1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

فضائل الأندلس/ عن فرحة الأنفس

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج3، ص:150-151

21-1-2023

2008

 فضائل الأندلس/ عن فرحة الأنفس

اعلم أن فضل أهل الأندلس ظاهر ، كما أن حسن بلادهم باهر ، ولذلك ذكر ابن غالب في " فرحة الأنفس " لما أثنى على الأندلس وأهلها أن بطليموس جعل لهم – من أجل ولاية الزهرة لبلادهم - حسن" الهمة في الملبس والمطعم . والنظافة والطهارة ، والحب للهو والغناء ، وتوليد اللحون ، ومن أجل ولاية عطارد حسن التدبير ، والحرص على طلب العلم ، وحب الحكمة والفلسفة والعدل والإنصاف . وذكر ابن غالب أيضا ما خصوا به من تدبير المشتري والمريخ. وانتقد عليه بعضهم بأن أقاليم الأندلس الرابع والخامس والسادس في ساحلها الشمالي ، والسابع في جزائر المجوس، وللإقليم الرابع الشمس ؛ وللخامس الزهرة ، وللسادس عطارد ، وللسابع القمر، والمشتري للإقليم الثاني ، والمريخ للثالث ، ولا مدخل لهما في الأندلس ، انتهى .

ثم قال صاحب الفرحة(1): وأهل الأندلس عرب في الأنساب والعزة

 

١٥٠

والأنفة وعلو الهمم وفصاحة الألسن وطيب النفوس وإباء الضيم وقلة احتمال الذل والسماحة بما في أيديهم والنزاهة عن الخضوع وإتيان الدنية ، هنديون في إفراط عنايتهم بالعلوم وحبهم فيها وضبطهم لها وروايتهم ، بغداديون في ظرفهم ونظافتهم ورقة أخلاقهم ونباهتهم وذكائهم وحسن نظرهم وجـودة قرائحهم ولطافة أذهانهم وحدة أفكارهم ونفوذ خواطرهم ، يونانيون في استنباطهم للمياه ومعاناتهم لضروب الغراسات واختيارهم لأجناس الفواكه وتدبيرهم لتركيب الشجر وتحسينهم للبساتين بأنواع الخضر وصنوف (2) الزهر ، فهم أحكم الناس لأسباب الفلاحة ، ومنهم ابن بصال صاحب " كتاب الفلاحة " الذي شهدت له التجربة بفضله ، وهم أصبر الناس على مطاولة التعب في تجويد الأعمال ومقاساة النصب في تحسين الصنائع ، أحذق الناس بالفروسية ، وأبصرهم بالطعن والضرب.

وعد رحمه الله تعالى من فضائلهم اختراعهم للخطوط المخصوصة بهم ، قال : وكان خطهم أولا ً مشرقيا ، انتهى . قال ابن سعيد : أما أصول الخط المشرقي وما تجد له في القلب واللحظ من القبول فمستلم له ، لكن خط الأندلس الذي رأيته في مصاحف ابن غطوس الذي كان بشرق الأندلس وغيره من الخطوط المنسوبة عندهم له حسن فائق ، ورونق آخذ بالعقل ، وترتيب يشهد لصاحبه بكثرة الصبر والتجويد ، انتهى.

ونحو صدر كلام ابن غالب السابق مذكور في رسالة لابن حزم ، وقال فيها: إن أهل الأندلس صينيون في إتقان الصنائع العملية وإحكام المهن الصورية ، تركيون في معاناة الحروب ومعالجة آلاتها والنظر في مهماتها ، انتهى.

وعد ابن غالب من فضائلهم اختراعهم للموشحات التي قد(3) استحسنها

١٥١

أهل المشرق وصاروا يتزعون متزعها وأما نظمهم ونثرهم فلا يخفى على من وقف عليهما على طبقاتهم.

ثم قال ابن غالب : ولما نفذ قضاء الله تعالى على أهل الأندلس بخروج أكثرهم عنها في هذه الفتنة الأخيرة المسيرة تفرقوا ببلاد المغرب الأقصى من بر العدوة مع بلاد إفريقية ، فأما أهل البادية فمالوا في البوادي إلى ما اعتادوه ، وداخلوا أهلها وشاركوهم فيها فاستنبطوا المياه وغرسوا الأشجار ، وأحدثوا الأرحي الطاحنة بالماء وغير ذلك ، وعلموهم أشياء لم يكونوا يعلمونها ولا رأوها ، فشرفت بلادهم وصلحت أمورهم وكثرت مستغلاتهم وعمتهم الخيرات ، أشبه الناس باليونانيين فيما ذكرت ولأن اليونانيين سكنوا الأندلس فورثوا عنهم ذلك ، وأما أهل الحواضر فعالوا إلى الحواضر واستوطنوها فأما أهل الأدب فكان منهم الوزراء والكتاب والعمال وجباة الأموال والمستعملون في أمور المملكة ، ولا يستعمل بلدي ما وجد أندلسي ، وأما أهل الصنائع فإنهم فاقوا أهل البلاد ، وقطعوا معاشهم ، وأخملوا أعمالهم ، وصيروهم أتباعاً لهم ، ومتصرفين بين أيديهم ، ومتى دخلوا في شغل عملوه في أقرب مدة ، وأفرغوا فيه من أنواع الحذق والتجويد ما يميلون به النفوس إليهم ، ويصير الذكر لهم ، قال : ولا يدفع هذا عنهم إلا جاهل أو مبطل، انتهى .

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- م: ثم قال صاحب فرحة الأنفس.

2- م: وأصناف.

3- قد : سقطت من ب.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي