في قريةٍ بعيدةٍ، كانَ هناكَ طِفلٌ يُدعى "فارس"، شغوفًا بالطبيعةِ، ويحبُّ استكشافَ الغاباتِ المحيطةِ بقريتهِ. في أحدِ الأيامِ، بينَما كانَ يسيرُ في الغابةِ، رأى زهرةً جميلةً وفريدةً لم يرَ مثلَها منْ قبلُ. كانتْ تتوهّجُ بألوانٍ مختلفةٍ كأنّها زهرةٌ من عالمٍ آخَر. اقتربَ فارسٌ مِنها بحذرٍ، وإذا بالزّهرةِ تتحدّثُ بصوتٍ ناعمٍ:
"مرحبًا، يا صَغيري. أنا زهرةُ الحكمةِ. يمكنكَ أن تسألني سؤالًا واحدًا فقط، وسأجيبُكَ بحكمةٍ تغيّرُ حياتَكَ."
فكّرَ فارسٌ مليًّا، فهوَ لم يُرِدْ إضاعةَ هذهِ الفرصةِ بسؤالٍ بسيطٍ. لكنّهُ كانَ في حَيرةٍ. سألَ نفسَهُ: "هلْ أسألُ عنِ المالِ أم ِالشُّهرةِ أمِ السَّعادةِ" أخيرًا، قرَّرَ أنْ يسألَ سُؤالًا أعمقَ. فقالَ للزَّهرةِ:
"ما هُوَ سِرُّ النجاحِ الحقيقيِّ في الحياةِ"
ابتسمتِ الزهرةُ وقالتْ:
"النجاحُ الحقيقيُّ هوَ أنْ تجدَ هدفَكَ في الحياةِ، وتعملَ عليهِ بكُلِّ حُبٍّ، دونَ أنْ تخشى الفشلَ أو رأيَ الآخرينَ."
ثمَّ اختفتِ الزهرةُ في الهواءِ، وتركتهُ يتأمّلُ كلماتِها. عادَ فارسٌ إلى قريتهِ، وبدأَ يبحثُ عنِ الأشياءِ التي يحبُّها ويشعرُ بالشَّغفِ تجاهَها. اكتشفَ أنَّ شغفَهُ هوَ مساعدةُ الناسِ. فبدأَ بمساعدةِ جيرانِهِ في حَلِّ مشكلاتِهِمُ الصغيرةِ، وشيئًا فشيئًا أصبحَ محبوبًا وذا تأثيرٍ كبيرٍ في قريتِهِ.
كَبُرَ فارسٌ وأصبحَ حكيمًا تُطلبُ مشورتُهُ منَ القريبِ والبعيدِ. وكلّما سألَهُ أحدٌ عنْ سِرِّ نجاحِهِ، ابتسمَ وتذكّرَ الزهرةَ وقالَ:
اتبعْ شغفَكَ، وسِرْ بخُطىً ثابتةٍ، ولا تخشَ شيئًا.
الحكمة:
النجاح لا يُقاس بما تملكه، بل بما تقدمه من حب وشغف لما تقوم به في حياتك.







وائل الوائلي
منذ 7 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN