x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الشباب ومشكلة البطالة

المؤلف:  السيد مرتضى الحسيني الميلاني

المصدر:  الى الشباب من الجنسين

الجزء والصفحة:  ص 173 ــ 177

2023-12-20

532

البطالة مشكلة اقتصادية، كما هي مشكلة نفسية واجتماعية وأمنية وسياسية. وجيل الشباب هو جيل العمل والإنتاج، لأنه جيل القوة والطاقة والمهارة والخبرة. فالشاب يفكر في ترتيب أوضاعه الاقتصادية والإجتماعية بالاعتماد على نفسه من خلال العمل والإنتاج لا سيما أهل الكفاءات والخريجين الذين أمضوا الشطر المهم من حياتهم في الدراسة والتخصص.

كما ويعاني عشرات الملايين من الشباب من البطالة بسبب نقص التأهيل العلمي والعملي وعدم توفير الخبرات لديهم، لتدني مستوى تعليمهم وإعدادهم من قبل حكوماتهم، أو أولياء أمورهم.

وتؤكد الإحصاءات أن هناك عشرات الملايين من العاطلين عن العمل في كل أنحاء العالم من جيل الشباب، وبالتالي فهم يعانون من الفقر والحاجة والحرمان وتخلف أوضاعهم الصحية، أو تأخرهم عن الزواج وتكوين الأسرة.

وتفيد الإحصاءات أن للبطالة آثارها السيئة على الصحة النفسية، كما لها آثارها على الصحة الجسدية. إن نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل يشعرون بالفشل وأنهم أقل من غيرهم، كما يشعرون بالملل. وغالباً ما تكون نهضة هؤلاء العقلية والجسمية منخفضة.

وأن البطالة تعيق عملية النمو النفسي بالنسبة للشباب الذين ما زالوا في مرحلة النمو النفسي. كما وجد أن القلق والكآبة، وعدم الإستقرار يزداد بين العاطلين، بل ويمتد هذا التأثير النفسي إلى الحالة الزوجية والعلاقة بالزوجة والأبناء، وتزايد المشكلات العائلية.

وعند الأشخاص الذين يفتقدون الوازع الديني، يقدم البعض منهم على شرب الخمور، بل ووجد أن 69 % ممن يقدمون على الإنتحار هم من العاطلين عن العمل.

ونتيجة للتوتر النفسي تزداد نسبة الجريمة، كالقتل والإعتداء والقيام بأعمال إرهابية بين هؤلاء العاطلين.

ومن مشكلات البطالة هي مشكلة الهجرة وترك الأهل والأوطان التي غالباً ما تكون لها آثارها ونتائجها السلبية، كما أن لها آثاراً إيجابية. والسبب الأساس في هذه المشكلات بين العاطلين عن العمل. هو الافتقار الى المال وعدم توفره لسد الحاجة.

إن تعطيل الطاقة الجسدية بسبب الفراغ، لاسيما بين الشباب الممتلئ طاقة وحيوية ولا يجد المجال لتصريف تلك الطاقة، يؤدي إلى أن ترتد تلك الطاقة عليه لتهدمه وتهزمه نفسياً مسببة له مشكلات أخرى. وتتحول البطالة في كثير من بلدان العالم إلى مشكلات أساسية معقدة ربما أطاحت ببعض الحكومات.

فحالات التظاهر والعنف والانتقام توجه ضد الحكام وأصحاب رؤوس الأموال فهم المسؤولون في نظرهم عن مشكلة البطالة.

وقد حلل الإسلام مشكلة الحاجة المادية والبطالة تحليلاً نفسياً، كما حللها تحليلاً مادياً. منها ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: (إن النفس إذا أحرزت قُوتها إستقرت) (1).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن النفس قد تلتاث على صاحبها، إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه، فإذا هي أحرزت قوتها اطمأنت) (2).

وهذا النص يكشف العلاقة بين الجانب النفسي في الإنسان، وبين توفر الحاجات المادية وأثرها في الإستقرار والطمأنينة.

وأن الحاجة والفقر الناتجين عن البطالة يسببان الكآبة والقلق. وما يستتبع ذلك من مشكلات صحية معقدة، كأمراض الجهاز الهضمي والسكر وضغط الدم وغيرها.

والبطالة هي السبب الأول في الحاجة والفقر والحرمان، لذلك دعا الإسلام إلى العمل، وكره البطالة والفراغ، بل وأوجب العمل من أجل تأمين الحاجات الضرورية للفرد، لإعالة من تجب إعالته.

ولكي يكافح الإسلام البطالة دعا إلى الإحتراف، أي إلى تعلم الحرف على إختلافها.

فقد جاء في الحديث الشريف: (إن الله يحب المحترف الأمين) (3)، ولقد وجه القرآن الكريم الأنظار الى العمل والإنتاج وطلب الرزق الحلال. فقال: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15]. والمناكب هي الجوانب الأربعة للأرض. فأشارت الآية المباركة إلى أن السعي في طلب الرزق يكون من الأنسان نفسه، وأما الرزق فمن الله لا غير. {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58].

واعتبر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) العمل كالجهاد في سبيل الله. حيث قال: (الكاد على عياله، كالمجاهد في سبيل الله) (4).

وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: (إن الأشياء لما أزدوجت، إزدوج الكسل والعجز، فنتجا بينهما الفقرَ) (5).

وفي التشديد على ذم البطالة والكسل والفراغ نقرأ ما جاء في رواية الإمام الرضا (عليه السلام) عن أبيه موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: (قال أبي لبعض ولده: إياك والكسل والضجر، فإنهما يمنعانك من حظك في الدنيا والآخرة) (6).

وقد جسد الأنبياء والأئمة والصالحون هذه المبادئ تجسيداً عملياً، فكانوا يعملون في رعي الغنم والزراعة والتجارة والخياطة والنجارة.

وقد وضح الإمام الرضا (عليه السلام) ذلك. فقد نقل أحد أصحابه، قال: (رأيت أبا الحسن يعمل في أرضه وقد أستنقعت قدماه في العرق، فقلت له: جعلت فداك، أين الرجال؟ فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وآبائي، كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم، وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين) (7).

إن كل ذلك يوفر لجيل الشباب وعياً وفهماً عميقاً لقيمة العمل، وإدراكاً لآثار البطالة. مما يدعوهم إلى توفير الكفاية المادية، والكرامة الشخصية بالعمل والإنتاج والابتعاد عن البطالة والكسل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ منتهى المطلب، 2 / 999.

2ـ بحار الانوار، 22 / 381.

3ـ من لا يحضره الفقيه، 3 / 158.

4ــ المصدر السابق، 13 / 168.

5ـ بحار الأنوار، 75 / 59.

6ـ تفسير نور الثقلين، 1 / 567.

7ـ من لا يحضره الفقيه، 3 / 162.