أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-8-2017
803
التاريخ: 21-4-2018
2258
التاريخ: 5-8-2017
527
التاريخ: 5-8-2017
957
|
نظرة فلاسفة اليونان
استرعت اللغة نظر المفكرين من اليونان القدماء، فراحوا يتساءلون عن أسرارها، ويمجبون لتلك المجموعات الصوتية التي ينطق بها المرء فتعبرله عما يدور في خلده، وتحقق له غرضاً دنيوياً نافعاً، بل وتصله ببني ج صلة وثيقة تجمل منهم مجتمعاً إنسانيا متعاوناً متفاهما، وتميزهم من سائر المخلوقات الأخري.
وكان أوضح ما استرعي انتباعهم فتساءلوا عنه تلك المشكلة التقليدية في الربط بين اللفظ ومدلوله، و هل تلك الصلة طبيعية كالتي بين الأسبات الكونية وما يتسبب عنها. هل هي كالصلة بين النار والاحتراق، والخصب والنماء، وك..ل تلك القوانين السكونية من مغنطيسية أو كثافة أو ضوء وما يترتب عليها من استقرار الأشياء فوق سطح الأرض، و من عومها أو غرقها في الماء، و من الرؤية والإبصار إلخ.
وبدا من سحر الألفاظ في أذهان بعضهم، وسيطرتها علي تفكير هم، أن ربط بينها وبين مدلولاتها ربطاً وثيقاً، وجعلها صبباً طبيعياً للفهم والإدراك، فلا تؤدي الدلالة إلا به، ولا تخطر الصورة في الذهن إلا حين النطق بلفظ معين. و من أجل هذا أطلق هؤلاء المفكرون علي الصلة بين اللفظ و مدلوله، الصلة الطبيعية، أو الصلة الذاتية.
ونلحظ هذا الاتجاه من التفكير فيما يرويه أفلاطون في محاوراته عن أستاذه سقراط الذي كان فيما يبدو يميل إلي هذا الرأي. ولما تبين لهم غموض هذه الصلة بين ألفاظ لغ..هم اليونانية ومدلولاتها، ولم يستطيعوا لها تعليلا مقبولا تستريح إليه النفس و تطمئن إليه العقول، أخذوا يفترضون أن تلك الصلة الطبيعة كانت واضحة سهلة التفسير في بدء نشأتها، ثم تطورت الألفاظ، ولم يعد من اليسير ان
ص47
بوضوح تلك الصلة ، أو نجد لها تحليلا و تفسيراً (1) !!
وأخذ سقراط في محاوراته يمني النفس بتلك اللغة المثالية التي تربط بين ألفاظها و مدلولاتها ربطاً طبيعيا ذانيا كتلك الألفاظ المشتقة من أصوات الطبيعة من حفيف و خرير و زفير.
وكان بجانب هؤلاء الفكرين طائفة أخري من فلاسفة اليونان يرون أن الصلة بين اللفظ والدلالة لاتعدو أن تكون اصطلاحية عرفية تواشع عليها الناس. وتزعم هذا الفريق فيها بعد «أرسطو» الذي أوضح آراء. عن اللغة وظواهرها في مقالات تحت عنوان الشعر والخطابة، وبين فيها عرفية الصلة بين اللفظ ومعناء.
وظلت كلمتا «الطبيعية أو العرفية» محور الجدل والنقاش زمناً طويلا بين مفكري اليونان من لغويين وفلاسفة. وكان كل من الفريقين يؤسس رأيه علي مجرد المغامرة الفكررية دون سند علمي من ملاحظة دقيقة أو استقراء للحقائق.
ولكنهم جميعا كما يصفهم «ستيورات شاس» Stewart Chase في كتابه طغيان الكلمات بقوله «إنهم مناطقة أقوياء يفدر نظراؤهم في العالم إلا أنهم لم يزالوا علي مقربة من المقدمات البدائية، فلم تتخلص عقولهم من سحرالكلمة، وحسبوا أنها ذات قوي كامنة فيها كما قد يحسب الطفل أو معتقد الشعوذة، ولولا ذلك لما أقاموا كل شئ علي «الاوغوس» وشغلوا العقول والنفوس بهذه الفكرة إلي اليوم (2)
ص48
__________
(1) Miraculoas birth of language, p. 162.
(2) ترجمة الاستاد عباس المفاد في بحثه الذي ألفا] بمؤتمر بجمع للغة العربية سنة 1954.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|