x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مراقبات فترة الحمل
المؤلف: الأستاذ مظاهري
المصدر: تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة: ص59 ــ 69
2023-04-18
1340
فترة الحمل وله وضع حساس في الروايات، اولاً علينا ان نعلم ان وضع الحمل للمرأة وضع حساس. والقرآن الشريف يتحدث عنه مرتين بأنه مشقة وصعب. فانه يوصي اولاً بالإحسان إلى الوالدين ويعلل ذلك ان الأم قد تحملت المشقات في فترة حملها. وذلك وهناً على وهن، يقول القرآن: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]، ويذكر في آية ثانية: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15]، وكلما ازدادت مشقة الأم وتعبها يوماً بعد يوم يزداد ثوابها. حتى اننا نقرأ في الروايات المرأة الحاملة كالمرابط في سبيل الله. اي ان لتسعة أشهر من الحمل ثواب تسعة أشهر من الجهاد في سبيل الله كما ان هنالك روايات عديدة عن الحمل والارضاع وعن الوضع يوجد عندنا في الروايات ان المرأة عندما تضع حملها فان ذنوبها تغفر جميعها كمن ولد من بطن أمه وعند الإرضاع أنه إذا نهضت الأم في الليل لإرضاع طفلها فكأنها قامت لصلاة الليل وهناك رواية أخرى انها كمن أعتقت طفلاً لوجه الله على الجميع خاصة النساء ان ينتبهوا لعدة أمور:
1ـ ان فترة الحمل فترة مصيرية للطفل. وعلى الأم ان تلتفت ان روحيتها تؤثر على هذا الطفل الذي في بطنها....، رواية عن الامام الصادق (عليه السلام) قد نقلها المرحوم فيض (قدس سره) في تفسير الصافي في ذيل الآية الشريفة التي تقول: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 6].
اي ان حجر اساس السعادة والشقاء يوضع في بطن الأم وبالإضافة إلى ان قانون الوراثة ينقل صفات الوالدين إلى هذا الطفل فانه ومنذ بداية نموه في بطن أمه فانه يكبر مع روحياتها فعلى الأم ان تحذر الصفات الرذيلة. وان كان لديها صفة رذيلة فعلى الأقل لتسعى لكيلا تطغى هذه الصفة. لتعلم الأم الحسود والمتكبرة والأنانية ان صفاتها الرذيلة هذه تنتقل إلى طفلها وسينمو على اساس روحيتها هذه كما ان الام التقية والحنونة، فان الطفل ينمو على روحيتها.
... علينا ان ننتبه اي امرأة نتزوج وكذلك على المرأة ان تنتبه ممن تتزوج؟. والآن اوصي النساء أن معنوياتكم تؤثر على الطفل. وان كانت لديكم صفات رذيلة سيقتضي ذلك ان تخرب ارضية الطفل واساسه. خاصة إذا طغت هذه الصفة الرذيلة فيحسد ويتكبر ويسيء الظن عندها تؤثر هذه الروحية على روحية الطفل. ويغدو حسوداً ومتكبراً ولديه صفات رذيلة قد اخذها من بطن أمه وهذا معنى: (السعيد سعيد في بطن أمه والشقي شقي في بطن أمه).
الأمر الثاني الذي يجب الالتفات اليه خاصة النساء ان الذنب يؤثر على الطفل فكما ان الذنب يؤثر على قلب الأم فإنه يؤثر على الجنين ويؤثر على الطفل كما يسوّد القلب ويستدرج الإنسان إلى ان يصل كما يقول القرآن: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} [الروم: 10]، ويقول ايضاً عن القلب والايمان: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزمر: 22]، ان الذنب كما يؤثر على القلب يؤثر على الجنين ان الأم الحامل الغير عفيفة والتي لا تمتنع عن الاختلاط والضحك وممازحة الأجانب والعياذ بالله فلتعلم انها تقتل ابنها من الناحية المعنوية فلتحذر الأم التي ترتكب الذنوب خاصة حق الناس ان هذا سيجلب الشقاء لطفلها وكما ان هذا الذنب يؤثر على الأعضاء والجوارح فانه يؤثر على الطفل وعلى الجنين، لاحظوا مثلا إذا طغت الغريزة الجنسية عند شخص ما فأنها تؤثر على شكله ووجهه وعلى يده وبدنه وكذلك تؤثر على الطفل في بطن أمه، الذنب صغيراً كان ام كبيراً فانه يضر كثيراً بالجنين لذا كان من يريد ان يبلغ طفلهم مقاماً مهماً كانوا يقوون علاقتهم بالله في فترة الحمل بحيث لم يكونوا ليناموا من دون وضوء وكانوا يحافظون على طهارتهم دائماً لأنه كما ان الذنب يؤثر في شقاء الطفل ويمهد لذلك فان الارتباط بالله يؤثر ويمهد لسعادة الطفل.
الأمر الثالث والأهم من الأول والثاني اكل الحرام، الويل للطفل الذي قد نما لحمه وجلده وعظمه من أكل الحرام، لا أدري مدى صحة هذا الأمر الا ان لها جذور في الروايات وجذور في التجربة. يروون عن العلامة المجلسي والعلامة المجلسي الأول كان اسلامياً كبيراً فقيهاً، محدثاً، عارفاً كاملاً. وكان ورعاً وتقياً جداً وهو من كتب البحار وقدم للشيعة خدمات جليلة والخدمة التي قدمها العلامة المجلسي الثاني للشيعة نادرة جداً بين العلماء.
يروون ان العلامة المجلسي الثاني كان طفلاً صغيراً بلغ من العمر سبع سنوات كان يلحق بأبيه إلى المسجد كل يوم الا انه ذات ليلة لم يذهب وبقي يلعب في دار المسجد. في هذه الاثناء جاء سقاء ووضع قربة الماء خارج المسجد وذهب للصلاة، فجاء هذا الصبي وغرز فيها ابرة وأخذ الماء ينور منها وهو مبتهج لهذا المنظر. وعندما انتهت الصلاة وجدوا انها خالية فسأل السقاء: من فعل ذلك فأجابوه: ابن العلامة المجلسي وعندما بلغ العلامة المجلسي الأول الأمر تضايق كثيراً فجاء إلى زوجته وقال لها: لقد رعيت كلما ينبغي مراعاته قبل انعقاد النطفة وحينها. وكنت حذراً بالنسبة للطعام. وما فعله اليوم ابننا قد يكون من تقصيرك فكري ماذا فعلت ؟. فتذكرت زوجته وقالت: نعم انا المقصرة. ذات يوم عندما كنت حامل ذهبت إلى منزل الجيران وعند رجوعي كانت لديهم شجرة رمان فظننت انها حامض ولأنني كنت ارغب بالحامض في تلك الفترة. فلقد غرزت الابرة في كوز الرمان ومصصته لكنني وجدته حلواً فتركته ولم أخبر أصحاب البيت بذلك.
يقولون ان هذه الابرة التي غرزتها الأم في ثمر الجيران وهي حامل بالعلامة المجلسي وهذا العصير العنبي قد إثر على الطفل لذا فانه في سبع سنوات غرز الابرة في القرب. لا أدري مدى صحة هذه الرواية. لكن يقول النبي (صلى الله عليه وآله): (لا يدخل الجنة من نبت لحمه من السحت، النار اولى به)(1)، اي انه اولى بالشقاء من السعاد فلأكل الحرام تأثير عجيب.
ويقول القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]، ومن كانت لديه بصيرة فسيرى النار.
يقول صدر المتألهين (قدس سره) في أحد كتبه: لقد رأيت شخصين يغتابون وفي نفس الوقت رأيت النار تخرج من أفواههم، فمن كان لديه بصيرة سيرى ان اكل الحرام نار وفرث ودم معنوي.
يروى عن أحد العلماء الكبار انه ذهب إلى الحاكم الظالم لأن امرأة اتت تطالبه بإيجاد ابنها فذهب هو لعند الحاكم وقال له: ان هذه المرأة تريد ابنها مني وانا اريده منك. فدعاه الحاكم إلى الطعام ليأكل فلم يأكل وأصر على ذلك. فهدده الحاكم فأخذ العالم يضغط الطعام بين أصابعه وأخذ الدم يسيل من الطعام من بين اصابعه فقال ماذا أفعل: أأتناول الطعام أم الدم؟.
فعندما نستولي على اموال الناس اي نمتص دماءهم ونهيء الطعام. فان هذا ليس بطعام ولو كان ظاهره أرزاً او لحم لكن من يملك البصيرة سيراه ميتة وفرث ودم وهكذا يكون تأثير اكل الحرام (السحت) على الجنين. وكذلك الذنب. فالمرأة الحامل التي تغتاب فبحسب القرآن من يغتاب كأنه يأكل لحم الميتة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12]، اذن فأيها الشخص الذي تغتاب وتتكلم عن الناس وراء ظهورهم وتظهر سيئآتهم وتسحق شخصياتهم ان لم تكن تريد ان تأكل لحماً ميتاً فاحذر الغيبة، وليس هناك من يخالف ان الغيبة كأكل لحم الميتة في الروايات والقرآن. وينقل في هذا المجال السنة والشيعة.
رواية عن ان امرأة جاءت الى النبي (صلى الله عليه وآله) لتسأله مسألة فأجابها النبي (صلى الله عليه وآله) وذهبت فالتفتت عائشة الى النبي (صلى الله عليه وآله) وقالت: ما أقصرها واشارت بيدها فغضب النبي (صلى الله عليه وآله) وتغير لونه. وقال لماذا تغتابين، وامرها ان تستفرغ. فاستفرغت فاذا بقطع ميتة تخرج من فمها. فقالت: أني لم آكل اللحم فمن اين جاءت. فقال (صلى الله عليه وآله) او لم تقرأي القرآن: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12]. ينقل ان النبي (صلى الله عليه وآله) امر الجميع ان يصوموا ويستأذنوه عند الافطار فحضروا لعند النبي (صلى الله عليه وآله) وأخذوا يستأذنونه فجاء عجوز وقال: يا رسول الله أني وابنتاي كنا صائمين اليوم فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) اذهب وأفطر لقد كنت انت صائماً اما ابنتيك فلا. قال انا اعلم انهما صائمتين فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): قل لهم ان يستفرغوا فاستفرغتا قطعتين من لحم الميتة. فسأل الشيخ النبي (صلى الله عليه وآله) عن ذلك اللحم من اين هو فقال (صلى الله عليه وآله) ان الذي يغتب فانه يأكل لحماً ميتاً. وحتى لو كان صائماً في ظاهره فانه في الواقع يكون قد اكل لحماً ميتاً.
أوصي المرأة الحاملة ان تنتبه للسانها ولا تشقي هذا الطفل. فان لحم الميتة والمتعفن يؤثر على طفلك. كما يؤثر عليك. لأنه كما يؤثر الغذاء المفيد والنظيف والغذاء المتلوث على الطفل لذلك فأكل الحلال والحرام والذنوب تؤثر عليه. فان اثارت المرأة شائعة فأنها تكون قد بهتت في الواقع لأن اثارة الشائعات تعني ان يقول شيئاً ولا تعرف إذا صحيحاً ام لا، اذاً فصياغة الشائعات تهمة ونحن الذين ننقل هذه التهمة ونقل التهمة تهمة.
نقرأ في الروايات ان الذي يتهم الآخرين يجعلونه على تلٍ من فرث ودم ويطالبونه بأن يرد على تلك التهمة وبما انه لا يستطيع فانهم يحبسونه هناك الى ان يتمكن من الاجابة والذي يشيع الشائعات كذلك.
ومعنى الرواية ان الذي يتهم يأكل دماً وحتى لو لم يلتفت إلى ذلك. يظن انه يتكلم ويستحق شخصية الآخرين. او يظن انه يبرز سياسته فيثير الشائعات يجب الا يكون في شهر رمضان شائعة وكذب. وتهم وغيبة واعلموا ان جميع هذه الذنوب في الواقع تبطل الصيام. واوصي النساء ان يتجنبوا هذه الذنوب في فترة الحمل فهي بمنزلة أكل الميتة والفرث والدم وتؤثر على الطفل وتلوثه. إن تناولت احداكن طعاماً مسموماً فان ذلك يسمم جنينها وهذا ليس مهماً ان لم تمت او يموت الجنين في بطنها. لكن لا سمح الله ان يتسمم الطفل من حيث الروح او اي شخص آخر، يقول القرآن ان سموم الروح أرذل من اي دابة او ذئب متوحش ومن اي جرثومة سرطانية: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنفال: 55]، اذاً فعلى الأم نفسها ان تلتفت إلى طعامها لكيلا يكون حراماً وإذا اشتبه به فعليها ان تزيل الشبهة بالدعاء وببسم الله الرحمن الرحيم. وبالتوسل بالله عزوجل واوصي الآباء، الا تدعوا في بيوتكم طعاما حراما بل على المسلم ان أمكن (ومن الصعب ذلك) الا يكون في بيته طعاماً مشتبهاً به لكن ارجو ان تنتبهوا لكسبكم ولطعامكم عندما تكون المرأة حاملاً فان هذا يؤثر بشكل عجيب.
ينقل عن أحد العظماء انه قال: صابتني حالة عجيبة فلم اعد اقوم لصلاة الليل او اؤدي الصلاة في اول وقتها ولم اعد اتلذذ بمناجاة الله واصبحت اتعجب من هذه الحالة؟. ولم يفد تضرعي وبكائي وتوسلي، الى انه ذات ليلة رأيت في منامي من يقول لي: ان الذي يأكل تمرة بالحرام من الطبيعي الا يحب العبادة، ولا يتلذذ بها يقول العالم عندما نهضت من نومي تذكرت أني اشتريت تمراً. وجدت احداها لم تنضج بعد فبدلتها من دون اذن صاحب الدكان بواحدة ناضجة واكلتها. وهذه اثرت عليه وسلبت منه حالاته المعنوية.
ونقرأ العديد من الروايات ان اردتم ان يستجاب دعاؤكم فلا تأكلوا الحرام او المشتبه به. هذه كانت النقطة الثالثة وهي صعبة لكن ضرورية جداً.
الأمر الرابع: وله شرح مطول الا انني أشير على المرأة الحامل ان تحذر الاضطرابات الروحية والهم والغم وان تكون نشيطة دائماً لأن هذا يؤثر على الطفل. وكذلك التوتر العصبي. يجب ان تكون المرأة طيلة هذه التسعة أشهر في حالة عادية ولا قدر الله ان كان هناك اختلافات في البيت اما يجب الا يكون هناك طفل او تحل هذه الاختلافات. يجب الا تتوتر المرأة الحامل والا تغضبها الأم والزوج وقد يؤدي التوتر في بعض الأحيان إلى شلل الطفل. يقولون عادة انه لا يوجد نقص في خلقة الله عز وجل فاذا شل الطفل فهذا اما سبب قانون الوراثة او الالم وحزنها وتوترها. والمشهور (بالشهوة) بين العوام يقال انه ناتج عن توتر الأم عندها تظهر هذه البقعة على جسم الطفل. وبعض الأحيان قد يؤثر على عقله ويقال ان ذلك من توتر الأم واضطراباتها وقد يبقى جسمه سالماً الا ان الروح لا تبقى سالمة. فان الاضطرابات تقتل مواهب الطفل وتخلق عنده عقد نفسية والكسل ان كانت الأم كسولة اجمالاً يجب ان تكون المرأة نشيطة. يقول أحد علماء النفس: لو جسدنا النشاط لوجدناه الامرأة لكنه عادة ما يسلب الحسد والهموم والغصوص التي في غير محلها واختلافات البيت يسلبون النشاط من الامرأة وعندما تكسل روحيتها يكسل ابنها ايضاً الذي ينمو في بطنها فينشىء منذ البداية خاملاً مهموماً يتجرع الغصص. والأصعب هو هذا الهم والغم في الحياة فانه لا يصلح شيئاً في الحياة ولا يحل العقد فلو طرأت لكم مشاكل وتجربة واغتممتم لها منذ الصباح إلى الليل فأنها لن تحل هذه المعضلة فان الهم والغم لا يؤثر في مصير الانسان ان لم يكن العكس.
نفهم من الروايات ان الهم يعقد مصير الانسان قال الصادق (عليه السلام): (من اصبح وأمسى والدنيا اكبر همه جعل الله تعالى الفقر بين عينيه وشتت أمره ولم ينل من الدنيا الا ما قسم له ومن اصبح والآخرة اكبر همه جعل الله تعالى الغنى في قلبه وجمع له أمره)(2).
فالهم لا يحل المشاكل والعقل وما يحلها الصدقة والدعاء والتوسل بالله ومناجاته والارتباط به عز وجل. وهذا ما يؤثر في مصير الانسان كما ان الذنب له تأثير ايضاً لقد ذكرت لتوي ان مناجاة الله ودعائه يؤثر في مصير الانسان فان كانت المرأة مهمومة فلا تصر على ذلك خاصة بالالتفات إلى الرواية التي كنت قد ذكرتها ان هذه المرأة (الحامل) كالمرابطة في سبيل الله فعليها ان تقوي ارتباطها بالله وعندما تقوي علاقتها بالله عز وجل فسيزول همها بالإضافة إلى انه لن يؤثر بعد ذلك على طفلها. يجب على الجميع خاصة على المرأة الا توتر نفسها فالاضطرابات الروحية غالباً ما تنتج عن العصبية لكن قد تكون في بعض الأحيان من الصفات الرذيلة كالحسد. عندها يشتعل قلب المرأة من الحسد ويؤثر هذا التوتر على الطفل.
والمرأة الأنانية والمتكبرة قد ترى شيئاً يخالف مزاجها فتتوتر ويؤثر ذلك على طفلها، لكي تزول هذه الاضطرابات العصبية يجب ان تزول هذه الصفات الروحية الرذيلة ويجب ان يحل النشاط ومن الأشياء التي تورث عدم النشاط الذنوب. فالمعاصي تجلب الكسل تلقائياً للأنسان وتجعله كالفاقد شيئاً لا يدري ما هو؟. ونفهم من القرآن والروايات ان هذا بسبب الذنوب. الا انه قد يكون احياناً هذ التوتر والخمول من جراء الهم والغصص والاضطرابات التي يجب ان لا يعاني منها المسلم. أصلا ان الهم والغم يضر الانسان كثيراً وبالإضافة إلى انها تكسل الروح وبقول العوام ان الانسان يعمل بيده المكسورة الا انه إذا كسر قلبه فلن يذهب إلى عمله. فبالإضافة إلى انها تجعل الإنسان تنبلاً فان روحيته وباطنه يكسلان ايضاً.
يقول الاطباء ان اغلب الآلام ناتجة عن الهموم. كالروماتيزم واوجاع المفاصل والرأس المزمنة والقرحة والأمعاء ووجع الاسنان وغيرهم.. بالإضافة إلى انها تضعف الاعصاب اي ان اول شيء يقدمه الهم للإنسان تضعيف اعصابه وعندما تضعف اعصابه يقضي على دنياه وآخرته. حتى انها تؤثر على اعصاب الجنين في بطن أمه وتضعفها أو قد تشله. وبرغم جميع هذه الآلام فان الهم ليس له نتيجة مثمرة. الا إنه يعقد الأمور.
يتناقلون قصة لا اعلم مدى صحتها وهذا لا يهم - وحسب الروايات فإنها صحيحة يقال انه من أثر الفسق ظهرت عقدة على جبين مخبول. وكانت عشيرة ليلى قد قبلت ان يزوجوه اياها فذهبت عشيرة مجنون وهو معهم ليخطبوها، لكن عشيرتها عندما شاهدوا هذه العقدة على جبينه فلم يقبلوا تزويجه وبرأي علماء النفس ان هذا من الشيخوخة المبكرة ويعد هذا الماً خطيراً جداً من الهموم ثم ينقل هذا العارف جملة يجب ان تبقى في أذهاننا حيث يقول: (ان عقدة جبين مجنون قد عقدت اموره). ما أحسن هذا الكلام فان تجرع الغصص يعقد الأمور عادة (من أصبح وكان همه الدنيا شتت الله أمره)، وسأذكر امراً آخراً ان 90% من همومنا هي في غير محلها (لا تستحق ذلك) وهي كغصص وهموم على المهموم.
يروى ان شخصا كان يغتم كثيرا (ولو فكرنا لوجدنا ان أكثر همومنا خاصة النساء هي كهموم على المهموم) ذات يوم قررت زوجته الا تدعه ينهم فقررت الا تدعه يخرج من البيت فهيأت له طعاماً لذيذاً دسماً وأخرجت الأطفال لئلا يغتم وأخلت له البيت. وما ان حل الظهر اراد الذهاب إلى الحمام فلم تستطع زوجته منعه وكان قريباً من البيت. وما ان خرج حتى عاد وجلس قرب الباب وأخذ يتجرع الغصص فسألته زوجته عمو علي؟ ماذا جرى فاليوم لم تخرج من البيت لتغتم؟ فأجاب: عندما كنت أعود رأيت حماراً من دون ذنب؟ فقالت له زوجته: وماذا يعنيك أمر الحمار هذا؟ فأجاب: أخشى ان يقع هذا الحمار على الارض ويطلبوا مني رفعه، ولا أستطيع الامساك بذنبه لرفعه.
هذا مثال ولكن عندما نفكر بأنفسنا خاصة النساء نجد ان اغلب همومنا كهموم صاحبنا هموم وهمية كالحسد عند النساء، تنظر إلى عباءة صاحبتها او فستانها وتتمنى لو كان عندها مثله خاصة انه من الأشياء العجيبة. الغريب لدى النساء انها تلتفت إلى ثياب كل من رفيقاتها لو كن عشرين واحدة في المجلس وتحفظ لونه وقيمته و...
وتتألم لهذه الأمور ولا تتألم لأجل الدين. فان كنت تريد ان تتألم، تألم للثورة للشبان الأعزاء الذين في الجبهة وللوضع الحالي وادعو في نصف الليل ان تبلغ هذه الثورة اهدافها ولكي تنتهي هذه الحرب بنفع الاسلام ان شاء الله، عندما يتألم الإنسان للثورة والجبهة فلا يبقى معنى لسائر الهموم كهم المنزل والثياب والدنيا فالدنيا تمضي وكيف تمضي!!
سمعت ان محمود الغرنوي قد قضى ليله البارحة في الشراب.
وفي الصباح نادى المنادي ان يا محمود قد مضت ليلة الشراب إلى جانب التنور!!
معنى الشعر.
اوصيكم جميعاً خاصة النساء الا تتألموا للدنيا ولا تغتموا من أجلها، وحافظوا على جو البيت وينتبه النساء الحاملات إلى أمانة الله التي في اعناقهم وليقدموا هذه الأمانة إلى المجتمع على أفضل وجه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ تنبيه الخواطر.
2ـ البحار، مجلد72، ص17.