1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

الالعاب التخديرية الشيطانية

المؤلف:  جماعة من العُلماء

المصدر:  نحو حياة أفضل

الجزء والصفحة:  ص 171 ــ 175

2023-12-19

1130

لماذا بدلاً من اللعب بورق القمار ... لا نطالع كتاباً، وبدلاً من الجلوس إلى مائدة القمار، لا نجلس إلى منضدة المختبر؟

ولماذا لا نلجأ لحل المعادلات الرياضية والمسائل الفكرية بدلاً من اللعب بالنرد والشطرنج؟

ولماذا لا نخطط للنصر والتقدم في المجالات الحياتية ومعرفة عوامل الهزيمة والتأخر بدلاً من التخطيط لكسب اللعبة وتخلية جيوب الخصم؟

نعم لماذا لا نقوم بدلاً من الالعاب المضرة بالأعمال النافعة فنطوي بذلك الطريق المستقيم الصحيح للحياة؟

لماذا...؟

الاستعمار الفكري

إن قيمة الإنسان تقدر بالطاقة الفكرية التي يمتلكها فكلما شغل فكره وتوسعت آفاقه، كانت شخصيته أجلّ وأهم منزلة في مجال التقييم.

فإذا خلا المجتمع من الفكرة الفاحصة والنظرة العميقة فإنه لن يمر وقت طويل حتى نشهد وجوده فريسة للزوال والاضمحلال وان الخسارات المادية لا تعد شيئاً في حين ان فقد الذخائر المعنوية ضرر لا يمكن تعويضه ولا يمكن ان يقاس اليه فقدان الثروة المالية قط.

والمجتمع الذي فقد ثروته المالية ولكنه ظل محتفظاً بطاقاته الفكرية والعقلية يستطيع بكل سرعة أن يعمل هذه الطاقات الخلاقة لإرجاع مقامه المالي وقوته السابقة.

إن العقول المفكرة هي أثمن الذخائر والرساميل الاجتماعية لأي مجتمع، ولن يبصر أي مجتمع ملامح السعادة بدونها.

ومعلوم أن الاستعماريين يتلونون ويتشكلون في كل زمان بلباس خاص ثم ينفذون إلى قلب المجتمع، فقد كان النفوذ سابقاً يتخذ شكل احتلال عسكري وسياسي واقتصادي في حين بدأ يتخذ اليوم شكل سعي وجهد للاحتلال الفكري للشعوب بحيث لا ينطبع في افكار مفكريها إلا ما يريده المستعمرون ان ينطبع، ولا يفكر أو يسير هؤلاء إلا على هذه التلقينات والإيحاءات الاستعمارية ليكونوا بالتالي عبيداً حقيقيين ومستهلكين خاضعين لهم.

وخير شاهد على ما قلنا، هذا الوضع المنحط لشعوب العالم الثالث، وخصوصاً الشعوب التي تعيش تحت نفوذ الغرب؛ فإنا نشاهد هذه المجتمعات تتخم بالإشاعية، وحفلات المرح الحرام، وعبادة المال، والشهوة وانواع السلوك التخديري. فتعتبر هذه الأمور أهم المشاكل التي فكر فيها في حين انها ليست إلا ما زرعته اليد الاستعمارية السخية بمثل هذه الامور... ففي ظل هذه الشجرة الملعونة للفساد تبذر الفرص والطاقات الفكرية والبدنية ويتأصل وجود هذه المجتمعات في حالات التراجع المقيت.

ويمكن اعتبار الالعاب الموسمية، وتأسيس النوادي غير المفيدة نماذج لهذا الوضع المؤسف.

وكنا نرى اليوم التأكيد الشديد على ترويج هذه البرامج المبتذلة والالعاب التخديرية على صعيد عالمي... وكيف تتلقى بكل اهمية وتتابع في كل آن... وما أكثر الاضرار التي تصيب الامم عبر هذا السبيل، وما اضيع الفرص والطاقات الكثيرة فيه.

وقد خطط هؤلاء كثيراً لكي يوجدوا في ذهنية الشاب اهتماماً شديداً بالرياضة والمسابقات الرياضية بحيث لا تصل إلى ذلك مطلقاً الاهمية التي تولى للمسائل العلمية والتسابق في مجالات المعرفة... بل وان الشباب قد صيغوا شكل جعلهم ينظرون للرياضة والمسابقات الرياضية كهدف لا وسيلة وكان الاحترام والإجلال الذي يبديه الشاب للبطل الرياضي أكثر بكثير من الاحترام الذي يبديه للأستاذ والعالم.

كل هذا لكي تفكر الشعوب بكمية اقل، أو لئلا تجد فرصة تفكر فيها، فلا تستطيع معرفة مشاكل حياتها وعواملها والمسائل الحياتية الاخرى المؤثرة في مصيرها ومستقبلها، ثم تعمل فكرها لمعرفة العلاج والخلاص.

نعم ... إن الاستعمار الفكري هو أخطر انواع الاستعمار ... ففي ظل مثل هذا الاستعمار تتخدر الأفكار والطاقات الدماغية للمجتمع وينشأ الافراد وهم يفقدون الإرادة القوية المشخصة ... وان الامة المبتلاة بمثل هذا الاستعمار تعمل لأعدائها كما يعمل العبد لسيده وتمشي مشية الأعمى في سبيل تحقيق أهدافهم المشؤومة ومنافعهم المحطمة لها.

القمار لعبة تخديرية

ومن تلك الالعاب التي اعطيت عنوان (الرياضة الفكرية) القمار ... ولو كنا نمتلك احصاء دقيقاً لرأينا الطاقات القيمة التي تصرف لا لشيء في هذا السبيل، والفرص الخلاقة التي تفنى خلال هذه الأوقات.

ولا يمكننا ان نقدر قيمة الاوقات والفرص الثمينة التي تصرف في النوادي وعلى مناضد القمار، ونعرف مقدار الاضرار التي تنجم عن هذه الأنماط التخديرية بدقة إلا إذا فكرنا في النتائج العظمى التي كان من الممكن الحصول عليها لو ان هذه الفرص والطاقات الفكرية حولت إلى المطالعة والتجارب في ميدان العلوم والعمل والصناعات بدلاً من تركها تذهب هباء وبدون أي مقابل.

إننا نلاحظ - حينما ندرس حياة العظماء - بوضوح ان انتصاراتهم. كانت مرهونة باستفادتهم التامة من اوقاتهم وفرصهم حتى انهم لم يكونوا ليتركوا التفكير وهم في زنزانات السجون بل يستفيدون من فرصهم بأقصى ما يمكن وحتى انهم دونوا بعض آثارهم العظيمة في مثل هذه الفرص.

فهذا الشهيد الأول جمال الدين مكي الفقيد المجاهد الشيعي العظيم الذي ولد سنة 734 هجرية واستشهد سنة 786 ... له تآليف علمية قيمة جداً منها كتاب (اللمعة الدمشقية) وهو من أحسن الكتب الدراسية الفقهية للشيعة وقد ألفه في السجن، والحقيقة ان سر نجاحه وتفوقه كان يكمن في استغلاله لوقته ومعرفته لقيمته وسعيه لعدم تفويته مطلقاً (1).

وإن التاريخ ليعرض علينا صوراً كثيرة لأمثال هذه الأنواع العالية من السعي البنّاء، والاستفادة الحية من أوقات الفراغ - حتى في السجون.

وعليه فليس ادعاء الرياضة الفكرية هنا إلا فخاً يراد من خلاله التوصل إلى خطف الأوقات وتضييع الفرص... وان الكثير مما جعل من (التمتع البريء) ليس فقط لا يؤثر في النمو الفكري وإنما له اضرار كثيرة منها: الأضرار الاقتصادية وضياع الفرص والافكار، وخدمة الاستعمار والامتصاص الاستعماري للشعوب، وتطبيق البرامج والخطط الكافرة التي تقود الافكار بشكل لا شعوري باتجاه مصالحها وتسرق طاقات التفكير الصحيح من الشعوب وتحقق الارضية الصالحة لأهدافها المشؤومة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مقدمة بحار الأنوار، ج 1، ص 122، وروضات الجنات، ج 7، ص 10.  

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي