة، فالسيدة هي التي كانت عباءتها ذات رقعات كثيرة، بالرغم من أن أرضها المسماة فدك ينعم فيها الفقراء والمساكين.

كم هي جميلة عبارته تلك، إنه كان رجلاً بمعنى الكلمة، والرجل هـو من يتأتى له رفع الحيف والظلم عن المظلومين أو هو الذي يستطيع تأدية دَين مستضعف مسكين.

أما بالنسبة للسيدات فنقول: إن السيدة، ليست تلك التي تخلع فستاناً لترتدي آخر كل يوم وإنها ليست تلك التي تطلب الحرير الذي لا يزيد في شخصيتها شيئا وإن التي تكون عباءتها من حرير غير تلك السيدة المبتعدة عن زخارف الدنيا وزينتها.

إن بعض السيدات يتأتى لهن شراء ستة أو سبعة عباءات بدل تلك العباءة الحريرة، ولو فعلن ذلك لكان بإمكانهن ارتداء واحدة وتوزيع الباقي على النساء المستضعفات الخيّرات اللائي سيشفعن لهن يوم القيامة، ويكن السبب في نجاتهن من نار الله الحامية.

أيها السادة! أيتها السيدات! تعالوا معنا وفكروا قليلاً في بحثنا هذا من أجل أبناءكم، ومن أجل عاقبتكم ومن أجل سلامتكم، ومن أجل رضا الله تعالى ورضا ولي العصر الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، ولا تقولوا إن مستوى بحثنا متردي كلا لأن مستواه سام وراق ولكن ما العمل معكم؟

إذا كانت الأذن أذنك والأنين أنيني        فسوف لن يصل صراخي لأي مكان

الهي! بحق باب الحوائج موسى بن جعفر الكاظم، وبحق من آثر وضحى، وبحق من مات عطشاناً بشط الفرات وبحق أبناء الحسين (عليهم السلام) ارزقنا صفات التضحية والإيثار ووفقنا لما تحب وترضى، وصل اللهم على محمد المصطفى وأهل بيته الطاهرين المنتجبين.

____________________________

(1) بحار الأنوار ج 78 ص 346.

(2) بحار الأنوار ج 73، ص 300. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+