الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أشعار للحجام
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج3، ص:415-418
31-12-2022
1957
أشعار للحجام
وقال أبو تمام غالب بن رباح الحجام(1) في دولاب طار منه لوح فوقف(2):
وذات شدو وما لها حلم كل فتى بالضمير حياها
وطار لوح بها فأوقفها كلمحة العين ثم أجراها
وكان المذكور ربي في قلعة رباح غربي طليطلة ، ولا يعلم له أب ، وتعلم الحجامة فأتقنها ثم تعلق بالأدب حتى صار آية وهو القائل في ثريا الجامع(3):
تحكي الثريا الثريا في تألقها وقد عراها نسيم فهي تتقد
415
كأنها لذوي الإيمان أفئدة من التخشع جوف الليل ترتعد
وقال :
زرت الحبيب ولا شيء أحاذره في ليلة قد لوت بالغمض اشفارا
في ليلة خلت من حسن كواكبتها دراهماً وحسبت البدر دينارا
وقال في الثريا أيضا :
انظر إلى مرج في الليل مشرقة من الزجاج تراها وهي تلتهب
كأنها السن الحيات قد برزت عند الهجير فما تنفك تضطرب
وقال (4):
ترى النسر والقتلى على عدد الحصى وقد مزقت أحشاءها والترائبا
مضرجة مما أكلن كأنها عجائز بالحنا خضين ذوائبا
وقال ، وقد أبدع غاية الإبداع ، وأتى بما يحير الألباب ، وإن كان أبو نواس فاتح هذا الباب:
وكأس ترى كسرى بها في قرارة غريقا ولكن في خليج من الخمر
وما صورته فارس عبنا به ولكنهم جاءوا بأخفى من السحر
أشاروا بما كانوا له في حياته فنومي إليه بالسجود وما ندري
وما أحلى قوله(5):
الأقحوان رمى عليك ظلامة لما عنفت عليه بالمسواك
٤١٦
لا يحمل النور الأنيق تمسه كف بعود بشامة وأراك
وجلاؤه المخلوق فيه قد كفى من أن يراع عراره بسواك
وقوله(6):
صغار الناس أكثرهم فساداً وليس لهم لصالحة نهوض
ألم تر في سباع الطير سرا تسالمنا ، ويأكلنا البعوض
وقد بلغ غاية الإحسان في قوله(7):
فما للملك ليس يرى مكاني وقد كحلت لواحظه بنوري
كلا المسواك مطرحاً مهاناً وقد أبقى جلاء في الثغور
ومن حسناته قوله(8):
لي صاحب لا كان من صاحب فإنه في كبدي جرحه
يحكي إذا أبصر لي زلة ذبابة تضرب في قرحه
ولقيه أبو حاتم الحجاري علي فرس في غاية الضعف والرذالة قد أهلكها الوجى ، وكانا في جماعتين ، فقال له : يا أبا تمام ، أنشدني قولك :
وتحتي ريح تسبق الربح إن جرت وما خلت أن الريح ذات قوائم
لها في المدى سبق إلى كل غاية كان لها سبقاً يفوق عزائمي
وهمة نفسي نزهتها عن الوجى فيا عجباً حتى العلا في البهائم
فلما أنشده إياها رد رأسه أبو حاتم إلى الجماعتين وقال : ناشدتكم الله
٤١٧
أيجوز لحجام على فرس مثل هذه الرمكة المزيلة العرجاء ، أن يقول مثل هذا؟ فضحك جميع من حضر ، وأقبل أبو تمام في غيظه يسبه.
ومن شعر الحجام المذكور قوله:
لا يفخر السيف والأقلام في يده قد صار قطع سيوف الهند للقصب
فإن يكن أصلها لم يقر قوتها فإن في الخمر معنى ليس في العنب
وقال :
ثقلت على الأعداء إلا أنها خفت على الشباب والإبهام
أخذت من الليل البهيم سواده وبدت تنمق أوجه الأيام
وقال(9):
نظر الحسود فازدري لي هيئة والفضل مني لا يزال مبينا
قبحت صفاتي من تغير وده صدأ المراة يقبح التحسينا
وقال(10):
تصبر وإن أبدى العدو مذمة فمهما رمى ترجع إليه سهامه
كما يفعل النحل الملم بلسعه يريد به ضراً وفيه حمامه
وقال:
وبارد الشعر لم يؤلم به ولقد أضر منه جميع الناس واعتزلا
كأنه الصل لا تؤذيه ريقته حتى إذا متجها في غيره قتلا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ترجمة أبي تمام غالب الحجام في الأخيرة ( 3 :2٥٦ ) والمغرب ٢ : ٤٠ والمسالك ١١ : 451.
2- الذخيرة:261
3- م المصدر نفسه : ٢٦٠ .
4- المصدر نفسه :261 .
5- الذخيرة : ٢٦٢
6- المغرب ٢ : ٤٠ والذخيرة : ٢٦٣ .
7- المغرب : ٤١.
8- الذخيرة: ٢٦٤ .
9- الذخيرة : ٢٦٣ .
10- المصدر نفسه : ٢٦٣