صفات المتقين / ان بغيَ عَلَيْهِ صَبر
المؤلف:
الشيخ / حسين الراضي العبد الله
المصدر:
التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة:
ص 537 ــ 538
2023-10-04
1887
قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (وَإِن بغيَ عَلَيْهِ صَبر).
البغي الفردي الذي يخصه هو وذلك منه نظراً إلى ثمرة الصبر وإلى الوعد الكريم الذي وعد الله عباده بقوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126]، أما البغي على الجماعة أو الأمة وإن كان الشخص واحداً منهم فهذا مما لا يجوز الصبر عليه بل يعد من مساوئ الأخلاق خصوصاً إذا كان هذا البغي سوف يؤدي إلى ضعف الأمة واستعبادها للقوى المستكبرة والمستعمرة فيجب رد البغي والعدوان.
فعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (عليه السلام) قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) لِمَ لَمْ يَسْتَرْجِعْ فَدَكَ لَمَّا وَلِيَ النَّاسَ فَقَالَ لأَنا أَهْلُ بَيْتٍ وَلِينَا اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ) لَا يَأْخُذُ لَنا حُقُوقنَا مِمَّنْ يَظْلِمُنَا إِلَّا هُوَ، وَنَحْنُ أَوْلِيَاءُ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا نَحْكُمُ لَهُمْ وَنأْخُذُ حُقُوقَهُمْ مِمَّنْ يَظْلِمُهُمْ، وَلَا نأْخُذُ لِأَنْفُسِنَا (1).
في الخبر قيل للرضا (عليه السّلام) لم لم يسترجع أمير المؤمنين (عليه السلام) فدك لما ولي أمر الناس فقال: لأنا أهل البيت وليّنا الله (عز وجل) ولا يأخذ لنا حقوقنا إلا هو ونحن أولياء المؤمنين إنما نحكم لهم ونأخذ لهم حقوقهم ممن ظلمهم ولا نأخذ لأنفسنا.
ـ قوله (عليه السلام): حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِمُ لَهُ:
وفي رواية الكراجكي: إِنْ بغِي عَلَيْهِ صَبَرَ لِيَكُونَ اللَّهُ تعالى هُوَ الْمُنتَصِرَ لَهُ.
قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج: 60].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الأنوار، ج 29، ص 396، علل الشرائع، ج 1، ص 155، باب 24، ح 3، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج 2، ص 86، ح 31.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة