اهتمام النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) بزواج الزهراء ( عليها السّلام )
المؤلف:
المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
المصدر:
أعلام الهداية
الجزء والصفحة:
ج 1، ص136-138
30-3-2022
2381
حلّت الزهراء من قلب النبي المصطفى ( صلّى اللّه عليه واله ) المنزلة الرفيعة إذ كان يجد فيها السلوة والعزاء ، والصورة الطيبة التي تركتها خديجة ( عليها السّلام ) ، والذرية الطاهرة .
وشاركت الزهراء ( عليها السّلام ) النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) هموم الرسالة وعملت كثيرا للتخفيف عنه حتى قال عنها : « إنها أم أبيها » .
وحين بلغت الزهراء ( عليها السّلام ) في بيت النبوة مبلغ النساء وقد نهلت من معين النبوة وسلسبيل الرسالة خطبها أكابر قريش من أهل الفضل والسابقة في الإسلام والشرف والمال إلى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو يردّهم بحكمة ردّا جميلا بقوله : إني انتظر فيها القضاء أو يقول : أنتظر أمر السماء[1].
وفرح النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) بتقدم عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) لخطبة فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) وقال له : أبشرك يا عليّ فإن اللّه عزّ وجلّ قد زوجكها في السماء من قبل أن أزوجكها في الأرض ، وقد هبط عليّ من قبل أن تأتيني ملك من السماء فقال : يا محمد إن اللّه - عزّ وجلّ - اطّلع إلى الأرض إطلاعة فاختارك من خلقه فبعثك برسالته ، ثم اطّلع إلى الأرض ثانية فاختار لك منها أخا ووزيرا وصاحبا وختنا فزوّجه ابنتك فاطمة ( عليها السّلام ) ، وقد احتفلت بذلك ملائكة السماء . يا محمد إن اللّه - عزّ وجلّ - أمرني أن آمرك أن تزوّج عليا في الأرض فاطمة ، وتبشرهما بغلامين زكيين نجيبين طاهرين خيّرين فاضلين في الدنيا والآخرة[2].
وأمام جمع من المهاجرين والأنصار أجرى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عقد الزواج لقاء مهر يسير ليجعله سنّة تقتدي به الأمة . وحين وضع أثاث بيت الزهراء ( عليها السّلام ) بين يدي الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وكان أكثر أوعيته من الخزف دمعت عيناه وهو يقول :
اللهم بارك لأهل بيت جلّ آنيتهم من الخزف[3] وأبدى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) اهتماما بالغا في زواج ابنته الزهراء ( عليها السّلام ) في كل تفاصيله ، وقد تجلت ناحية من نواحي اهتمامه ( صلّى اللّه عليه واله ) بذلك في دعائه للزوجين يوم الزفاف إذ قال : « اللهم اجمع شملهما وألّف بين قلبيهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنّة النعيم وارزقهما ذرية طاهرة طيّبة مباركة واجعل في ذريتهما البركة واجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك ويأمرون بما رضيت » .
وقال ( صلّى اللّه عليه واله ) أيضا : « يا ربّ إنك لم تبعث نبيا إلّا وقد جعلت له عترة اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة » ثم قال : « طهّركما اللّه وطهّر نسلكما ، أنا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما »[4].
[1] حياة النبي وسيرته : 1 / 309 ، نقلا عن المنتقى للكازروني اليماني .
[2] كشف الغمة : 1 / 356 - 358 .
[3] كشف الغمة : 1 / 359 .
[4] كشف الغمة : 1 / 362 ، مناقب آل أبي طالب : 3 / 355 .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة