حساسية لحليب البقر Cow Milk Allergy

الحساسية التي يستثيرها تناول حليب الأبقار الحلوبة Bos taurus وتكون الحساسية من النوع الأول عند بعض الأطفال الذين يمثلون أكثر الفئات العمرية تعرضاً لها ، كما انها يمكن ان تولد الحساسية المتأخرة بالإضافة الى انها تؤدي الى حالة عدم تحمل الغذاء ويمكن ان تصيب الكبار ايضاً ، لذلك يلاحظ ان انتشارها قد يصل الى 2.5 % في الأطفال ويمكن ان تختفي بعد مدة 3 سنوات ولكن بعض الأحيان لا تتلاش لانها خاصة بوراثة عائلية .
من مسببات حساسية حليب الأبقار هي بروتينات الكازين Casein  . ونظرا لتعقيد حساسية حليب الأبقار يلاحظ عند بعض الأطفال ظهور IgE بالإضافة الى وجود خلايا خاصة من T-Cell المسئولة عن التفاعلات المناعية لحساسية الحليب ، يلاحظ ازدياد IgG ضد الكلوبيولين (Anti-β- lactoglobulin) ، ويزداد تركيز كل من IgG و IgE في العجفي (الاثنى عشري Duodenum) التي تكون متخصصة لحليب الأبقار ويلاحظ ايضاً ارتفاع مستوى الأجسام المضادة IgG 4 في بعض الحالات . وتؤدي تفاعلات الحساسية لحليب الأبقار الى تدمير الخلايا الحامضية (Eosinophils). ويعد حليب الأبقار من أكثر المواد تدميراً لزغابات الأمعاء الدقيقة لذلك تكون من أهم أسباب الأمراض البطنية Celiac Disease وحساسية المعدة والأمعاء لانه يؤدي الى تغيير نضوحية الأمعاء وذلك بتأثيره في الخلايا اللمفاوية مفصصة النوى (Polymorphonuclear Leukocyte) مما يحفزها على إنتاج  Tumor Necrosis Factor α الذي يؤدي الى تغير المقاومة الكهربائية للخلايا الطلائية مما يزيد من نضوح ايونات الصوديوم ويتعززبتأثيرTNF- α  وكاما – الانترفيرون (IFN- γ ) بعد إطعام الحليب مسبباً الإسهال ، ويمكن ان تزداد الحالة سوءاً بحصول نخر في الأمعاء Necrotizing Enterocolitis . وبحصول حالة التحسس لحليب البقر يزداد α-Antitrypsin في الغائط لذلك يستعمل كدليل على حساسية الأطفال الرضع لحليب البقر التي تؤدي الى التهابات  شديدة .
تتداخل حساسية حليب البقر مع الحساسية لعدد من الأغذية في مقدمتها منتجات الألبان وكذلك مع حساسية الصويا والاضطرابات الناتجة عن كلايدين الحبوب . اما الفحوص التي بواسطتها يتم التأكد من حساسية حليب الأبقار فأفضلها حذف حليب الأبقار من التغذية لمدة 9- 12 شهر وملاحظة الأعراض واستعمال فحص الراست RAST Test واستعمال الفحوص الجلدية الأخرى مثل فحص وخز الجلد او فحص رقعة الجلد .  
يمكن التخفيف من حساسية حليب البقر بالتشديد على رضاعة الثدي الإلزامية في الأربعة أشهر الأولى بعد الولادة ويفضل ان تدوم أكثر لغرض تدريب الجهاز المناعي لدى الرضع الذين يكون الجهاز المناعي عندهم غير ناضجومتطور ، وذلك لان هذه الحساسية يمكن ان تسبب صدمة تهدد حياة الوليد . ومن المعالجات الأخرى حذف حليب البقر من الغذاء .ولعل أهم العلاجات هو استعمال العلاج المناعي  لمنع عدم انتظام الجهاز المناعي وتقويته وتثبيت حواجز الطبقة المخاطية كما في استعمال بكتريا حامض اللاكتيك. ومن الجدير بالذكر ان المعاملات الحرارية لا تؤثر في قابلية بروتينات الحليب على توليد الحساسية .