x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
احترام شخصية الشاب
المؤلف: الشيخ محمد تقي فلسفي
المصدر: الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة: ج1 ص385 ــ 387
2023-04-04
1002
قال تعالى في محكم كتابه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ} [لقمان: 13]
توقع الاحترام والتقدير:
إن من الرغبات الطبيعية الاخرى للفتيان ، هو أن تحظى شخصيتهم باحترام وتقدير الآخرين. وهم يتوقعون على الدوام أن ينظر إليهم آباؤهم وأمهاتهم وأقرباؤهم وعامة الناس على انهم أفراد متكاملون، ويتصرفون معهم كالكبار في شتى أمور الحياة الفردية والاجتماعية.
الانعتاق من قيد لطفولة:
إننا إذا ما تعاملنا مع الفتى بنفس الأسلوب الذي نتعامل به مع الطفل، واغدقنا في حناننا ومحبتنا له كما لو انه ما زال طفلاً صغيراً ، فإننا سنجرح شعوره ، لأنه سيشعر بأن الآخرين ما زالوا ينظرون إليه وكأنه لم يزل طفلاً صغيراً ، وليسوا مستعدين لان يتعاملوا معم كإنسان كامل وبالغ.
فالفتى يعتريه الفرح والسرور كونه تخطى مرحلة الطفولة وتحرر من سجن الصبا، وتغمره البهجة لأنه خرج من صفوف الأطفال وانضم إلى صفوف الفتيان والكبار. فهو لن يرغب أبداً في العودة إلى عهد الصبا، ولن يقبل أن ينظر إليه الآخرون وكأنه لم يزل طفلاً صغيراً ، كما أنه ليس مستعدا للتفريط بشخصيته وخدش كرامته وعزة نفسه مهما كان الثمن.
إن الطفل يكون مضطراً للتبعية من والديه والانصياع لأوامرهما والعيش في ظل محيط الأسرة المحدود ، وذلك بسبب ضعف جسمه وعدم نضوج عقله. ولكن الفتى البالغ الذي انعتق لتوه من عهد الصبا والطفولة وما يصاحبه من ضعف ووهن، بات يشعر في قرارة نفسه بالقوة والاقتدار، ولن يكتفي بأن ينظر إليه الآخرون نظرة الكبر ، بل يطمع في أن يكون تعاملهم معه تعامل الكبار، ويشعر بأنه بحاجة لأن يتخطى عتبة الأسرة ليطأ محيط المجتمع ويختلط بالناس كالكبار. إنه لم يعد يتحمل إطاعة كل ما يفرضه عليه أبواه أو الانصياع لأوامر هذا أو ذاك كالطفل الصغير.
«يعتبر محيط الأسرة محيطاً عادياً وطبيعياً بالنسبة للطفل ، يستطيع أن يترعرع في ظله وينمو، ولكن الفتى عندما يبلغ يرى أن هذا المحيط الذي قضى فيه طفولته لم يعد يستوعبه أو يستوعب نشاطه وفعاليته ، فهو لم يعد يطيق العمل أو الجلوس في البيت، وبات يرغب في التنزه مع رفاق حميمين يختارهم لنفسه .
ويصبح من الصعب السيطرة على مثل هذا الفتى الذي يفقد روح الطاعة والوداعة، لا بل من المستحيل أحيانا»(1) .
(وكلما اشتد عود الفتى قل صبره على تحمل نير الأسر، وبات يشعر بعبء سلطة الآخرين عليه ، وعدم تحمل ضغوطهم ومضايقاتهم ، لأنه لا يدرك في الأساس سبباً لها)(2) .
رغبة التحرر:
إن امنية الاحترام والتقدير ورغبة التحرر والاستقلال اللتين تستيقظان في اعماق كل إنسان لدى بلوغه، ليستا عادة اجتماعية أو رغبة مصطنعة، وإنما تشكلان ظاهرة طبيعية امتزجت بطينة الإنسان وستظل تمتزج في كل زمان ومكان بمشيئة إلهية .
وهذه الرغبة من شأنها أن توسع على الفتى نطاق حياته ، لتريه في الآفاق مناظر ومشاهد جديدة ، إنها تجر الفتى إلى المحيط الاجتماعي ، وتعده ليكون عضواً في هذا المجتمع . فإذا ما تم إرضاء هذه الرغبة وفق المعايير الصحيحة دون إفراط أو تفريط ، فإن الفتى سيكون قادراً على التكيف مع مجتمعه.
إذا سعى الأبوان إلى تقييم الحالة النفسية لابنهما الفتى، ومنحاه حريته واستقلاله بالمقدار السليم ، والسماح له بإرضاء ميوله الفطرية ضمن حدود المصلحة ، وعدم مضايقته دون سبب أو إثارة غضبه لأتفه الأمور ، والفتى بدوره إذا عرف حدوده ، ونبذ لجاجته وعناده ، وتجنب الإفراط في إرضاء ميوله ورغباته ، فإن العلاقة ما بين الأبوين وآبنهما الفتى ستكون قائمة على أساس من الحب والتفاهم والاحترام المتبادل.
____________________________
(1و2) ماذا اعرف ؟ ، البلوغ، ص 78 و76.