x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

سبب تأليف الكافي الشريف.

المؤلف:  كمال السيّد.

المصدر:  ذلك الشيخ الوقور (الشيخ محمد بن يعقوب الكليني).

الجزء والصفحة:  ص 28 ـ 36.

2024-03-23

217

كانت بغداد بالنسبة للشيخ الكليني مكانًا للتأليف، وجد فيها فرصته ينتج فيها معارفه التي عانى الكثير في تحصيلها وآن لتلك الشجرة الوارفة أن تؤتي اُكلها سيّما وهو يراقب عن كثب ما يعانيه شيعة أهل البيت من مضاعفات غياب الامام الثاني عشر وتعذّر الاتّصال بسفرائه بسبب الظروف التي تمرّ بها بغداد.
ثمّة مؤشّرات وردت في مقدّمة كتابه الكافي تفيد بأنّه تلقّى رسالة من صديق له يعيش في منطقة نائية وفيها يشكو ضياع العلم وغربة العلماء وهيمنة التيارات السطحيّة ويتساءل عن إمكانيّة التديّن من دون الاستناد إلى العلم مع الاقرار بجميع شؤون الدين من باب الاستحسان له وتقبّله كميراث ثقافي وجزءً من التقاليد الموروثة؟! والاستناد إلى العقل في القضايا التي تحتاج إلى موقف؟!
كما ذكر في رسالته تضارب الروايات الواردة؛ فتمنّى وجود كتاب يكون مرجعاً يشتمل على الأحاديث الموثّقة التي تسهم في ترشيد الفكر والعقيدة وعمليّة التصحيح، في عصر كان يموج بالتيارات الفكريّة المتناقضة.
وهكذا جاء جهده المضني في مجموعة حديثيّة كبرى تنطوي على تعاليم الاسلام الحنيف في اُصوله وفروعه؛ لتكون نبراساً للشيعة ومنهجاً ينظّم حياتهم الاجتماعيّة والدينيّة وضوءًا كشّافاً يضيء الطريق وتفسيراً لبعض الآيات في القرآن الكريم فكانت اُصول الدين في مجلّدين والفروع في خمسة مجلّدات ثمّ تأتي روضة الكافي في مجلّد واحد، ولتضمّ الجميع «16199» حديثًا عن النبي (صلى الله عليه وآله) وآله الأطهار (عليهم السلام) واستغرق جمعها وتبويبها زهاء عشرين سنة من عمره المبارك.
ويعدّ كتاب الكافي أثراً خالداً وفريداً ليس في عصره فحسب بل وعلى مدى العصور، وما أنجزه الكليني بمفرده في عشرين سنة قام به ستّة من كبار علماء أهل السنّة في مئة عام! وقد عدّه علماء الشيعة في طليعة الكتب الأربعة وأكثرها أهميّة في المذهب الامامي.
لذا يعد ظهور الكافي مرحلة جديدة في حركة الحديث فهو أوّل كتاب تجمع فيه الأحاديث على هذا النحو من السعة والتبويب بحيث نلاحظ انحسار حاجة الشيعة في مراجعة أربعمائة مصدر فيما يعرف بـ«الاُصول الأربعمائة».
وقد انتهج الكليني اُسلوباً في ترتيب الأحاديث في هذه المجموعة الكبرى من خلال جمعها في أبواب، فالحديث الأصحّ والواضح يتصدّر الباب لتليه فيما بعد الأحاديث ذات الدلالة الغامضة (1).
كما ابتكر مفردة جديدة وفّرت عليه ذكر سلسلة سند طويلة وهي «عدّة» التي ترمز إلى عدد من الرواة (2).
وقد أورد بعض العلماء في صدور تصريح عن الامام المهدي صلوات الله عليه بشأن هذا الكتاب: «الكافي كافٍ لشيعتنا» (3).
وتعكس مقدّمة الكتاب اُسلوبه الأدبي البليغ في التعبير عن فكره وعمق عقيدته الدينيّة إذ يقول بعد «البسملة»:
اَلْحَمْدُ لِلهِ الْمَحْمُودِ لِنِعْمَتِهِ، الْمَعْبُودِ لِقُدْرَتِهِ، الْمُطَاعِ فِي سُلْطَانِهِ، الْمَرهُوبِ لِجَلالِهِ...».
الَّذي لا بَدْءَ لِأَوَّلِيَّتِهِ، وَلا غَايَةَ لِأَزَلِيَّتِهِ ...
عُرِفَ بِغَيْرِ رُؤْيَةٍ، وَوُصِفَ بِغَيْرِ صُورَةٍ، وَنُعِتَ بِغَيْرِ جِسْمٍ (4)، لا إِلهَ إلّا اللهُ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ...
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، إِلهاً وَاحِداً أَحَداً صَمَداً ...
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صلّى اللهُ عَلَيه وَآله عَبْدٌ انْتَجَبَهُ، وَرَسُولٌ ابْتَعَثَهُ ...
وَأَنْزَلَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ، فِيهِ الْبَيَانُ والتِّبْيَانُ: (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) قَد بَيَّنَهُ لِلنّاسِ ...
فَبَلَّغَ صلى الله عليه وآله مَا أُرْسِلَ بِهِ ...
تَوَفَّاهُ اللهُ وَقَبَضَهُ إِلَيْهِ ...
وَخَلَّفَ فِي أُمَّتِهِ كِتَابَ اللهِ، وَوَصِيَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ وَأِمَامَ الْمُتَّقِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ، صَاحِبَيْنِ مُؤْتَلِفَيْنِ، يَشْهَدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ بِالتَّصْدِيقِ ...
فَأَوْضَحَ اللهُ تَعَالى بِأَئِمَّةِ الْهُدى مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيَّنَا عَنْ دِينِهِ ...
كُلَّمَا مَضى مِنْهُمْ إمَامٌ، نَصَبَ لِخَلْقِهِ مِنْ عَقِبِهِ إِمَامً بَيِّناً، وَهادِياً نَيِّراً، وَإِمَاماً قَيِّماً، يَهْدُونَ بِالْحَقِ وبِهِ يَعْدِلُونَ ...
وفي هذه المقدّمة يشير في حديثه إلى صديقه إلى أنّ طريق الخلاص يكمن بالتمسّك بالقرآن الكريم وبأئمّة الهدى من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولذا فانّ الكليني يروي في الجزء الثاني ص 298 حديثاً عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) وهو قوله لأبي حمزة الثمالي: «إيّاك أن تنصب رجلاً دون الحجّة فتصدّقه في كلّ ما قال»(5).
وقد أصبح «الكافي» جزءًا أساسيّاً من البنية التحتيّة للفكر الامامي فاستندت إليه المرجعيّات الشيعيّة بدءًا من الشيخ الصدوق ومروراً بالشيخ المفيد والشريف المرتضى والشيخ الطوسي، ثمّ فيما بعد الفيض الكاشاني والحرّ العاملي وانتهاءً بالفقهاء والمرجعيّات المعاصرة.
قل عنه الشيخ المفيد: «هو أجلّ كتب الشيعة وأكثرها فائدة».
وتابعه الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي وسبط الشهيد الثاني الجبعي العاملي والفيض الكاشاني والشيخ محمّد باقر المجلسي ـ مؤلّف موسوعة البحار ـ والبحراني والسيّد بحر العلوم والمحدّث النوري والخونساري والمامقاني والشيخ عبّاس القمّي ـ مؤلّف مفاتيح الجنان ـ والشيخ آغا بزرگ الطهراني ـ مؤلّف كتاب الذريعة ـ (6).
ولأهميّة الكتاب شرح أكثر من عشرين مرّة، وقد انتشر منذ صدوره لأوّل مرّة واستنسخ وانتشرت نسخه المخطوطة في أنحاء عديدة من العالم الاسلامي يومذاك.
لذلك توجد نسخ مخطوطة في مكتبات العراق وإيران ولبنان وسوريا والحجاز وافغانستان والهند يبلغ عددها أكثر من 1600 نسخة يعود تاريخ بعضها إلى القرن الرابع الهجري (7).
وبالرغم من علوّ شأنه الّا انّ أحداً لم يدّعِ بأنّه فوق النقد كذلك لم يدّعِ أحد العصمة للشيخ الكليني!
لذا فإنّ ما يحز في النفس أن نرى بعض المعاصرين اليوم يحاول التشويش على هذا التراث الحديثي الضخم بإطلاق تصريحات متشنّجة مفادها أنّ الكثير من الموروث الروائي الشيعي هو مدسوس ومنقول عن كعب الأحبار ومن اليهوديّة والنصرانيّة والمجوسيّة!!
هذه اللهجة لا تنبع عن موضوعيّة فلغة العالم والمحقّق والباحث تكون في العادة هادئة... لاحظ كيف يتحدّث أحد أبرز المحقّقين قائلاً عن الكافي: «ففيه تجد الاُصول إلى جانب الفروغ مع الروضة المعطاء التي جمعت أشتاتاً من الورود والرياحين، بيد أنّها لم تخل من أشواك».
ويستطرد قائلاً: «على انّ هذا لا يعني انّ جميع روايات الكافي بهذه الصفة، ولا يعني صحّة جميع ما في أحاديث الكافي إذ وجد فيها ما هو على غير هذه الصفة، ولكن ليس من الانصاف أن تتّخذ بعض الأحاديث الضعيفة سنداً للطعن والتشهير» (8).
وليس من المناسب الاسترسال في مناقشة هذا الموضوع الآن (9).

__________________
(1) اُصول الكافي، المقدّمة (بالفارسيّة)، سيد جواد مصطفوي ج 1 ص 9.
(2) ريحانة الأدب ج 4 ص 113 ـ 114.
(3) المصدر السابق ج 5 ص 81.
(4) وفي هذا ردّ على الفكر الذي يجسّد الله سبحانه ويجعل له يدين ورجلين ويجلس على الكرسي!! في وقت وصل فيه أتباع هذا الفكر مرحلة الطغيان، ومحاولة فرض أفكارهم على غيرهم.
(5) جاء في بعض المدوّنات الحديثيّة انّ ابن السكّيت (الذي أمر الطاغية المتوكّل بقتله على نحو مؤسف) سأل الإمام الرضا (عليه السلام): فما الحجّة على الخلق اليوم؟ فقال عليه السلام: «العقل؛ تعرف به الصادق على الله فتصدّقه، والكاذب على الله فتكذّبه». يقول ابن السكّيت معلّقاً: هذا هو والله الجواب. بحار الأنوار ج 1 ص 105.
(6) انظر: دفاع عن الكافي، د. ثامر العميدي ص 29 ـ 30.
(7) م. ن.
(8) دفاع عن الكافي ج 1 ص 28، 34.
(9) للمزيد من التفصيل، انظر: الملحق.