تطور السياحة والرحلة في العصور الوسطى - اوربا في العصور الوسطى - رحلات الفايكنج |
2919
03:58 مساءً
التاريخ: 14-1-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-4-2022
1988
التاريخ: 28-11-2017
2413
التاريخ: 14-6-2018
2363
التاريخ: 15-1-2018
11771
|
في العصور الوسطى كان لجماعات الفايكنج من اسكندناوه رحلاتهم في اوربا نحو الغرب عبر البحر المظلم الغربي (المحيط الأطلسي) اوصلتهم الى الأرض الامريكية، اما البولينيزيون فكانت لهم رحلاتهم من شرق آسيا في اتجاه الشرق فوق صفحة البحر المظلم الشرقي (المحيط الهادي) اوصلتهم الى التعرف على جزر بولينزيا وسكناها.
الفايكنج:
تتكون مناطق الفايكنج او رجال الشمال من الدانمرك والنرويج والسويد وفي القرن الثامن للميلاد تمثل الاختلاف بين الدانمرك والنرويج من جانب وبين السويد من جانب آخر في ان الأخيرة كانت مملكة قديمة منظمة ومن القوة بحيث بدأت نشاطا استعماريا خارج أراضيها نحو لاتفيا واستونيا وكذلك شرقا الى الشواطئ الجنوبية من بحيرتي لادوجا واونيجا. واذا اعتبرنا السويد ضمن الفايكنج فان آثارهم سبقت المنطقتين الأخيرتين.
اما بالنسبة للمناطق الأخرى فان قلة الموارد الزراعية دفعت رجال الشمال الى الاعتماد على مصائد الأسماك ومجابهة مخاطر البحر المفتوح. وبسبب هذا النمط من الحياة طوروا سفنا اكثر ملاءمة وتحملا عن السفن في جنوب اوربا والبحر المتوسط معتمدين على ثروات أراضيهم من الغابات. وبذلك كانت لهم اساطيل تتكون من سفن امتن ذات حجم كبير يتسع لأعداد كبيرة، واشرعة ضخمة منحتها سرعة كبيرة بالإضافة الى المرونة. ومع تميزهم بروح المغامرة منقطعة النظير والتي لم يتفوق عليهم فيها احد صارت لهم السيادة على البحار.
وبدا نشاطهم قبل عام 800م حوالي 750م واستمر لمدة قرنين من الزمان الى عام 999م. وابانها قاموا بهجماتهم ضد اوربا من البحر، وقد اصطحبوا معهم اسراتهم وقطعانهم وبضائعهم. وتميزت رحلاتهم بعدم الالتزام بخط الساحل كحال قدامى الملاحين الذين كان يندر ان يبتعدوا عنه طائعين بينما كان هؤلاء المغامرون رجال الشمال هم اول من قام برحلات طويلة في البحر واكتشفوا بلادا جديدة في رحلاتهم بالسفن. وابان هذه الفترات لم يترك الفايكنج بصماتهم على غرب اوربا فقط بل امتد هذا التأثير الى البحر المتوسط من جبل طارق حتى آسيا الصغرى فيما يعرف الآن بغرب روسيا، وربطت أنشطة اسكندناوه التجارية بين بيزنطة والجزيرة العربية والسويد. وحكم الدنماركيون والنرويج أجزاء كبيرة من إنجلترا وايرلندا وفرنسا وكون السويديون طبقة حاكمة في غرب روسيا. ويعزى ذلك الى قوة رجال الشمال بينما كانت اوربا ضعيفة.
في ذلك الوقت (القرن 8م) ظهرت قوتان في جنوب شرق اوربا، وفي جنوب غرب آسيا هما الدولة البيزنطية في القسطنطينية التي ورثت الإمبراطورية الرومانية الشرقية، والخلافة الإسلامية في بغداد. وكان مجال اهتمام بيزنطة في الشمال على طول شواطئ البحر الأسود من القرم حتى سهول أوكرانيا. وبعدما سيطر العرب على فارس في القرن 7م اتجهوا شمالا نحو جنوب وغرب الاستبس السيبيري وهي سكيثيا القديمة وكان يسكنها جماعات من البدو الاتراك. وفيما بين الاخيرون والدولة البيزنطية كانت مناطق خاقانات كشفر المستقلون الى الشمال من بحر قزوين والمنحدرات الجنوبية من جبال الاورال، وكانت مناطقهم حاجزا منع انتشار الاتراك نحو الغرب ووفروا حدودا آمنة لبيزنطة من القوقاز الى القرم كما أوقفوا تقدم البلغار الشمالي نحو روسيا. وكانت القبائل الصقلية تنتشر في الالب بينما كان القليل هو المعروف عن أحوال وسط وغرب روسيا.
وبالنسبة للفايكنج كانت الفرانك في الغرب قوة يحسبون حسابها، بينما كانت بيزنطة والعرب بعيدة عنهم. وباستثناء هذه القوي الثلاثة كان الضعف والتفكك هو السمة السائدة.
لقد تميزت غارات الفايكنج باتساع نطاقها وشمولها لكل اوربا ففي الشرق اندفعوا على طول انهار روسيا العظيمة الى بحر قزوين والبحر الأسود، وفي الغرب ابحروا على طول سواحل الاطلنطي وعبر اسبانيا العربية ومضيق جبل طارق توغلوا في البحر المتوسط. ولم يكن هذا كل شيء حيث وصلوا عبر الاطلنطي الموحش غير المعروف الى أمريكا.
وهناك عوامل عديدة يمكن فحصها كأسباب لانتشار الفايكنج الشرس والبعيد عن أراضيهم وهي:
1- زيادة السكان.
2- الفروق الاجتماعية.
3- النظام الداخلي.
4- الضغط الأجنبي.
5- الكوارث المناخية.
6- الأحوال التجارية ومكاسب التجارة والقرصنة.
وكان للعامل الجغرافي اثره في الدور الذي لعبته كل من الدول الإسكندنافية الثلاثة في غازات الفايكنج، فعلى طول امتداد شبه الجزيرة تمتد سلسلة جبلية طويلة تقسم البلاد الى قسم يتجه نحو الشرق وآخر يتجه نحو الغرب.
وكانت السويد اكثر دول الشمال تقدما. ورغم ان واجهتها تتجه نحو الشرق وهذا يفسر اتجاهها نحو المناطق المحيطة ببحر البلطيق ومناطق فنلندا حول بحيرة لاودوجا في أوائل القرن الثامن الا ان تأثيراتها التجارية واصلت تسربها عبر روسيا والى الجنوب حتى بيزنطة والبلاد العربية. الا ان البلطي كما يتقاسمه السويد وسكان الدانمرك. وفي القرن التاسع تاجروا مع بغداد وكانت هذه التجارة تصل الى اوربا عن طريق بحر البلطيق. وكان ويسبي في جوتلند مستودعا لتوزيع المنتجات الشرقية في شمال اوربا ويؤكد العثور على كميات كبيرة من النقود الانجلوساكسونية في جوتلند على قيام اسلافهم بشراء حاجاتهم من التوابل من هناك. وفي القرن التاسع ابحر السويد في نهر نيغا وبحيرة لادوجا وبنوا قلعة نوفجرود لحماية تجارتهم مع البحر الأسود.
ويتجه وجه النرويج غربا الى المحيط العظيم وجزره العديدة. وقام النرويجيون أساسا بالمغامرة في الاطلنطي الشمالي الواسع العاصف بدون ان يكون لديهم معرفة عما سيكون بعده. ويمكن تقسيم مجال اهتمامهم الى قسمين:
القسم الجنوبي وكان الأول في اهتمامهم ويمثل الجزر الواقعة شمالي استكتلندا التي احتلها النرويج في بداية فترة الفايكنج ومنها تسربوا الى سواحل إسكتلندا وإيرلندا وجزيرة مان وغالبية الشواطئ التي تحيط بالبحر الايرلندي والتي يمكن ان يطلق عليها عندئذ اسم البحر النرويجي. واعتمدوا على هذه القواعد في التوغل في بريطانيا واتصلوا بالدان وكذلك بشمال وجنوب فرنسا ووصلوا الى البحر المتوسط.
اما الاتجاه الثاني فكان نحو الشمال الى جزر فارو وأيسلندا وجرينلندا. وفي القرن التاسع اجبر الملك نبلاء النرويج ومزارعيها الاحرار على الهجرة. ولم تكن هذه البعثات الأخيرة تبحث عن الثراء ولكنها خرجت بحثا عن مناطق جديدة للاستقرار.
وطبقا للوثائق الانجلوساكسونية كانت اول اغارتهم عام 787م على جنوب إنجلترا بينما كانت زياراتهم السابقة كتجار يتجسسون الأرض. وقد اندفعت في القرن التاسع اعداد كبيرة منهم الى اوركني وشتلند و استكتلندا وإيرلندا. وهاجموا الراين ووصلت غاراتهم الى مراكش. وفي البحر المتوسط ابحروا صاعدين في الرون ودمروا بيزا في إيطاليا. وعند منتصف القرن التاسع كانوا قد اسسوا معسكرات دائمة لهم عند مصبات الأنهار الكبرى استخدموها كقواعد لهجماتهم وتوسعهم التالي. وفي عام 884م عينت حدود نفوذهم بخط يمتد على الضفة اليسرى لنهر التايمز الى لندن ومنها في اتجاه الشمال الغربي الى نهر دي. وفي عام 911م سيطروا على روان والأراضي الممتدة الى نهر السين. وبعد قرن ونصف هزمت بريطانيا بواسطة رجال الشمال من نورماندي.
الا انه حوالي عام 890م قامت بعثة بالإبحار حول راس الشمال وعلى طول ساحل ارض اللاب الى البحر الأبيض الذي اكتشفته، ويتضمن تقرير الرحلة وصفها الى نهر دوينا حيث تقع الآن اركنجل.
وكما يوصفون كان الفايكنج يولدون مستكشفين. فأعادوا اكتشاف أيسلندا عام 870م واستعمروها وكان رجال الدين الايرلنديين قد سبق لهم اكتشافها عام 795م. ثم اكتشفت جرينلندا تلك القارة الجزيرة الى الغرب من أيسلندا على مسافة أيام قليلة بالبحر من أيسلندا. وفي عام 982 امضي (أريك الأحمر) ثلاثة أعوام في استكشاف ساحلها الجنوبي الغربي. وقد اطلق عليها اسم الأرض الخضراء (جرينلندا) حتى يغري اعدادا كبيرة من زملائه على استعمارها. وتأسس بها مركزان هامان على ساحلها الغربي الذي يتحرر من التجمد بعكس الحال في ساحلها الآخر.
وكانت جرينلندا مرحلة في الاعمال الكشفية للفايكنج التي توجت باكتشاف اليابس الذي اطلق عليها فيما بعد (أمريكا). وقد توصلوا الى الأرض الامريكية بدون استخدام البوصلة حيث في رحلة لهم ما بين أيسلندا وجرينلندا دفعت سفن لهم بعيدا عن مسارها واتجهت نحو الجنوب الغربي. وادى ذلك الى مشاهدتهم لأرض جديدة رفض قائد السفن آنذاك النزول اليها واستكشافها وابحر نحو الشمال الشرقي الى جرينلندا.
وقد قرر (ليف ابن (أريك) تتبع هذه البيانات ووصل عام 1002م مع 35 من رجال جرينلندا الاشداد الى ساحل لبرادور الذي سماه (ارض الصخر المسطح)، ثم وصل الى منطقة غابات في نيوفوند لاند واطلق عليها (ارض الاخشاب). وبمواصلة الرحلة وصلوا الى نهر عظيم يموج بالسلمون ابحروا فيه وقرروا قضاء الشتاء على ضفافه، وعند استكشافهم للأرض وجدوا بها كروما لهذا سموها (ارض النبيذ). وفي الربيع التالي شحنوا سفنهم بالأخشاب والكروم الذي جف واتجهوا الى جرينلندا بعد رحلة ناجحة. ولكن لا يعرف بالضبط تحديدا للمنطقة التي سميت (ارض النبيذ) وهي قد يكون مري لاند او فرجينيا من الولايات المتحدة الامريكية حاليا.
وقد قام اخوه برحلة مماثلة بعد ذلك الى تلك الأرض الجديدة. واستكشفوا في الربيع المناطق الغربية منها ووجدوها بلادا شجرية وتضم عديدا من الجزر. ورغم قيام رحلات أخرى الى هذه المناطق بعد ذلك الا ان عداء السكان الوطنيين ومهاجمتهم لهذه البعثات الكشفية ابعد رجال الشمال عن المنطقة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|