1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : النبوة : صفات النبي :

النبي وصفاته والدليل على صدقه

المؤلف:  المحقق الحلي

المصدر:  المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية

الجزء والصفحة:  ص 153

3-08-2015

946

في النبوات وفيه... ﺛﻼﺛﺔ ﺑﺤﻮﺙ:

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ:

ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﻤﺨﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻐﻴﺮ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭ ﺑﻌﺮﻑ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻓﻴﻘﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺹ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﻻ ﻳﻘﻊ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ. ﻭﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺣﺴﻨﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﺷﺘﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﺧﻠﻮﻫﺎ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻨﺎ. ﻭﻳﺤﻜﻰ ﻋﻦ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻘﺒﺢ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ. ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺇﻥ ﺟﺎﺀ ﺑﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻛﺎﻑ، ﻭﺇﻥ ﺟﺎﺀ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﻢ ﻳﺠﺰ ﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﺇﻟﻴﻪ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺟﺎﺀ ﺑﺈﺑﺎﺣﺔ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ. ﻭﻟﻘﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﻻ ﺗﻔﺼﻴﻼ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻄﻔﺎ ﻓﻲ ﻭﺍﺟﺐ ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺟﺐ. ﺛﻢ ﻻ ﻧﻬﺘﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﺜﻼ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻣﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻄﻒ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺩﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻪ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺪﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻴﻨﻪ، ﻓﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺷﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺻﺮﻳﻦ. ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻮﺟﻪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﺮﺷﺪﺍ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺷﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ. ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻬﻮ ﺃﻡ ﻻ؟

ﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ، ﻭﺍﻷﺻﺢ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﺼﻤﺘﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ.

 ﻟﻨﺎ: ﻟﻮ ﺟﺎﺯ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﺠﺎﺯ ﺗﻄﺮﻗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﻷﻥ  ﺃﻳﻀﺎ. (1)

[ﺍﻟﺒﺤﺚ] ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ:

ﻭﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻋﺼﻤﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ، ﺃﻭ ﻳﻨﻔﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ، ﻓﺎﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ، ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻋﻴﺴﻰ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺳﻼﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻛﺎﻷﺑﻨﺔ، ﻭﺍﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﺮﻳﺢ، ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺬﺍﻡ ﻭﺍﻟﺒﺮﺹ. ﻭﺃﺟﺎﺯﻭﺍ ﺍﺗﺼﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ ﻭﺍﻟﺼﻤﻢ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻻ ﻏﻴﺮ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﻪ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻣﻊ ﺗﺠﻮﻳﺰ ﺫﻟﻚ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﺨﺒﺮﻩ، ﻓﻴﻨﺘﻘﺾ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺒﻌﺜﺔ. ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻋﻦ ﺗﻌﻤﺪ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﻮﻟﻪ:{لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124].(2) ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ... ﻣﺎ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻓﻤﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ، ﻷﻥ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﺍﻷﺩﻟﺔ. ﻭﻟﻨﺬﻛﺮ ﻃﺮﻓﺎ ﻣﻦ ﻣﺎ ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺎﺿﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻨﻪ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﻢ.

ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121].

ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻧﻮﺡ: {إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ } [هود: 45].

ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺠﻴﺒﺎ: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} [هود: 46].

ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: { وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ} [الشعراء: 86]...

ﻭﻗﻮﻟﻪ: {هَذَا رَبِّي} [الأنعام: 77] ﺗﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺠﻢ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ.

ﻭﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ} [الأعراف: 155].

 ﻭﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻋﻴﺴﻰ: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻜﻔﺮﻫﻢ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ.

ﻭﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﺤﻤﺪ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2].

{وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: 7].

{وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} [الشرح: 2].

ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻭﻛﻤﺎ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺟﺐ، ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺪﻭﺏ، ﻭﻣﻊﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ، ﻳﺠﺐ ﺗﻨﺰﻳﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ، ﻟﻴﺴﻠﻢ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ. ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻐﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺪ ﺍﻟﺮﺷﺪ، ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﻛﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ:

ﻭﻣﻦ ﻳﻠﻖ ﺧﻴﺮﺍ ﻳﺤﻤﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮﻩ * ﻭﻣﻦ ﻳﻐﻮ ﻻ ﻳﻌﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻲ ﻻﺋﻤﺎ ( ﺃﻱ ﻳﺨﺐ). ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻵﻳﺔ: ﻭﺧﺎﻟﻒ ﺁﺩﻡ ﺭﺑﻪ ﻓﺨﺎﺏ، ﻭﻟﻢ ﻳﻈﻔﺮ ﺑﻤﺮﺍﺩﻩ. (3)

 ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺼﺔ ﻧﻮﺡ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻓﻐﻴﺮ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻧﻪ ﻭﺻﻒ ﺍﺑﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﻑ، ﻭﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻋﺪﻩ ﺑﻨﺠﺎﺗﻬﻢ، ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻋﺪﻧﺎﻙ ﺑﻨﺠﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻗﺪ ﻳﺸﺘﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺒﻬﻪ .

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻷﺑﻴﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺠﻬﻞ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﻪ، ﺑﻞ ﻟﻤﻮﺍﻋﺪﺗﻪ ﺇﻳﺎﻩ، ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺮﺍﺀ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ، ﻷﻥ ﻻ ﻳﻈﻦ ﺑﻪ ﺍﻟﺨﻠﻒ، ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺣﺠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻴﻪ ﺃﺗﻢ.

ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺣﺠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻴﻪ ﺃﺗﻢ. ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻫﺬﺍ ﺭﺑﻲ) ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻔﺮﺍ ﺇﻻ ﻣﻊ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻟﺼﺤﺘﻪ، ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻼ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻄﻮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ، ﻭﻗﺪ ﻳﻘﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻟﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ، ﻛﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺭﺑﻲ ﻟﻤﺎ ﺃﻓﻞ، ﻓﻔﺮﺽ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺎﻟﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﺽ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﻄﺮ. (4)

 ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻓﺎﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﻭﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ، ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40] ﻭﻗﻮﻟﻪ: {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} [طه: 131] ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ.

ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺼﺔ ﻋﻴﺴﻰ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﻭﺟﻮﺏ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻘﻂ ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻓﺠﺎﺋﺰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻴﺴﻰ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺟﻮﺯ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻛﻤﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﻔﺴﻖ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻗﺎﺩﺣﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺘﻪ.

ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺼﺔ ﻣﺤﻤﺪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻣﺼﺪﺭ، ﻓﻜﻤﺎ ﺗﺼﺢ ﺇﺿﺎﻓﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺗﺼﺢ ﺇﺿﺎﻓﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ، ﻛﻤﺎ ﻳﻀﺎﻑ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺎﺭﺏ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺏ. ﻓﺎﻟﺬﻧﺐ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺘﺢ، ﻓﺈﻥ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺇﺳﻼﻣﻬﻢ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺬﻧﺐ، ﻭﺃﺿﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻷﻧﻪ ﻭﻗﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺠﺎﺋﺰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺧﺒﺎﺭﺍ ﻋﻦ ﺿﻼﻟﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﻜﻰ ﻭﻗﻮﻉ ﺫﻟﻚ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻴﻘﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﻤﻜﻦ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺣﺴﻦ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻤﻜﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻋﻦ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ، ﺃﻭ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ، ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺯﺭ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻴﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻟﻔﺘﺢ ﻣﻜﺔ، ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻨﺪﻫﺎ، ﻭﺍﻟﻮﺯﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﻘﻞ. ﻳﺸﻬﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ:

ﻓﺄﻋﺪﺩﺕ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﺎ * ﺭﻣﺎﺣﺎ ﻃﻮﺍﻻ ﻭﺧﻴﻼ ﺫﻛﻮﺭﺍ

 ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﻣﺼﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ، ﻭﻋﺪﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ.

ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﻳﺼﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﻟﺪﻻﻟﺔ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ. ﻭﻧﺰﻳﺪﻩ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﺃﻭ ﻻ ﻳﺠﺐ، ﻭﻫﻮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ : ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮﺍﻥ :

 ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﺃﻭ ﻧﺺ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﻝ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ، ﺩﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮﺓ ﻣﻦ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻜﺎﻥ ﻧﺒﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﺠﺰ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﺮﻕ.

ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻤﻌﺠﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻋﺎﺟﺰﺍ، ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ  ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ، ﺃﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻟﺰﻡ ﺃﺣﺪ ﺃﻣﺮﻳﻦ: ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺃﻭ ﺍﻹﻳﻬﺎﻡ، ﻭﺍﻟﻘﺴﻤﺎﻥ ﺑﺎﻃﻼﻥ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﻓﻸﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻏﺮﺽ، ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺒﺚ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻏﺮﺽ ﻓﺈﻣﺎ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻻ ﺩﻻﻟﺔ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﻳﻬﺎﻡ  ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻳﺠﺮﻱ ﻣﺠﺮﻯ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﺻﺪﻗﺖ، ﺇﺫ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺩﻋﻰ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻣﺜﻼ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﻋﻘﻴﺐ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺮ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺑﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺭﻳﺎ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﺮﺩﻩ ﻟﺰﻡ ﺍﻹﻳﻬﺎﻡ...

ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺼﺪﻕ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻓﺎﻟﻤﻌﺠﺰ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ [أي مشاهدة الناس للمعجزة] ﻓﻼ ﺑﺤﺚ، ﻭﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮ ﻻ ﻏﻴﺮ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻟﻠﻤﺤﻘﻖ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ: ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻻﺷﺘﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻛﻤﻌﺎﺿﺪﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻻﻳﺪﻝ، ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ، ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺴﻦ، ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ، ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﺭ، ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻭﺗﻜﻤﻴﻞ ﺃﺷﺨﺎﺻﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ، ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ، ﻓﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻟﻠﻤﻜﻠﻒ.

(2) ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ: ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ [ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻵﻳﺔ] ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻣﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺻﺪﺭ ﻋﻨﻪ ﻇﻠﻢ ﻣﺎ، ﻣﻦ ﺷﺮﻙ ﺃﻭ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﺮﻫﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺛﻢ ﺗﺎﺏ ﻭﺻﻠﺢ.

(3) ﻓﻲ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ: ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺑﺎﻟﻨﺪﺏ ﻣﻌﺎ... ﻓﺄﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: (ﻓﻐﻮﻯ) ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﺏ... ﺹ 10 ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ.

(4) ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻔﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﺹ 18: ﻭﺍﻷﺻﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﺬﻡ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺑﻞ ﺫﻛﺮﻩ ﺑﺎﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ...