بقلم خولة خمري
صحفية وباحثة أكاديمية في قضايا حوار الحضارات والأديان
قام البروفيسور العراقي المتميز الباحث في قضايا الإعلام الجديد واشكالياته أحمد عاجل قبل فترة قصيرة وبالضبط بتاريخ 30/1/2020 بتقديم ورشة علمية وقد كانت برعاية اتحاد الصحفيين فرع النجف والتي أقامها وبالتعاون مع جامعة ابن حيان الطبية وبمشاركة قسم الإعلام والعلاقات العامة للجامعة والتي احتضنتها وعلى قاعة الجامعة الطلابية التي عجت بالطلبة المتعطشين للتعرف على عالم الإعلام وخباياه، وقد استهل البروفيسور محاضرته بالحديث عن كيفية صياغة معالم لتقرير الصحفي وكيفية تحريره وبين خلال محاضرته تعريفه وأصوله والطرق العلمية المتبعة لكتابته مستعينا بأدوات الربط والتسلسل والانسيابية في تدفق الكلمات للسرد والتحري والتقصي للأحداث بمعلومات دقيقة وموثوقة ليتطرق إلى أبرز القضايا الإشكالية كقضايا توجيه الخطابات الإعلامية وفق أجندات مدروسة فضلا عن تطرقه لمدى أهمية الإعلام ودوره الكبير في صياغة الأنماط الفكرية للأفراد والشعوب.
وقد عرفت الورشة حضورا كبيرا من قبل الخبراء بمجال الإعلام وقضاياه الراهنة والمهتمين من طلبة العلم من مختلف الجامعات العراقية حيث قدم الدكتور نوع من المقاربات العلمية التي تبحث في سبل إيجاد الأدوات الحقيقية لتفكيك المغالطات التي تحوم حول بعض الإشكاليات الإعلامية من مثل الخطاب الامبريالي التسلطي الممارس عبر الإعلام هادفا بذلك إلى العمل على مواكبة قضايا العصر الملحة والتي تطرح نفسها بقوة في عصرنا، كما بين البروفيسور قائلا بأن مفتاح فهم الخطاب الإعلامي والتمكن من حيثياته يكمن في مدى قدرة الإعلامي في الإلمام بالقضايا الثقافية الراهنة وضرورة فهم عمق حقيقة بعض الخطابات الاستعمارية الجديدة التي تحاول جاهدة تشويه بعض القضايا الدينية مثلا أو إظهار بعض الدول على أنها خطر على المجتمع الدولي فأعطى الدكتور مثالا على ذلك الحملة الشرسة التي يواجهها كتاب صحيح البخاري من قبل بعض الحمقى المروج لهم عبر مختلف وسائل الإعلام، وقد دعا البروفيسور إلى ضرورة الفهم الصحيح للخطاب الديني الإسلامي في صورته الإعلامية فهما سليمًا خالصًا من الشوائب، بعيدًا عن تحريف المغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين،
وبين البروفيسور أحمد عاجل أن ذلك لا يتم إلا من خلال تكاتف جميع الأطراف منظمات المجتمع المدني المؤسسات العلمية المختلفة وحمل المشعل من طرف رجال يُحسنون عرض الفكر الإسلامي ويصوغونه صياغة جيدة تواكب مقتضيات العصر ومستجداته الراهنة خاصة وأن الإعلام يعتبر القوة الضاربة في عصرنا اليوم من ناحية التأثير على الجمهور وتوجيه العقول، لذلك أكد الدكتور على ضرورة تنقية الفكر من الخرافة، والعقيدة من الشرك، والعبادة من البدع والأهواء، والأخلاق من التحلل والانهيار، كما ألح الدكتور في الورشة على المسارعة في وضع منهجية صحيحة في اختيار من يتقلدون المنابر الإعلامية ووضع الكفاءة معيارا لذلك باختيار رجال يتبنون فكرا نورانيا جديدا يجمع بين القديم النافع والجديد الصالح، ويدعو إلى الانفتاح على العالم دون الذوبان فيه.
وقد ركز البروفيسور بشكل كبير على قضية عدم الذوبان وحث الطلبة الذين شاركوا بالورشة إلى ضرورة العمل على الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية خاصة في ظل تحول العالم إلى قرية كونية صغيرة داعيا هؤلاء الشباب إلى التفاعل مع تطورات الحياة خاصة في ظل تسارع تطور وتيرة التكنولوجيا والظهور المتزايد لوسائل الإعلام الجديد وضرورة تجنب الجمود الذي يقتل الإبداع ويؤدي إلى التهلكة.
هذا وقد تفاعل الجمهور الحاضر بشكل كبير مع ما قدمه الباحث و أبدوا إعجابهم الشديد بما قدمه البروفيسور من معلومات غزيرة فتحت عقول الشباب و بينت لهم العديد من مواطن الخلل التي كانت عالقة بأذهانهم حول كيفية فهم عمق الإعلام حيث صرح أحد الطلبة قائلا لقد كان تصوري عن كتاب صحيح البخاري أنه كتاب مملوء بالخرافات و لكنني اليوم أحمد الله عز و جل أنني حضرت هذه الورشة وفهمت العديد من الأمور التي كان يروج لها الإعلام لتشويه الخطاب الديني الإسلامي في حين صرح طالب آخر قائلا لم أكن أعمل أن هاجس العديد من الجهات هو طمس الهوية الإسلامية للأسف لقد كنت بمثابة الأعمى واليوم الحمد لله كانت ورشة الدكتور أحمد عاجل عودتي للحياة والدين بطعم جديد.
كما دعا البروفيسور أحمد عاجل المؤسسات إلى ضرورة الاهتمام بهذا المجال المهم وجدا وصرح بأنه مستعد لقبول دعوة أي مؤسسة تود منه توضيح بعض الإشكاليات المتعلقة بفهم حيثيات الخطاب الإعلامي للتخلص من اللبس الذي يحاك حول بعض القضايا الراهنة خاصة الدينية المهمة وقد وعد البروفيسور الجمهور الذي حضر الورشة لمدة ثلاثة أيام من الشباب أنه سيقدم المزيد من المحاضرات حول قضايا مثيرة للجدل في قادم الأيام شاكرا إياهم على حسن تفاعلهم مع المحاضرة.







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN