x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

ترجمة ابن أبي عامر في المطمح

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج1، ص:403-406

16-6-2022

1620

 

ترجمة ابن أبي عامر في المطمح

وقال في المطمح في حق ابن أبي عامر (1) : إنه تمرس ببلاد الشرك أعظم تمرس، ومحا من طواغيتها كل تعجرف وتغطرس، وغادرهم صرعى البقاع، وتركهم أذل من وتد بقاع، ووالى على بلادهم الوقائع، وسدد إلى أكبادهم سهام الفجائع، وأعض بالحمام أرواحهم، ونغص بتلك الآلام بكورهم ورواحهم، ومن أوضح الأمور هنالك، وأفصح الأخبار في ذلك، أن أحد رسله كان كثير الانتياب، لذلك الجناب، فسار في بعض مسيراته إلى غرسية

(403)

صاحب البشكنس فوالى في إكرامه، وتناهى في بره واحترامه، فطالت مدته فلا متنزه إلا مر عليه متفرجا، ولا منزل إلا سار عليه معرجا، فحل في ذلك، أكثر الكنائس هنالك، فبينا هو يجول في ساحتها، ويجيل العين في مساحتها، إذ عرضت له امرأة قديمة الأسر، قويمة على طول الكسر، فكلمته، وعرفته بنفسها وأعلمته، وقالت له: أيرضى المنصور أن ينسى بتنعمه بوسها، ويتمتع بلبوس العافية وقد نضت لبوسها، وزعمت أن لها عدة سنين بتلك الكنيسة محبسة، وبكل ذل وصغار ملبسة، وناشدته الله في إنهاء قصتها، وإبراء غصتها، واستحلفته بأغلظ الأيمان، وأخذت عليه في ذلك أوكد مواثيق الرحمن، فلما وصل إلى المنصور عرفه بما يجب تعريفه به وإعلامه، وهو مصغ إليه حتى تم كلامه، فلما فرغ قال له المنصور: هل وقفت هناك على أمر أنكرته، أم لم تقف على غير ما ذكرته؟ فأعلمه بقصة المرأة وما خرجت عنه إليه، وبالمواثيق التي أخذت عليه، فعتبه ولامه، على أن لم يبدأ بها كلامه، ثم أخذ للجهاد من فوره، وعرض من من الأجناد في نجده وغوره، وأصبح غازيا على سرجه، مباهيا مروان يوم مرجه، حتى وافى ابن شانجة في جمعه، فأخذت مهابته ببصره وسمعه، فبادر بالكتاب إليه يتعرف ما الجلية، ويحلف له بأعظم ألية، أنه ما جنى ذنبا، ولا جفا عن مضجع الطاعة جنبا، فعنف أرساله وقال لهم: كان قد عاقدني أن لا يبقى ببلاده مأسورة ولا مأسور، ولو حملته في حواصلها النسور، وقد بلغني بعد بقاء فلانة المسلمة في تلك الكنيسة، ووالله لا أنتهي عن أرضه حتى أكتسحها، فأرسل إليه المرأة في اثنتين معها، وأقسم أنه ما أبصرهن ولا سمع بهن وأعلمه أن الكنيسة التي أشار بعلمها، قد بالغ في هدمها، تحقيقا لقوله، وتضرع إليه في الأخذ في بطوله، فاستحيا منه، وصرف الجيش عنه، وأوصل المرأة إلى نفسه، وألحف توحشها بأنسه، وغير من حالها، وعاد بسواكب نعماه على جدبها وإمحالها، وحملها إلى قومها، وكحلها بما كان شرد من نومها، انتهى.

(404)

وقال في المطمح أيضا في حقه ما نصه (2) : فرد نابه على من تقدمه،وصرفه واستخدمه، فإنه كان أمضاهم سنانا، وأذكاهم جنانا، وأتمهم جلالا، وأعظمهم استقلالا، فآل أمره إلى ما آل، وأوهم العقول بذلك المآل، فإنه كان آية الله في اتفاق سعده، وقربه من الملك بعد بعده، بهر برفعة القدر، واستظهر بالأناة وسعة الصدر، وتحرك فلاح نجم الهدو، وتملك فما خفق بأرضه لواء عدو، بعد خمول كابد منه غصصا وشرقا، وتعذر مأمول طارد فيه سهرا وأرقا، حتى أنجز له الموعود، وفر نحسه أمام تلك السعود، فقام بتدبير الخلافة، وأقعد من كان له فيها إنافة، وساس الأمور أحسن سياسة، وداس الخطوب بأخشن دياسة، فانتظمت له الممالك، واتضحت به المسالك، وانتشر الأمن في كل طريق، واستشعر اليمن كل فريق، وملك الأندلس بضعا وعشرين حجة، لم تدحض لسعادتها حجة، ولم تزخر لمكروه بها لجة، لبست فيه البهاء والإشراق، وتنفست عن مثل أنفاس العراق، وكانت أيامه أحمد أيام، وسهام بأسه أسد سهام، غزا الروم شاتيا وصائفا، ومضى فيما يروم زاجرا وعائفا، فما مر له غير سنيح، ولا فاز إلا بالمعلى لا بالمنيح، فأوغل في تلك الشعاب، وتغلغل حتى راع ليث الغاب، ومشى تحت ألويته صيد القبائل، واستجرت في ظلها بيض الظبا وسمر الذوابل، وهو يقتضي الأرواح بغير سوم، وينتضي الصفاح على كل روم، ويتلف من لا ينساق للخلافة وينقاد، ويخطف منهم كل كوكب وقاد، حتى استبد وانفرد، وأنس إليه من الطاعة ما نفر وشرد، وانتظمت له الأندلس بالعدوة، واجتمعت في ملكه اجتماع قريش بدار الندوة، ومع هذا لم يخلع اسم الحجابة، ولم يدع السمع لخليفته والإجابة، ظاهر يخالفه الباطن، واسم تنافره مواقع الحكم والمواطن، وأذل قبائل الأندلس بإجازة البرابر، وأخمل بهم أولئك الأعلام

 (405)

الأكابر، فإنه قاومهم بأضدادهم، واستكثر من أعدادهم، حتى تغلبوا على الجمهور، وسلبوا عنهم الظهور، ووثبوا عليهم الوثوب المشهور، الذي أعاد أكثر الأندلس قفرا يبابا، وملأها وحشا وذئابا، وأعراها من الأمان، برهة من الزمان، وعلى هذه الهيئة فهو وابنه المظفر كانا آخر سعد الأندلس، وحد السرور بها والتأنس، وغزواته فيها شائعة الأثر، رائعة كالسيف ذي الأثر، وحسبه وافر، ونسبه معافر، ولذا قال يفتخر رميت بنفسي ... الأبيات وزاد هنا بعد قوله " أبيض باتر " بيتا، وهو:

وإني لزجاء الجيوش إلى الوغى ... أسود تلاقيها أسود خوادر وكانت أمه تميمية، فحاز الشرف بطرفيه، والتحف بمطرفيه، ولذا قال القسطلي فيه (3) :

تلاقت عليه من تميم ويعرب ... شموس تلالا في العلا وبدور

من الحميريين الذين أكفهم ... سحائب تهمي بالندى وبحور وتصرف قبل ولايته في شتى الولايات، وجاء من التحدث بمنتهى أمره بآيات، حتى صح زجره، وجاء بصبحه فجره، تؤثر عنه في ذلك أخبار، فيها عجب واعتبار، وكان أديبا محسنا، وعالما متفننا، فمن ذلك قوله يمني نفسه بملك مصر والحجاز، ويستدعي صدور تلك الأعجاز (4) :

منع العين أن تذوق المناما ... حبها أن ترى الصفا والمقاما

لي ديون بالشرق عند أناس ... قد أحلوا بالمشعرين الحراما

إن قضوها نالوا الأماني، وإلا ... جعلوا دونها رقابا وهاما

 (406)

عن قريب ترى خيول هشام ... يبلغ النيل خطوها والشآما انتهى ما نقلته من المطمح.

 

__________

 (1) قد ذكر المقري المطمح الصغير؛ وهناك مطمح متوسط وآخر كبير؛ وترجمة ابن أبي عامر هذه غير موجودة في المطمح الذي بين أيدينا، وقد وردت في ان عذاري 2: 444.

(2) ابن عذاري2: 407 (273ط. ليدن).

(3) القسطلي أبو عمر ابن دراج؛ انظر ديوانه: 301.

(4) الحلة 1: 275، والبيان المغرب 2: 275 (ط. ليدن).

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+