فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

تحصُلُ عِدَّةُ تغييراتٍ في مرحلةِ المُراهَقةِ وخصوصاً في فترةِ البلوغِ، فتكونُ حالةٌ أشبَهُ بالثَّورانِ في جسمِ المُراهِقِ مِن تَقَلُّباتِ المزاجِ والأخلاقِ، إذ يتغَيَّرُ كُلُّ كيانِ الإنسانِ المُراهقِ حتى مُستوى وَعيِهِ وأسلوبُ التَّعَلُّمِ والإثباتِ والنفيِّ، ممّا يجعَلُهُ يعيشُ فترةً صعبةً أحياناً.

يقولُ بعضُ العُلماءِ: إنَّ السببَ في هذهِ المتغيّراتِ للمراهقِ وما يَصحَبُها مِن شعورٍ صَعبٍ يعودُ إلى إفرازاتِ بعض ِالغُدَدِ التي تؤدّي فيما بعدُ إلى حدوثِ تغييراتٍ في الإدراكِ والأخلاقِ والسُّلوكِ وتأثيرِ ذلكَ على الأهدافِ وعواملِ الابتكارِ في التخطيطِ والعَملِ.

يحتاجُ أبناؤنا في هذهِ المرحلةِ مِنَ العُمرِ الى أمورٍ كثيرةٍ قد يؤدّي عدمُ تلبيةِ تلكَ الاحتياجاتِ الى تَعَرُّضِهِم للخَطرِ، إنَّهُم بحاجَةٍ الى الاندماجِ السَّليمِ والصّداقةِ النقيّةِ الجَادَّةِ التي تَبعَثُ على اطمئنانِهم وراحَتِهم، فالأصدقاءُ بالنسبةِ إليهم مصدرٌ لنشاطاتِهمُ المختلفةِ التي يكونُ للصديقِ دورٌ أساسيٌّ فيها.

كما أنَّهم بحاجةٍ الى تعزيزِ استقلاليَّتِهم في اتخاذِ القراراتِ، وشعورِهم بالحُريّةِ في إنجازِ بعضِ المَهامِّ والأنشطةِ، وعلى أولياءِ الأمورِ تَفَهُّمُ ذلكَ جيداً وبصورةٍ سَليمَةٍ وجَادَّةٍ واحترامُ استقلالِهم وحُرِّيتِهم، ما دامَ ذلكَ لا يُوقِعهُم في المحاذير ِالشرعيّةِ والأخلاقيةِ أو الإضرارِ بالمُجتمعِ.

كما ويُعَدُّ الانتماءُ والتَّعَلُّقُ بالمؤسَّساتِ التنمويةِ القادِرَةِ على بَثِّ المرحِ والنشاطِ فيهم وتدعَمُهُم بشَتَّى صنوفِ التأييدِ البَنَّاءِ والتحفيزِ والتشجيعِ يمنَحُهُم الثِّقَةَ بأنفُسِهم وحُبِّهم للحياةِ والاستمرارِ في طريقِ الابتكارِ.

ولعَلَّ أهمَّ حاجةٍ في نفوسِهم هوَ شعورُهُم بالأمانِ ودعمُ الأُسرةِ لهم واهتمامُ الأبوينِ بِهم عَن مَحبَّةٍ وتعاطُفٍ؛ لأنَّهم بحاجةٍ الى معرفةِ مقدارِ قيمَتِهِم وعُمقِ مكانَتِهِم في البيتِ وخصوصاً مِن قِبَلِ الأُمِّ.

ولهذا ينبغي الانتباهُ الى حُزمَةِ الصِّراعاتِ النفسيّةِ التي يَمُرُّ بها المراهقُ، كما تذكُرُها بعضُ البحوثِ؛ والتي مِنها:

أولاً-صراعٌ بينَ الأحاسِيسِ المُتغيِّرَةِ بالنَّقصِ والكمالِ.

ثانياً-صِراعٌ بينَ الرَّغبةِ الجنسيّةِ والخُلُقِ القَويمِ.

ثالثاً-صراعٌ بينَ الرَّغبةِ في الاستقلالِ وحَتميّةِ الاعتمادِ على الأُسرَةِ.

رابعاً-صراعٌ بينَ التَّحَرُّرِ والانضباطِ.

خامساً-صراعٌ بينَ بناءِ القِيَمِ والتَّمَسُّكِ بها وبينَ الواقِعِ.

سادساً-صراعٌ ما بينَ الهُويَّةِ والإعدادِ للاحترافِ.