اختلف الناس في تحديد معنى الكرم من ناحية كونه صفة من صفات مكارم الأخلاق ومن ناحية كونه صفة سلوكية اجتماعية، إذ يتبادر الى أذهان الناس أن الكريم هو من كان كثير البذل لأمواله سواء عن سؤال أو عن مبادرة منه وطيب خاطر، وهذا ليس هو المعنى الوحيد للكرم بل هناك معان وصور عديدة تناولتها كلمات أئمة أهل البيت -عليهم السلام- عن معناه وصوره؛ منها -
أولا: أجلى صور الكرم هو المبادرة الى العطاء قبل أن يسأل المرء ويبذل في أوقات القحط والفقر، قال الإمام الحسن -عليه السلام - لما سئل عن الكرم: (الابتداء بالعطية قبل المسألة، وإطعام الطعام في المحل)، ومعنى المحل - بالفتح: هو الشدة والجدب. يقال: زمان ماحل أي مجدب.
ثانيا: يعرف الكريم – غالبا- عبر لغة جسده إذ يروى عن الإمام علي -عليه السلام-: (يستدل على كرم الرجل بحسن بشره وبذل بره).
ثالثا: الإنسان الكريم هو من تسمو نفسه عند مواجهة الصعاب ويترفع عن الرد على أذية أهل الشر ولا تستفزه أساليبهم حتى لو كانت تثير الغيظ؛ قال الإمام علي: -عليه السلام-: (الكرم احتمال الجريرة)، و(الكرم حسن الاصطبار).
رابعا: من مظاهر الكرم: تقديم كل ما يحفظ العرض وصيانته من كل سوء؛ لهذا ورد عن الإمام علي -عليه السلام-: (الكرم إيثار العرض على المال).
خامسا: من صور بناء الذات هو ضبط النفس بالتورع عن المعاصي، وحملها على تقديم المعروف والإحسان، وكفها عن البذاءة، وتهذيبها عن قول الفحش وهي من معاني الكرم، لهذا ورد عن الإمام علي -عليه السلام-:
- الكرم ملك اللسان وبذل الإحسان.
- إنما الكرم التنزه عن المعاصي.
- الكرم حسن السجية واجتناب الدنية.
- من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته.