x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

تاريخ الامريكتين

التاريخ : التاريخ الاسلامي : السيرة النبوية : سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام :

نتائج حرب بدر وما يتعلق بها

المؤلف:  السيد جعفر مرتضى العاملي.

المصدر:  الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله

الجزء والصفحة:  ج 5، ص 323- 334

14-6-2021

2090

نتائج الحرب :

وقتل في بدر سبعون ، وأسر مثلهم.

وقيل : قتل خمسة وأربعون ، وأسر مثلهم.

ولعل منشأ هذا القول الأخير هو تسمية البعض لهذا المقدار من القتلى ، أو أكثر ؛ فتخيلوا : أن ذلك هو العدد النهائي ، ولكن ذلك لا يدل إلا على أن من عرفه ذلك الناقل هو هؤلاء ، لا على أن هؤلاء هم كل من قتل من المشركين.

واستشهد من المسلمين ، قيل تسعة ، وقيل أحد عشر ، وقيل : أربعة عشر ، ستة من المهاجرين ، وثمانية من الأنصار.

ولم يؤسر من المسلمين أحد ، وغنموا من المشركين مئة وخمسين بعيرا ، وعشرة أفراس ، وعند ابن الأثير ثلاثين فرسا ، ومتاعا ، وسلاحا ، وأنطاعا ، وثيابا ، وأدما كثيرا (١).

 

بطولات علي عليه السّلام :

وأكثر قتلى المشركين قتلوا على أيدي المهاجرين ، وبالتحديد على يد أهل بيت النبي «صلى الله عليه وآله» ، وبالذات على يد علي «عليه السلام».

وقد سماه الكفار يوم بدر ب «الموت الأحمر» لعظم بلائه ونكايته (2) وكيف لا ونحن نرى الشعبي يقول : «كان علي أشجع الناس ، تقر له بذلك العرب» (3).

وقد تقدم في الفصل السابق تحت عنوان : المبارزة ، قول بعض بني عامر في جواب حسان ، وقول هند في رثاء قتلاها.

وقال أسيد بن أبي إياس يحرض مشركي قريش على علي «عليه السلام» :

في كل مجمع غاية أخزاكم      

جذع أبر على المذاكي القرح

الله دركم ألمّا تنكروا    

قد ينكر الحر الكريم ويستحي

هذا ابن فاطمة الذي أفناكم      

ذبحا وقتلا قعصة لم يذبح

أعطوه خرجا واتقوا تضريبه   

فعل الذليل وبيعة لم تربح

أين الكهول وأين كل دعامة     

في المعضلات وأين زين الأبطح

أفناهم قعصا وضربا يفتري      

بالسيف يعمل حده لم يصفح (4)

وقال عبد الله بن رواحة :

ليهن عليا يوم بدر حضوره     

ومشهده بالخير ضربا مرعبلا

وكائن له من مشهد غير خامل

يظل له رأس الكمي مجدلا (5)

إلى آخر الأبيات.

ولماذا لا يسمى «عليه السلام» بالموت الأحمر؟ وهو الذي تقول في حقه بعض الروايات : إن جبرائيل قد نادى بين السماء والأرض في بدر :

لا فتى إلا علي *** لا سيف إلا ذو الفقار

ويقال : إن هذه المناداة كانت في أحد. وستأتي مع بعض الكلام حولها إن شاء الله.

وقد قتل «عليه السلام» من المشركين في بدر نصف السبعين ، وشارك في قتل النصف الآخر (6).

وقد عد الشيخ المفيد ستة وثلاثين بأسمائهم ممن قتلهم علي «عليه السلام» (7).

وقال ابن إسحاق : أكثر قتلى المشركين يوم بدر كان لعلي (8).

وقال الطبرسي ، والقمي : إنه قتل منهم سبعة وعشرين (9).

وقال أسامة بن منقذ : قتل أربعة وعشرين سوى من شارك فيهم (10).

وقال الشبلنجي : قال بعضهم : «إن أهل الغزوات أجمعت على أن جملة من قتل يوم بدر سبعون رجلا ، قتل علي منهم أحدا وعشرين نسمة باتفاق الناقلين ، وأربعة شاركه فيهم غيره ، وثمانية مختلف فيهم» (11).

وعد الواقدي اثنين وعشرين ؛ ثمانية عشر منهم قتلهم علي ، وأربعة مختلف فيهم (12).

وعد المعتزلي ، وابن هشام (مع التلفيق بينهما) تسعة وعشرين قتلهم علي ، أو شرك في قتلهم من أصل اثنين وخمسين (13).

وهذا الاختلاف ليس ذا أهمية ، فإن من يذكر هؤلاء أسماءهم إنما هم في حدود الخمسين ، أو أقل ، أو أكثر بقليل (14).

فنجد عليا قد قتل من هؤلاء نصفهم أو أزيد. ولو أنهم اهتدوا إلى أسماء الباقين ، لارتقى عدد من قتلهم علي «عليه السلام» إلى نصف السبعين ، أو زاد ، عدا من شرك في قتلهم.

نعم هذه هي الحقيقة ، ولكن المؤرخين ، الذين جاؤوا بعد هؤلاء قد ذكروا من عدهم هؤلاء في ضمن الخمسين ، واعتبروهم جميع من قتل ، مع أنهم بعض من قتل.

ويلاحظ : أن البعض يعرف ممن قتلهم علي «عليه السلام» أشخاصا ، لا يعرفهم البعض الآخر ، وبالعكس. وذلك أيضا يؤيد صحة ما ذكرناه وذكره الشيخ المفيد وغيره ويؤكده.

وعلى كل حال ، فقد كان ممن قتلهم أمير المؤمنين «عليه السلام» في بدر : طعيمة بن عدي ، وأبو حذيفة بن أبي سفيان ، والعاص بن سعيد بن العاص ، الذي أحجم الناس عنه ، ونوفل بن خويلد ، وكان من شياطين قريش ، والعاص بن هشام بن المغيرة (15).

 

رواية مكذوبة :

وزعم البعض أن عمر بن الخطاب هو الذي قتل العاص بن هشام بن المغيرة (16).

ويروون : أن عمر قد قال لسعيد بن العاص : إنه ما قتل أباه ، وإنما قتل خاله العاص بن هشام بن المغيرة (17).

وهو كلام مشكوك فيه : فإن العاص هذا ليس خالا لعمر ؛ لأن حنتمة لم تكن بنت هشام بن المغيرة ، وإنما هي بنت هاشم بن المغيرة ، وقد غلط العلماء من قال : إنها بنت هشام (18).

وقال ابن حزم : إن هاشما لم يعقب سوى حنتمة (19).

وقال ابن قتيبة : «وأم عمر بن الخطاب حنتمة بنت هاشم بن المغيرة ، ابنة عم أبيه» (20).

بل لقد قيل : إن حنتمة هي بنت سعيد بن المغيرة (21).

واحتمال البعض أن يكون أراد : أنه قتل هذا الذي من قبيلة أمه ، ويعد الناس كل أفراد قبيلة الأم أخوالا ، كما قال الشاعر :

ولو أني بليت بهاشمي *** خؤولته بني عبد المدان

هذا الاحتمال خلاف الظاهر المتبادر من كلمة «خالي» فإن إطلاق كلمة أخوال على القبيلة لا يلزم منه صحة أن يقول الشخص : فلان خالي ، وهو ليس بخاله حقيقة ، فيصح قولهم : بنو مخزوم أخوالنا ، ولا يصح أن يقال : فلان المخزومي خالي ، لأن هذا الثاني ينصرف إلى الخؤولة الحقيقية.

بل لقد أنكر البعض أن تكون حنتمة مخزومية أصلا ، وقالوا : إن هاشما وجدها مرمية في الطريق ، فأخذها ، ورباها ، ثم زوجها الخطاب ، وإنما نسبت إلى هاشم بالتبني والتربية ، كما هي عادة العرب (22).

 

ما هو الصحيح إذا؟!

ولعل الأقرب إلى الاعتبار ، والمنسجم مع الوقائع ، والأجواء السياسية ، والأحداث ، هو الرواية التي ذكرها المعتزلي ، والشيخ المفيد ، وملخصها :

أن عثمان بن عفان ، وسعيد بن العاص ، حضرا عند عمر أيام خلافته ؛ فصار عثمان إلى مجلسه الذي يشتهيه ، ومال سعيد إلى ناحية ، فنظر إليه عمر وقال : ما لي أراك معرضا؟

 

كأني قتلت أباك؟

إني لم أقتله ، ولكن قتله أبو حسن.

وفي رواية المفيد ، أنه قال : فلما رأيت ذلك (يعني هياجه للحرب) هبته ، وزغت عنه ، فقال : إلى أين يا ابن الخطاب؟ وصمد له علي فتناوله ، فو الله ما فارقت مكاني حتى قتله.

وكان علي «عليه السلام» حاضرا ، فقال : اللهم غفرا ، ذهب الشرك بما فيه ، ومحا الإسلام ما تقدم ؛ فما لك تهيج الناس علي؟!

 

فكف عمر.

فقال سعيد : أما إنه ما كان يسرني أن يكون قاتل أبي غير ابن عمه علي بن أبي طالب (23).

فهذه الرواية التي تتضمن نجاة عمر على يد علي «عليه السلام» ، ليس فيها : أنه قتل خاله العاص بن هشام ، والذي لم يكن خالا له ـ كما قلنا ـ أو على الأقل يشك كثيرا في هذه الخؤولة.

وفي هذه الرواية دلالات أخرى لا تخفى ، ولا سيما في كلام علي «عليه السلام» وسعيد ، فليتأمل المتأمل في ذلك.

 

إشارة :

ويلاحظ : أن حرب بدر وأحد وغيرهما قد أثرت في قلوب القرشيين أثرا بعيدا حتى «قيل : كانت قريش وإذا رأت أمير المؤمنين في كتيبة تواصت خوفا منه.

ونظر إليه رجل ، وقد شق العسكر ، فقال : قد علمت أن ملك الموت في الجانب الذي فيه علي» (24).

 

قتلى المشركين في القليب :

وأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالقليب أن تعور ، ثم أمر بالقتلى ، فطرحوا فيها. ثم نادى أهل القليب رجلا رجلا : هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؛ فإني قد وجدت ما وعد ربي حقا ، بئس القوم كنتم لنبيكم ، كذبتموني ، وصدقني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس ، وقاتلتموني ونصرني الناس.

فقال عمر : يا رسول الله ، أتنادي قوما قد ماتوا؟

فقال «صلى الله عليه وآله» : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني (25).

وقد أنكرت عائشة قول النبي «صلى الله عليه وآله» : لقد سمعوا ما قلت.

وقالت : إنما قال : لقد علموا ، واحتجت لذلك بقوله تعالى : (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) الآية.

وبقوله تعالى : (وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ)(26).

في البخاري عن قتادة : إن الله رد إليهم أرواحهم فسمعوا ؛ وبهذا أجاب البيهقي (27).

ونقول : إنه لو ثبت ما ذكره قتادة وصح ؛ فلا مانع من أن يكون معجزة لسيد المرسلين محمد «صلى الله عليه وآله الطاهرين».

وأجاب الحلبي : بأنه لا مانع من إبقاء السمع على حقيقته ، لأنه إذا قوي تعلق أرواحهم بأجسادهم أمكنهم أن يسمعوا بحاسة سمعهم ، لبقاء محل تلك الحاسة.

والسماع المنفي في الآيتين هو السماع النافع ، وقد أشار السيوطي إلى ذلك فقال :

سماع موتى كلام الله قاطبة *** جاءت به عندنا الآثار في الكتب

وآية النفي معناها سماع هدى *** لا يقبلون ولا يصغون للأدب

لأنه تعالى شبه الكفار الأحياء بالأموات في القبور في عدم انتفاعهم بالإسلام النافع (28).

 

مهجع سيد الشهداء :

ويقولون : إن مهجعا (مولى لعمر) هو أول من خرج بعد أن اصطفت الصفوف ، فقتل ، فنقل بعض المشايخ : أنه أول من يدعى من شهداء هذه الأمة ، وأن النبي «صلى الله عليه وآله» قال يومئذ : مهجع سيد الشهداء (29).

ولكن ذلك مشكوك فيه ، إذ :

١ ـ لماذا كان مهجع أول من يدعى من شهداء هذه الأمة ، ولماذا لا يكون ياسر والد عمار أو أمه سمية أول من يدعى من شهداء هذه الأمة؟! وهما أول من استشهد ، وكان ذلك قبل بدر بسنوات عديدة.

ولما ذا لا يكون عبيدة بن الحارث ، الذي قتل في نفس واقعة بدر قبل مهجع ، هو أول من يدعى منهم؟!.

٢ ـ قولهم : إنه أول من خرج بعد أن اصطفت الصفوف ، لا يمكن قبوله. فإن أول من خرج من المسلمين هم : علي ، وحمزة ، وعبيدة بن الحارث بن المطلب.

٣ ـ وكيف يمكن الجمع بين كون مهجع هو سيد الشهداء ، وبين روايتهم : أن حمزة هو سيد الشهداء (30) كما سيأتي في غزوة أحد إن شاء الله؟.

ويقولون أيضا : إن عليا «عليه السلام» قد ذكر ذلك في شعره ، فقال :

محمد النبي أخي وصهري *** وحمزة سيد الشهداء عمي (31)

وقال «عليه السلام» : «ومنا سيد الشهداء حمزة» (32).

٤ ـ وكيف يجتمع قولهم : بأن أول قتيل من المسلمين هو مهجع ، مع قولهم : إن أول قتيل من المسلمين هو عمير بن الحمام؟! (33).

وحاول الحلبي الجمع : بأن عميرا أول قتيل من الأنصار ، وذاك أول قتيل من المهاجرين.

ثم أجاب عن هذا : بأن أول قتيل من الأنصار هو حارثة بن قيس.

ثم رده بأن حارثة كان أول قتيل بسهم لم يدر راميه (34).

ولكن من الواضح : أن ذلك ليس إلا تلاعبا بالألفاظ ، فإنه إذا قيل : فلان أول قتيل من المسلمين ، أو في بدر مثلا ، لا ينظر في ذلك إلى آلة قتله ، أو إلى بلده ، أو نسبه. وإلا لقال : أول قتيل من المهاجرين مثلا ، أو من الأنصار ، أو بسهم ، أو نحو ذلك ، فإن هذا هو الأنسب والأوفق بمراده.

ولو صح كلام الحلبي ؛ فيرد سؤال ، وهو : لماذا يطلق على مهجع دون غيره ـ مثل عمير بن الحمام أو عبيدة ، أو حارثة بن قيس ـ لقب سيد الشهداء؟!

وما هو وجه اختصاصه بهذا اللقب دون هؤلاء؟!

فهل لأنه كان قد عانى في سبيل الله ما لم يعان غيره؟!

أم لأنه كان يمتاز عنهم بفضائل أخلاقية ونفسانية؟!

أم لأنه كان مولى لعمر بن الخطاب؟!

وقد كان لا بد من أن تكون له فضيلة لم ينلها إلا سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب والحسين بن علي «عليه السلام»؟!

لا ندري ولعل الفطن الذكي يدري!!

 

ذو الشمالين :

واستشهد في بدر ذو الشمالين (سمي بذلك لأنه كان يعمل بيديه جميعا) واسمه عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن غبشان (35). وتذكر هنا قضية سهو النبي «صلى الله عليه وآله» ، واعتراض ذي الشمالين عليه.

وحيث إن الكلام فيها يطول ، فنحن نرجئ الكلام عنها إلى فصل : «بحوث ليست غريبة عن السيرة» فإلى هناك.

__________________

(١) مغازي الواقدي ج ١ ص ١٠٢ و ١٠٣ ، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ١١٨ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٨٣.

(2) المناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ٦٨.

(3) نور القبس ص ٢٤٩.

(4) أسد الغابة ج ٤ ص ٢٠ و ٢١ ، وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ دمشق ، بتحقيق المحمودي ج ١ ص ١٥ ، وإرشاد المفيد ص ٤٧ ، والمناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ١٢١ ، والبحار ج ١٩ ص ٢٨٢ ، وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ١٨٨ ، وتيسير المطالب ص ٥٠. والجذع : الأسد. والمذاكي : الخيل بعد مضي خمس سنين من عمرها ، وضربه فأقعصه : أي قتله مكانه. ولم يصفح : أي لم يضرب بصفح السيف.

(5) المناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ٢٠ ، والبحار ج ١٩ ص ٢٩٢ ، والمرعبل : المقطع.

(6) راجع : نهج الحق الموجود في ضمن دلائل الصدق ج ٢ ص ٣٥٣. ولم يعترض عليه ابن روزبهان بشيء.

(7) الإرشاد ص ٤٣ و ٤٤ ، والبحار ج ١٩ ص ٢٧٧ و ٣١٦ عنه ، وإعلام الورى ص ٧٧.

(8) المناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ١٢٠ ، والبحار ج ١٩ ص ٢٩١.

(9) راجع : تفسير القمي ج ١ ص ٢٧١ ، والبحار ج ١٩ ص ٢٤٠ عن مجمع البيان.

(10) لباب الآداب ص ١٧٣.

(11) نور الأبصار ص ٨٦.

(12) مغازي الواقدي ج ١ ص ١٤٧ ـ ١٥٢.

(13) راجع : سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣٦٥ ـ ٣٧٢ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٢٠٨ ـ ٢١٢.

(14) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٢١٢ ، وابن هشام والواقدي وغيرهم.

(15) المنمق ص ٤٥٦ ، والأغاني ط ساسي ج ٣ ص ١٠٠.

(16) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣٦٨ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٤٥ ، وراجع نسب قريش لمصعب ص ٣٠١.

(17) مغازي الواقدي ج ١ ص ٩٢ ، وسيرة ابن هشام ج ٢ ص ٢٨٩ ، ونسب قريش لمصعب ص ١٧٦ ، والبداية والنهاية ج ٣ ص ٢٩٠ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٨١ ، وحياة الصحابة ج ٢ ص ٣٣٣ ، والإصابة ، والإستيعاب.

(18) تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص ١٩.

(19) جمهرة أنساب العرب ص ١٤٤.

(20) الشعر والشعراء ص ٣٤٨.

(21) تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص ٢٠.

(22) دلائل الصدق ج ٣ قسم ١ ص ٥٦.

(23) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ١٤٤ و ١٤٥ ، والإرشاد ص ٤٦.

(24) محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني ج ٢ ص ١٣٨.

(25) راجع : فتح الباري ج ٧ ص ٢٣٤ و ٢٣٥ ، وصحيح البخاري هامش الفتح نفس الموضع ، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٢٩ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٨٦ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٨٢ ، وحياة الصحابة ج ٢ ص ٣٣٣ و ٣٣٤.

(26) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٨٢ ، وليراجع : مسند أحمد ج ٢ ص ٣١ و ٣٨ ، وغير ذلك.

(27) راجع : البخاري باب غزوة بدر ، وليراجع : كلام المعتزلي في شرح النهج ج ١٤ ص ٢٧٩.

(28) راجع السيرة الحلبية ج ٢ ص ٨٢.

(29) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٦١ ، وراجع : المصنف ج ٥ ص ٣٥١.

(30) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٧٣ ، ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٩٥ و ١٩٩ ، وتلخيص الذهبي (مطبوع بهامش المستدرك) ، ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٢٦٨ ، وحياة الصحابة ج ١ ص ٥٧١ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ١٦٤ و ١٦٥.

(31) روضة الواعظين ص ٨٧ ، والصراط المستقيم للبياضي ج ١ ص ٢٧٧ ، وكنز الفوائد ج ١ ص ٢٦٦ ، والغدير ج ٦ ص ٢٥ ـ ٣٣ عن مصادر كثيرة جدا.

(32) الإستيعاب هامش الإصابة ج ١ ص ٢٧٣ ، والإصابة ج ١ ص ٣٥٤ ، وراجع : البحار ج ٤٤ ص ١٤٠ ، والمسترشد ص ٥٧.

(33) الإصابة ج ٣ ص ٣١ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٦١.

(34) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٦١.

(35) راجع : سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣٣٧ ، والطبري في ذيل تاريخه ص ١٥٧ ، والإستيعاب هامش الإصابة ج ١ ص ٤٩١ ، ونسب قريش لمصعب الزبيري ص ٣٩٤ ، والإصابة ج ١ ص ٤٨٦ ، وطبقات ابن سعد ج ٣ ص ١١٩.