x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
تجرد النفس و بقائها
المؤلف: محمد مهدي النراقي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج1، ص : 37-40
25-2-2019
2818
لا ريب في تجرد النفس و بقائها بعد مفارقتها عن البدن , أما الأول (و المراد به عدم كونها جسما و جسمانية) فيدل عليه وجوه : (منها) أن كل جسم لا يقبل صورا و أشكالا كثيرة لزوال كل صورة أو شكل فيه بطريان مثله ، و النفس تقبل الصور المتعددة المختلفة من المحسوسات و المعقولات من دون أن تزول الأولى بورود الأخرى ، بل كلما قبلت صورة ازدادت قوتها على قبول الأخرى ، و لذلك تزيد القوة على إدراك الأشياء بالرياضيات الفكرية و كثرة النظر فثبت عدم كونها جسما.
و (منها) أن حصول الأبعاد الثلاثة للجسم لا يتصور إلا بأن يصير طويلا عريضا عميقا و حصول الألوان و الطعوم و الروائح له لا يتصور إلا بأن يصير ذا لون و طعم و رائحة و هي تحصل للنفس و قوتها الوهمية بالإدراك من غير أن تصير كذلك ، و أيضا حصول بعضها للجسم يمنع من حصول مقابله له ، و لا يمنع ذلك في النفس بل تقبلها كلها في آن واحد على السواء.
و (منها) أن النفس تلتذ بما لا يلائم الجسم من الأمور الإلهية و المعارف الحقيقية ، و لا تميل إلى اللذات الجسمية و الخيالية و الوهمية ، بل تحن أبدا إلى الابتهاجات العقلية الصرفة التي ليس في الجسم و قواه فيها نصيب ، و هذا أوضح دليل على أنها غيرهما ، إذ لا ريب في أن ما يحصل لبعض النفوس الصافية عن شوائب الطبيعة من البهجة و السرور بإدراك العلوم الحقة الكلية و الذوات المجردة النورية القدسية ، و بالمناجاة و العبادة و المواظبة على الأذكار في الخلوات مع صفاء النيات لا مدخلية للجسم فيها و قواه الخيالية و الوهمية و غيرهما ، إذ النفس قد تغفل في تلك الحالة عنها بالكلية ، و ربما استغرقت بحيث لا تشعر بالبدن و لا تدري أن لها بدنا فكأنها منخلعة عنه ، فهذا يدل على أنها من عالم آخر غير عالم الجسم و قواه ، إذ التذاذهما منحصر بالملائمات الجزئية التي تدركها الحواس الظاهرة و الباطنة.
و (منها) أن النفس تدرك الصور الكلية المجردة فتكون محلا لها ، و لا ريب في أن المادي لا يكون محلا للمجرد إذ كل مادي ذو وضع قابل للانقسام ، و كون المحل ذا وضع قابل للإنقسام يستلزم أن يكون حاله أيضا كذلك كما ثبت في محله ، و المجرد لا يمكن أن يكون كذلك و إلا خرج عن حقيقته، فالنفس لا تكون مادية و إذا لم تكن مادية كانت مجردة لعدم الواسطة.
و (منها) أن القوى الجسمية الباطنية لا تكتسب العلوم إلا من طريق الحواس الظاهرة إذ ما لم يدرك الشيء بها لم تتمكن الحواس الباطنة أن تدركه و هذا وجداني و ضروري.
و النفس قد تدرك ما لا طريق لشيء من الحواس إلى إدراكه كالأمور المجردة و المعاني البسيطة الكلية ، و أسباب الاتفاقات و الاختلافات التي بين المحسوسات ، و الضرورة العقلية قاضية بأنه لا مدخلية لشيء من الحواس في إدراك شيء من ذلك.
و أيضا نحكم بأنه لا واسطة بين النقيضين ، و هذا الحكم غير مأخوذ من مبادئ حسية إذ لو كان مأخوذا منها لم يكن قياسا أوليا ، فمثله مأخوذ من المبادئ الشريفة العالية التي تبني عليها القياسات الصحيحة.
و أيضا هي حاكمة على الحس في صدقه و كذبه و قد تخّطئه في أفعاله و تردّ عليه أحكامه كتخطئته للبصر فيما يراه أصغر مما هو عليه في الواقع أو بالعكس ، و فيما يراه مستديرا و هو مربع ، أو مكسورا و هو صحيح، أو معوجا و هو مستقيم ، أو منكوسا و هو منتصب ، أو مختلفا في وضعه الواقعي ، و في رؤيته للأشياء المتحركة على الاستدارة كالحلقة و الطوق ، و كتخطئته للسمع فيما يدركه في المواضع الصقيلة المستديرة عند الصدى ، و للذوق في ادراكه الحلو مرا و مثله ، كذا الحال في الشم و اللمس ، و لا ريب في أن تخطئة النفس الحواس في هذه الإدراكات و حكمها بما هو المطابق للواقع إنما يكون مسبوقا بالعلم الذي لا يكون مأخوذا من الحس ، لأن الحاكم على الشيء أعلى رتبة منه فلا يكون علمه الذي هو مناط الحكم مأخوذا عنه.
و مما يؤكد ذلك أنها عالمة بذاتها و بكونها مدركة لمعقولاتها , و معلوم أن هذا العلم مأخوذ من جوهرها دون مبادئ أخر.
و (منها) أنا نشاهد أن البدن و قواه يضعفان في أفعالهما و آثارهما ، و النفس تقوى في إدراكاتها و صفاتها ، كما في سن الكهولة ، أو يكونان قويين في الأفعال مع كونها ضعيفة فيها كما في سن الشباب ، فلو كانت جسما أو جسمانيا لكانت تابعة لهما في الضعف و القوة.
(فإن قلت) الإدراك و سائر الصفات الكمالية للنفس يضعف أو يختل بضعف البدن أو اختلاله كما نشاهد في المشايخ و المرضى و تجردها ينافي ذلك.
(قلنا) الضعف أو الاختلال إنما يحدث في الإدراك و الأفعال المتعلقة بالقوي الجسمية ، و أما ما يحصل للنفس بجوهرها أو بواسطة القوى الجسمية بعد صيرورته ملكة لها فلا يحصل فيه اختلال و ضعف ، بل يصير ظهوره أشد و تأثيره أقوى.
و أما الثاني أعني بقائها بعد المفارقة عن البدن فالدليل عليه بعد ثبوت تجردها أن المجرد لا يتطرق إليه الفساد لأنه حقيقة و الحقيقة لا تبيد كما صرح به المعلم الأول و غيره ، و وجهه ظاهر.