لو أردنا أن نتعرف على مآل العلاقة الزوجية بين السيدة فاطمة والإمام علي -عليهما السلام- فعلينا أن نتعرف على وصيتها الأخيرة قبل رحيلها من هذه الدنيا!
نعم؛ فعندما كانت السيدة فاطمة الزهراء –عليها السلام- على فراش المنية طلبت من الإمام علي-عليه السلام- أن يصغي لوصيتها، ولكنها افتتحت كلامها بسؤال يعتبر من الأصول التي ينبغي أن تؤسس على ضوئها الحياة الزوجية الناجحة، فقالت -سلام الله عليها- للإمام علي -عليه السلام-:
"يا بن عم! ما عهدتني كاذبة ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني؟"
فقال: عليه السلام: "معاذ الله! أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم، وأشد خوفا من الله من أن أوبخك بمخالفتي..."
إذ ذكرت السيدة الزهراء المرتكزات الأساسية التي تهدد سلامة الحياة الزوجية وتؤدي بها الى الاضطراب والتفكك، وهي: (الكذب؛ والخيانة؛ والمخالفة)،
وعليه يظهر لنا سر نجاح العلاقة النموذجية: الصدق، الأمانة والصيانة، الطاعة، والتوافق.
ولهذا نجد في رد الإمام علي -زوجها المخلص- ما يبين صفاتها الجميلة التي كانت تتصف بها كزوجة مثالية وكفء موافق، فذكر صفة العلم بالله، وصفة التقوى والبر والخوف من الله تعالى؛ وهي صفات الزوجة الصالحة النموذجية!
وقال -عليه السلام- في حقها صلوات الله عليها: " فو الله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل إليه ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمرا ، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان ".
فلتتخذ الزوجات المؤمنات السيدة الزهراء قدوة وأسوة في حياتهن الزوجية؛ حتى تسلم علاقتهن مع أزواجهن من الانهيار والاضطراب.