هناك آيات في القرآن المجيد ذمت الغناء والموسيقى نشير إلى بعض النماذج منها.

1ـ في سورة لقمان: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان: 6].

وقد فسر المفسرون الكبار (لهو الحديث) بـ (الغناء).

2ـ {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30]، وقد فسر

(قول الزور) بـ (الغناء) (1).

3ـ {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3].

والموسيقى والغناء من اللغو الذي يتجنبه المؤمن.

4ـ {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72] (2).

وقد فسر (الزور) و(اللغو) في الروايات وأقوال المفسرين بـ (الغناء) و(الموسيقى) (3).

من وجهة نظر الروايات

يوجد في كتب الحديث والفقه والتفسير المعتبرة أكثر من سبعين رواية في حرمة (الغناء) واستعمال آلات اللهو. يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (استماع اللهو والغناء ينبت النفاق كما ينبت الماء الزرع) (4).

ويقول: الغناء يورث النفاق ويعقب الفقر (5).

ويقول لذلك الشخص الذي قضى ليلته باستماع الغناء والموسيقى: (ويحك أما خفت أمر الله ان يأتيك وانت على تلك الحال إنه مجلس لا ينظر الله إلى أهله) (6).

وقد جعلت بعض الروايات اللهو والطرب من الاعمال الشيطانية والاستماع له يعبر عن عبادة الشيطان، وفي رواية اخرى نقرأ أن المرأة المغنية ومن يستفيد من كسبها ملعون) (7).

وكذلك فإن الإمام السادس الصادق (عليه السلام) يقول لشخص ذهب لأداء بعض احتياجاته الضرورية إلى مكان فسمع صوت غناء وطرب من الجيران فأطال جلوسه في ذلك المكان ... يقول له: ما كان اسوأ حالك لو كنت مت على هذا؟! استغفر الله واسأل الله التوبة من كل ما يكره فانه لا يكره إلا القبيح، والقبيح دعه لأهله فإن لكل قبيح اهلا (8).

ـ فإننا نرجو من كل المسلمين وخصوصاً الشباب لحفظ مقامهم الانساني، ولتحكيم روابطهم مع الله والقرآن وللوصول إلى أهدافهم الإسلامية العظيمة، وللخلاص من عبادة الشيطان، والرجوع إلى طاعة الله وعبادته، ان يقوموا بالامتناع عن الاشتراك في مجالس اللهو والموسيقى والطرب ويحفظوا اجسامهم وارواحهم من هذه الطعوم المسمومة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ فروع الكافي، ج 6، ص 431، باب الغناء الحديث 1، وص 435، ح 2، وسائل الشيعة، ج 12، ص 225، وغيرها.

2ـ الميزان، ج 15، ص 265.

3ـ فروع الكافي، ج 6، ص431 و432 وغيرها.

4ـ الوسائل، ج 12، ص 230، و236، (وقد ذكر الكثير من الروايات ان الغناء واللهو يؤديان الى النفاق في القلب وقد تقول انه يقسي القلب وقد يكون المقصود ان محل الايمان هو القلب والايمان يتقوى بالتوجه لله وذكره واللهو والغناء واستماع الموسيقى توجب الغفلة والنسيان لله وهذه هي النقطة المقابلة لذكر الله والتوجه له تعالى. وفي النتيجة فإن القلب يفقد ايمانه وهذا هو النفاق فالشخص الغارق في اللهو واللعب وإن كان مسلماً في الظاهر لكن قلبه يكذب مظهره).

5ـ المصدر السابق.

6ـ مستدرك الوسائل، ج 2، ص 457.

7ـ الوسائل، ج 12، ص 2 - فروع الكافي، ج 5، ص120، ح 6.

8ـ البحار، ج 79، ص 246. 

مواضيع ذات صلة

الحالة الاجتماعية للعرب قبل الإسلام

الإمام علي (عليه السلام) وأهل الكتاب

ضعف الطفولة والشيخوخة

خلاف الأجيال

علاقة الجسد والروح

صفات الأخ

متطلبات مراحل العمر

علاقات الرذيلة والفضيلة

حكم المجتمع حول الحسن والسيء

الشرود الذهني

الانسان والميول غير الضرورية

تضارب الأفكار والتطور العلمي