المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الأسرة كمحتوى ثقافي  
  
4775   11:49 صباحاً   التاريخ: 21-12-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص84-86
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016 1897
التاريخ: 21-4-2017 1871
التاريخ: 14-8-2019 2062
التاريخ: 19-4-2016 2238

إذا كانت الأسرة تكويناً وعلاقات فإنها قبل ذلك وبعده نمط ثقافي فالثقافة هي ذلك المجموع المعقد من المعلومات والافكار والتقاليد والاخلاق الثقافية وهي التراث الاجتماعي المعقد الذي يولد فيه الطفل ويربى وهو بذلك أحد المحددات الاساسية لتكوين الشخصية الانسانية واذا كانت الثقافة تقوم بتحديد الشخصية الانسانية فإنها تقوم بذلك لقدرة وتأثير عميقين في هذه الفترة من حياة الطفل التي يقبل فيها هذه الثقافة ويتشربها دون تردد ودون تساؤل أو اعتراض.

وعندما ننظر الى الاسرة كنمط ثقافي يجب ان نفرق بين شيئين: الأسرة كجزء من النظام الثقافي العام والاسرة كوسط ينتقل من خلاله التراث الثقافي للطفل والاسرة كنمط ثقافي هي طرق المعيشة والتفكير التي تميز الاسرة كطرق الخطوبة وطرق الزواج والاخلاق وعلاقة الزوج بالزوجة وعلاقة الآباء بالأبناء وتماسك الاسرة، وعلاقة الصغار بالأجداد في الأسرة وهذا يؤثر ولاشك في تنشئة الطفل الاجتماعية وفي سلوكه واتجاهاته ولما كانت الثقافة التي يولد فيها ثقافة واسعة متنوعة لا تستطيع الاسرة ان تنقلها بحذافيرها الى الطفل فإنها تقوم بثلاث وظائف:

1ـ إنها تختار من الثقافة العامة ما تنقله الى الطفل.

2ـ إنها تفسر للطفل ما تنقله.

3ـ إنها تقيم ما تنقله للطفل، أي تعطيه قيمة.

على أن هناك عوامل كثيرة تحدد هذا الاختبار والتفسير منها: أن هذا التحديد يتقرر على أساس ما يدخل في خبرة الاسرة من مظاهر الثقافة ويعتمد على ما تستطيع الاسرة ان تصل إليه من الثقافة وعلى نتائج خبرتها وتعاملها ويتوقف على النمط  الثقافي للأسرة نوع التنشئة الاجتماعية التي يمر بها الطفل في الاسرة وبذلك قد يؤدي النمط الاسري الى تخلف التنشئة الاجتماعية اي الى تخلف في الناحية الحركية الجسمية، وفي اكتساب اللغة، وفي النمو الانفعالي، وغير ذلك مما أصبح معه هؤلاء الاطفال يطلق عليهم الاطفال المحرومون ثقافياً، وقد أجريت البحوث العديدة في هذا المجال واخذ موضوع الاطفال المحرومين ثقافيا يحتل مركز الصدارة في التجريب العملي والتحليل التربوي ونشأت نتيجة لذلك دراسات عديدة وترتب على هذه الدراسات مطالبة بمحتوى تعليمي مناسب لهؤلاء الاطفال لتعويضهم عما فاتهم في عملية التنشئة الاجتماعية وسمي هذا التربية التعويضية.

وعلى هذا نجد ان عملية التنشئة الاجتماعية لطفل ما قبل المرحلة الابتدائية تحدث أساساً في الاسرة وتعتمد من ناحية على الناحية الوراثية للطفل ومن ناحية اخرى على نوعية الاسرة وتكوينها وثقافتها، وان اي تخلف في هذه التنشئة يؤدي الى تكوين هؤلاء الاطفال المحرومين ثقافيا والذين يحتاجون الى تربية تعويضية لذلك كان الاهتمام بالأسرة وتكوينها وعلاقتها وثقافتها من اهم ما تعنى به التربية في عملية التنشئة الاجتماعية لطفل ما قبل المرحلة الابتدائية.

ـ مدى كفاءة الأسرة في أداء دورها في تنشئة الطفل الاجتماعية :

...العبء الكبير الذي تتحمله الاسرة في تنشئة الطفل تنشئة اجتماعية سليمة وتكوين شخصيته بأبعادها المختلفة تكويناً سوياً، يتضح لنا بشكل بارز مدى ما على الاسرة ان تتحمله من مسؤوليات وتقوم به من ادوار وتؤديه من التزامات، في زمان نشط فيه البحث العلمي عن الطفولة فكشف لنا عن جوانب كثيرة كانت غامضة، وقد تغيرت الحياة الاجتماعية في هذا الزمان تغيراً شديداً، أثر في بناء الاسرة وفي وظائفها وفي علاقات افرادها بعضهم ببعض.

إن الاسرة المعاصرة لا تستطيع وحدها بدون تعاون الأطباء أن تقي أطفالها من العدوى باستخدام الامصال المختلفة ولا يمكنها علاجهم من شتى الامراض ولا يتيسر لها بدون تعاون الهيآت التعليمية أن تقوم بتعليمهم العلوم المختلفة، وصرف الأوقات الطويلة في رعايتهم تربويا ونفسيا واجتماعيا ومما زاد عن عجز الاسرة عن اداء تلك الوظائف تغير القيم وتغير نظرة الناس نساء ورجالا الى الحياة ونعيمها وبانه يجب عليهم الا يكرسوا كل حياتهم لأطفالهم.

بل انه قد تبين ايضا ان هذا الاتجاه مضر بالأطفال ومقيد لهم، ومضعف لشخصياتهم وهكذا نجد انه قد ظهرت عوامل مختلفة كثيرة اعاقت الاسرة ولاتزال تعوقها عن القيام وحدها بدورها كاملا في تنشئة الطفل تنشئة تشبع حاجاته وتحقق مطالب نموه، وترعى تفتح شخصيته في كل مرحلة من مراحل نموها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.