1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

جهور بن محمد بن جهور

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج1، ص:302-303

12/11/2022

1775

جهور بن محمد بن جهور

قال في " المطمح " (1) : الوزير الأجل جهور بن محمد بن جهور، [وبنو جهور] أهل بيت وزارة، واشتهروا كاشتهار ابن هبيرة في فزارة، وأبو الحزم أمجدهم في المكرمات، وأنجدهم في الملمات، ركب متون الفتون فراضها، ووقع في بحور المحن فخاضها، منبسط غير منكمش، واعترفت باستقلاله، فلما انقرضت وعاقت الفتن واعترضت، تحيز عن التدبير مدتها، وخلى لخلافه أعباء الخلافة وشدتها، وجعل يقبل مع أولئك الوزراء ويدبر، وينهل (2) الأمر معهم ويدبر، غير مظهر للانفراد (3) ، ولا متصرف (4) في ميدان ذلك الطراد، إلى أن بلغت الفتنة مداها، وسوغت ما شاءت رداها، وذهب من كان يخد (5) في

(302)

الرياسة ويخب، ويسعى في الفتنة ويدب، ولما ارتفع الوبال، وأدبر ذلك الإقبال، راسل أهل التقوى مستمدا بهم، ومعتمدا على بعضهم، تحيلا (6) منه وتمويها، وتداهيا على أهل الخلافة وذويها، وعرض عليهم تقديم المعتد هشام، وأومض منه لأهل قرطبة برق خلب (7) يشام، بعد سرعة التياثها، وتعجيل انتكاثها، فأنابوا إلى الإجابة، وأجابوا إلى استرعائه الوزارة والحجابة (8) ، وتوجهوا مع ذلك الإمام، وألموا بقرطبة أحسن إلمام، فدخلوها بعد فتن كثيرة، واضطرابات مستثيرة، والبلد مقفر، والجلد مسفر، فلم يبق غير يسير حتى جبذ (9) واضطرب أمره فخلع، واختطف من الملك وانتزع، وانتقضت (10) الدولة الأموية، وارتفعت الدولة العلوية، واستولى على قرطبة عند ذلك أبو الحزم، ودبرها (11) بالجد والعزم، وضبطها ضبطا أمن خائفها، ورفع طارق تلك الفتنة وطائفها، وخلا له الجو فطار، واقتضى (12) اللبانات والأوطار، فعادت له قرطبة إلى أكمل حالتها، وانجلى به نور جلالتها، ولم تزل به مشرقة، وغصون الآمال فيها مورقة، إلى أن توفي سنة 435 فانتقل الأمر إلى ابنه أبي الوليد، واشتمل منه على طارف وتليد، وكان لأبي الحزم أدب ووقار وحلم سارت بها الأمثال، وعدم فيها المثال، وقد أثبت من شعره ما هو لائق، وفي سماء الحسن رائق، وذلك قوله في تفضيل الورد (13) :

 (303)

الورد أحسن ما رأت عيني وأذ ... كى ما سقى ماء السحاب الجائد

خضعت نواوير الرياض لحسنه ... فتذللت تنقاد وهي شوارد

وإذا تبدى الورد (14) في أغصانه ... يزهو فذا ميت وهذا حاسد

وإذا أتى وفد الربيع مبشرا ... بطلوع وفدته فنعم الوافد

ليس المبشر باسمه ... خبر عليه من النبوة شاهد

وإذا تعرى الورد من أوراقه ... بقيت عوارفه فهن خوالد انتهى المقصود منه.

وكأنه عارض بهذه الأبيات في تفضيل الورد قول ابن الرومي في تفضيل النرجس عليه من قصيدة:

للنرجس الفضل المبين وإن أبى ... آب وحاد عن الحقيقة حائد وهي مشهورة.

ورد على ابن الرومي بعضهم بقوله:

يا من يشبه نرجسا بنواظر ... دعج تنبه إن فهمك فاسد إلخ وهي أيضا مشهورة.

 

 

 

 

__________

(1) انظر المطمح: 14.

(2) ك: ويدير.

(3) ط: إلى انفراد.

(4) المطمح: ولا مقصر.

(5) ط ج: يجد.

(6) في المطمح: تخييلا.

(7) المطمح: خلابة.

(8) دوزي: فأنابوا إلى دعائه، وأجابوا إلى استرعائه.

(9) ك: حيد؛ ط: جيد؛ ج: جهد.

(10) ك: وانقرضت.

(11) ك: ودبر أمرها.

(12) ك: وقضى.

(13) تابع المقري هنا خطأ الفتح في المطمح، وقد نبه ابن الأبار في الحلة (1: 250) على هذا الخطأ، قال: أنشد أبو نصر الفتح بن عبيد الله افشبيلي في كتاب " مطمح الأنفس ومسرح التأنس في محاسن أهل المغرب والأندلس " في تأليفه أكثر هذه الأبيات والتي قبلها، ونسبها لأبي الحزم جهور بن محمد بن جهور رئيس قرطبة المتخر غلطا منه ووهما لإخفاء به وإنما هي لجده جهور ابن عبيد الله [بن أبي عبدة الوزير]. قلت: انظر ترجمة جهور أبي الحزم ف الحلة 2: 30.

(14) في الأصول: الغصن.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي