المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى كلمة حبل
17/11/2022
الطمغ Imprinting
15-9-2018
صفة العاقل والجاهل
15-11-2015
التوجّه لغير الله
25-09-2014
Niven,s Theorem
17-10-2020
القياس - اعمال الردم
2023-09-12


تأثير البلوغ في حياة الفتاة  
  
2244   03:30 مساءً   التاريخ: 29-1-2018
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص202-203
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن البلوغ يقلب أحوال الفتيات ويغير مزاجاتهن وسلوكهن في الحياة ، ويسبب لهن في كثير من الحالات ، مشاكل وصعوبات عديدة ، ومنها ما يتجلى على شكل الشعور بالإجهاد والضغط النفسي فيما يتعلق بملاءمة النفس مع الحالة ، والمتطلبات الاجتماعية الجديدة.

ومن تأثيرات هذه الحالة ، بلحاظ آخر محاولة الفتاة الاستقلال بفلسفة ورؤية خاصة عن الحياة وعن كيفية التعامل والتفاعل مع حاجاتها ومتطلباتها ، والعمل على أن تأتي قراراتها ومواقفها وسلوكياتها تجاه مشاعرها واهتماماتها الفردية وكذلك تجاه المجتمع والآخرين متوازنة ورزينة ومنطلقة من حسابات مدروسة مسبقا.

سرعة النمو :

لقد وصفت هذه المرحلة من السن بفترة قصر الثياب ، وذلك كدلالة على سرعة إيقاع النمو وزيادة طول القامة بشكل مفرط ، حيث تصبح مثلا ، الثياب التي كانت ملائمة للفتاة من حيث المقاس قبل ستة أشهر ، قصيرة وغير قابلة للأرتداء بعد ذلك ، وهو الأمر الذي يدعو بعض أولياء الأمور أحيانا الى الاعتقاد ،خطأ ، بأن الثياب إنما قصرت ولم تعد صالحة للآرتداء من قبل الفتاة بسبب كثرة الغسل ! فمنذ الولادة وحتى سن الخامسة يزداد الطول بمقدار ضعفين ، ومن ثم يتنازل إيقاع نمو الطول شيئا فشيئا الى أن يصل أدنى درجاته في سن العاشرة ، ويعاود النمو العضوي لدى الفتيات إيقاعه في سن الحادية عشر ويزداد نمو الطول لديهن في سني البلوغ بمقدار 25 سنتمترا (1) . ويستمر هذا النمو كذلك بعد البلوغ ويتوقف لدى البنات الى حد ما في سن السادسة عشر ، فيما يتواصل لدى البنين الى فترات أبعد.

وبطبيعة الحال يواجه المراهقون ، أناثا وذكورا ، صعوبات عديدة على أثر تزايد إيقاع النمو في جهة الأطراف خلال فترة البلوغ ، ومنها فقدانهم السيطرة على أعضائهم بشكل كامل عند الحركة والمشي وعند حمل الأشياء من مكان الى آخر أو الاصطدام بها. كما وقد يصل بهم الأمر ، نتيجة عجزهم عن ضبط حركاتهم أزاء الأشياء درجة يشعرون معها بالبلادة والحمق.

____________

1ـ البلوغ ، موريس دبس ص 23 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.