لا بد للفرد المؤمن من أن يكون قويا لينفع نفسه، وينفع مجتمعه، وأن يسخر كل هذه الطاقة في خدمة الخير، ودرء الشر.
شجع القرآن الكريم على التحلي بالقوة، قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}.
كما شجعت السنة المطهرة على التحلي بها، فعن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): (إن الله تبارك وتعالى ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا زبر له).
(معايير قوة الفرد)
أولا: المعرفة :
هي فهم وإدراك الفرد لكل ما يدور من حوله على نحو الإجمال، علميا وعمليا واجتماعيا وسياسيا.
وهذه الإحاطة بكل ذلك تمكن الفرد من التمتع بالقوة المعرفية التي من شأنها أن تجعل منه إنسانا فاعلا، ورقما صعبا في معادلات الحياة وتفاعلاتها.
ثانيا: التعليم :
يساهم التعليم في قوة الفرد من عدة طرق، يأتي في مقدمتها:
- القضاء على الفقر وتحسين مستوى المعيشة من خلال الحصول على وظائف أفضل.
- يساعد الفرد على اكتساب المعرفة والمعلومات المتنوعة.
-تكوين الشخصية
-يحقق للفرد ثلاثية (الثقة، والإحساس بقيمة الحياة، والسعادة)
- تنمية القيم الثقافية والاجتماعية للفرد.
- المساعدة في اتخاذ القرارات الصائبة.
-القدرة على مساعدة الأشخاص غير المتعلمين.
وهو من الأمور التي حث القرآن الكريم عليها، قال تعالى : { وقل رب زدني علما } .
ثالثا: القدوة :
التأثر بشخصية معينة ومتابعتها وتقليدها والتأسي بها ضرورة عقلائية تهدف إلى تحفيز الدافع للاقتداء بالمقابل.
قال تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
رابعا: الوعي :
إدراك الفرد للواقع والحقائق التي تجري من حوله، تمكنه من قوة التعاطي مع الظروف والأحداث.
قال تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة}.
خامسا: الإمكانات و المهارات :
سمات تحدد قدرة الفرد على إنجاز الأهداف المرجوة، ومما لا شك فيه أن الإمكانات والمهارات إحدى أكبر المعايير التي تشكل قوة الفرد في حياته العملية.
سادسا: الانضباط :
من دواعي القوة القدرة على السيطرة والتحكم، فمدى سيطرة الفرد على انضباط سلوكه وتصرفاته يعكس مدى ما يتمتع به من قوة.
وهو من الأمور الممدوحة قرآنيا، قال تعالى { كأنهم بنيان مرصوص}
سابعا: العطاء :
للكل القدرة على الأخذ، القليل جدا من يمتلك قدرة العطاء، لذا فمعيار العطاء معيار أصيل في تمييز قوة الفرد وهو قد يندرج ضمن مفهوم التعاون الذي ذكره القرآن الكريم، قال تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى}
فالذي يكون إنسانا معطاء لمن هم حوله سيعاونهم ليكون وضعهم أفضل.
ثامنا: العمل :
الهدف النهائي للحياة هو الفعل و ليس العلم أو التنظير ، فالعلم بلا عمل لا يساوي شيئا .نحن نتعلم لكي نعمل.
قال تعالى: { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}.
و قال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : (الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر).