x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

العبقرية والاكتئاب

المؤلف:  د. اكرم احمد ادريس

المصدر:  الاكتئاب ؛ قصة الصراع بين اليأس والأمل

الجزء والصفحة:  ص66ـ70

24-2-2021

2878

منذ زمن طويل والفلاسفة والمفكرون يربطون بين العبقرية والإبداع حينا والاكتئاب ، بل والجنون احياناً ، فمثلا قال بيرتون عام 1621 : كل الشعراء مجانين ، بينما اعتبر لامارتين العبقرية على ما فيها من الابداع والجمال ، ضرباً من المرض ، ولعل هذه الافكار التي اصر عليها كثير من الفلاسفة والمحللين النفسيين هي امتداد للفكرة الاغريقية عن الفنان أو الشاعر بانهما في اثناء الفن يكونان في حالة من التلبس الشيطاني والجنون ، اما فرنسيس جالتون فقد انكر ذلك ، واعتبر ان هناك علاقة بين العبقرية والوراثة ، وهذا ما يفسر انتشار العبقرية عند بعض الاسر اكثر من غيرها فقال :

(ان لمروزو وأنصاره يثيرون السخرية بسبب تورطهم في الربط بين العبقرية والجنون على نحو حتمي).

ولكنه لم ينكر امكانية ان يتعرض اولئك العباقرة للاضطرابات النفسية.

اما سلفاتو آرييتي فله رأي آخر حيث يقول :

(إن الاضطراب الوجداني (لم يقل الجنون أو الاكتئاب) يشيع بالفعل بين المبدعين والعباقرة ، ولكن احيانا الاضطراب النفسي يعوق الابداع الفني والعلمي ، وعليه فالمبدع يكون في احسن حالاته وافضل انتاجه في الفترات التي تخف فيها التوترات ، وعندها يكون في افضل حالاته الصحية ، بدنيا ونفسياً).

اما الدراسة الحقيقية التي سعت لدراسة العلاقة بين العبقرية والاكتئاب فهي دراسة اجراها (بوست) على 291 من المشاهير والعباقرة في مجال السياسة والأدب والابداع الفكري والفني والعلمي والمسرحي.. (وكان معظم اولئك المبدعين قد عاش في النصف الثاني من القرن التاسع عشر).. فقد دقق في دراسة سِيَر أولئك المبدعين بعد فترة قصيرة من وفاتهم دراسة وافية ومنفصلة لكل واحد من أولئك المبدعين من الناحية الأسرية والصحية والنفسية والابداعية..

فقد تبين له ان القلق هو أكثر شيوعاً بين القادة السياسيين (ربما بسبب الضغوط النفسية التي تفرضها طبيعة العمل).. أما عن الاكتئاب فقد اشارت احصائياته الى ان الاكتئاب يشيع بين 70% من الكتاب والروائيين، و42% من الفنانين، و41% من القادة السياسيين ، و36% من المفكرين، و34% من العلماء.. ولكن فترات الاكتئاب في حياة هؤلاء المبدعين كانت متكررة ومترددة وقصيرة المدّة ولم تتجاوز (2-4) أسابيع.

اما حالات الفصام والذهان فكانت قليلة للغاية ، ولم يحدث الانتحار الا في خمس حالات من 291 حالة، وهؤلاء الخمسة هم :

ـ فان كوخ : الرسام الهولندي والعبقري الشهير الذي عاش بين عامي 1853- 1890م، فقد كان يتأرجح بين الابتهاج والمرح والحماس وحالة البؤس العميق والياس القاتل.. وقد ادخل فترة الى احد المصحات، وعشية عيد الميلاد عام 1888 قطع جزءا من اذنه اليسرى، ثم انتحر باطلاق النار على نفسه في تموز عام 1890م.

ـ تشايكوفسكي : الموسيقي الشهير صاحب (بحيرة البجع) الشهيرة، تبين انه لم يمت بالكوليرا كما اشيع، انما تبين انه تعاطى جرعة من السم اثر نوبة اكتئاب حادة، فمات على اثرها.

ـ بولتزمان : تبين انه مصاب بالمتلازمة الهوسية الاكتئابية او الاضطراب ثنائي القطب.. وفي الفترة الهوسية كان مبدعا معمليا ، ثم ينهار على نفسه بعد ذلك في النوبة الاكتئابية حتى انتحر.

ـ آرنست هيمنغواي : الروائي الشهير صاحب رواية (الشيخ والبحر) و (الفردوس المفقود) الشهيرتين، فقد عانى نوبات متكررة من الاكتئاب والادمان الكحولي، ولم يخضع للعلاج الدوائي، فعولج اخيرا بالجلسات الكهربائية في عيادة (May – clinic) الشهيرة، واخيرا انتحر عام 1956م حين اطلق النار على رأسه.

ـ وقد بين بوست ان نسبة الانتحار بين العباقرة والمشاهير حوالي 1,6% فقط ، وهي نسبة اقل من نسبة الانتحار بين الناس العاديين المصابين بالاكتئاب الذي تبلغ نسبة الانتحار بينهم 1,88 – 2,7% مما يجعل نسيبة الانتحار بين العباقرة اقل مما يتصوره كثير من الباحثين.

هذا ويتميز المبدعون من الناس العاديين بانهم رغم اصابة الكثير منهم بالاكتئاب فانهم جديون مثابرون وصابرون على ما اصابهم.. وقد استمروا بالنشاط والابداع رغم ان الاكتئاب كبل غيرهم من الناس العاديين ، واوشك ان يدمر حياتهم...

فالمكتئبون بشكل عام اصحاب ضمير حيّ حسّاس ، ووجدان مفعم بالإنسانية والحب للمجتمع، وكما قلنا فهل يصيب الاكتئاب الا اصحاب المثابرة والضمائر الحساسة من الناس.

والعباقرة والمبدعون لم تكن حالتهم عادية على كل حال ، ولكنها قلما ترقى الى مستوى الامراض العقلية والهذيان كما يظن البعض ، فالمبدعون يبدو أن شخصياتهم كانت من طبيعة خاصة تحمل نفورا وابتعادا عن الانماط والتقليدية ، ولكن دون ان يتمثل فيها جوانب الاضطراب العقلي والمرض والجنون. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+