أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-6-2022
1371
التاريخ: 13-6-2022
1327
التاريخ: 13-6-2022
1966
التاريخ: 13-6-2022
1556
|
تُعّرف معاجم اللغة الاسم بأنه لفظ یطلق على شيء لتعیینه وتمییزه عن غیره. ویفترض أن یكون لكل شيء اسم أو رمز أو رقم على الأقل یُعرف به، ومن ذلك أن للأماكن أسماء تعرف بها، ویتم التعامل معها بعلم أسماء الأماكن – place name أو علم الأسماء الجغرافیة toponymy حیث یعني الشق topo من هذا المصطلح الیوناني مكان place ، ویعني الباقي أي onymia تسمیة أي إطلاق اسم، كما تعني كلمة onyma اسم name.
ولدراسة الأسماء الجغرافیة أهمیة كبیرة تكاد - إن لم تكن فعلا - تتصل بكل مناحي الحیاة، إذ ترد في معظم الوثائق الشخصیة للفرد كبطاقة إثبات الشخصیة وجواز السفر وعقد الزواج، وكذلك الشهادات المدرسیة والجامعیة وغیرها، حیث تبین البلدة الأصلیة ومكان الولادة وما نحو ذلك. وتتداول وسائل الإعلام من صحف ومجلات وإذاعة مرئیة ومسموعة أسماء أماكن الأحداث ومواقعها، حیث تبعث بمراسلیها ومصوریها، ویدرس الطلاب التاریخ والجغرافیا بما فیها من أسماء جغرافیة متنوعة, والتأكید علیه وتعزیزه عبر السنین.
وتعریف الأجيال وللأسماء الجغرافية جذورها التاريخية ، وما تشیر إلیه ، فهي دلیل هویة وانتماء لا بد من معرفته جیدا الصاعدة والواعدة به. فهذا العلم یمكنه الكشف عن معلومات تاریخیة هامة لمكان بعینه عبر حقبة زمنیة انقضت ومضت في حضارة بادت، ذات لغة اندثرت، وذلك من خلال تتبع أصول الأسماء الجغرافیة، ومصادرها اللغویة، ولعلم الأسماء الجغرافیة أهمیته البالغة في صناعة الخرائط والأطالس حیث تعتبر الأسماء عنصرا أساسیا فیها.
علم الأسماء الجغرافیة هو دراسة تصنیفیة study taxonomic لأسماء الأماكن، ویقوم على معلومات اشتقاقیة وتاریخیة وجغرافیة. ویقسم هذا العلم أسماء الأماكن إلى فئتین رئیسیتین:
الفئة الأولى: أسماء المراكز العمرانیة (المناطق المأهولة) names habitation ویقصد بها المدن والقرى والمناطق والشوارع، وترجع مسمیات الأماكن المأهولة إلى بدایة نشأتها وحتى إلى ما آلت إلیه.
الفئة الثانیة: أسماء المعالم names feature ویقصد بها أسماء المعالم الطبیعیة أي ظاهرات سطح الأرض، وهذه تقسم بدورها إلى:
1.معالم مائیة hydronyms كالبحار والبحیرات والمستنقعات.
2.معالم تضاریسیة oronyms كالجبال والتلال والسهول.
3.مناطق نمو النبات الطبیعي كالغابات والآجام والمروج.
یُعنى علم الأسماء الجغرافیة بالتطور اللغوي من حیث الاشتقاق etymology لأسماء الأماكن، أي البحث في أصل الكلمة وتاریخها، والسبب الذي ُسمیّت لأجله سواء من حیث الجوانب التاریخیة والجغرافیة، ویقال: أن معظم دراسة الأسماء الجغرافیة تركزت على الدراسة الاشتقاقیة لأسماء المراكز العمرانیة، وعادة ما تهمل دراسة أسماء المعالم، والدوافع وراء تسمیاتها.
تكون أسماء المراكز العمرانیة والمعالم الطبیعیة إما عامة generic أو محددة specific أو مزیجا من النوعین معا. إذ یرجع الاسم العام إلى صنف من الأسماء كجبل أو نهر أو بلدة، أما الاسم المحدد فیّعین أو یوضح معنى اسم المعلم أو الظاهرة كأن یقال: نهر الأردن.
وتسیر دراسة هذا العلم عادة ضمن مسلمات ثلاث :
1 .إن لكل اسم مكان معنى، بما في ذلك أسماء الأماكن المشتقة أو المأخوذة عن أسماء أفراد أو عائلات أو عنصر سكاني.
2 .تبین أسماء الأماكن الوضع site وتوضح بعضا من صفاته، كما توثق بعض الأدلة والبراهین على الاستیطان والعمران وال ُملكیة.
3 .عند ظهور أو نشوء اسم مكان ما فإن تطور النظام اللفظي phonetic لهذا الاسم سیسیر موازیا ومصاحبا لتطور لغة الاسم نفسها.
ودرجت هیئة الأمم المتحدة منذ نحو أربعة عقود على عقد مؤتمر دولي دوري في إحدى المدن العالمیة كل سنتین للأسماء الجغرافیة یحضره خبراء من مختلف الدول المعنیة بهذا الموضوع الهام، حیث تقدم أوراق عمل تتم مناقشتها. ومما تهدف إلیه هذه المؤتمرات: التعریف بالأسماء الجغرافية وأهميتها، وتبادل الخبرة والمشورة والوثائق، واعتماد نظام نقحرة (نقل حروف) transliteration إذ یُعنى علم الأسماء الجغرافیة بتوحید كتابة أسماء الأماكن في اللغة الواحدة، وكیفیة نقل الأسماء الجغرافية من لغة إلى أخرى بالحروف الرومانیة، كما تقوم الدول المشاركة بالتعریف بمنجزاتها في مجال الأسماء.
إن البحث والعمل في مجال الأسماء الجغرافیة وإن كان شیّقا وممتعا إلا أنه یتطلب قدرات ومهارات علمیة یمكن إجمالها في أمرین أساسیین - إلى جانب حب البحث والرغبة فیه - أولهما المعرفة الجیدة والكافیة باللغة العربیة من حیث القواعد واللهجات، وثانیهما المعرفة الجیدة والكافیة بالجغرافيا الطبيعية والإقليمية، لأن الباحث لا یستطیع القیام بالعمل بعیدا عن مجال البحث ومیدانه الرئیس وهو الجغرافیا ، كما یمكن للعاملین في مجال المساحة وخصوصا العمل الميداني منها, القیام بجانب كبیر من البحث الخاص بالأسماء. وبذلك یستطیع الباحث القیام بعمل مثمر ومفید. ولا بد هنا من الإشارة والإشادة بكتیب "أسس الأسماء الجغرافیة"
الذي وضعه الباحث الجغرافي إبراهیم موسى الزقرطي، وصدر عن المركز الجغرافي الملكي الأردني عام 1997 ،فقد أوفى الباحث الموضوع حقه، رغم صغر حجم العمل كمادة مطبوعة (62 صفحة)، ویحسن بطلاب الجغرافیا في الجامعات العربیة، وطلاب المساحة في المعاهد المختصة الاستفادة منه، وإن كان من الأفضل أن یَُدرس موضوع الأسماء الجغرافیة كأحد مساقات الجغرافیا نظرا لأهمیته التي لا تقل بحال - إن لم تكن تزید - عن بعض المساقات.
ولا بد من الإشارة إلى أعمال علمیة قیّمة في مجال الأسماء الجغرافیة ومنها "أسماء المدن والقرى اللبنانیة وتفسیر معانیها" دراسة لغویة, والذي وضعه أنیس فریحة، وقد صدر الكتاب عام 1956 من منشورات كلیة العلوم والآداب في الجامعة الأمریكیة في بیروت، ویقع الكتاب في نحو 370 صفحة، رغم أن واضعه
ذكر في مقدمته أنه جهد لجعل البحث في متناول الناس لأن الكتاب للناس، إلا أنه حافل بالتعریف والتفسیر والتعلیل. كما وضع د.سلطان عبد الله المعاني كتاب "أسماء المواقع الجغرافية في محافظة الكرك دراسة اشتقاقیة ودلالیة" عام 1994 من منشورات لجنة التراث/ عمادة البحث العلمي في جامعة مؤتة، ویقع الكتاب في 88 صفحة.
إن صدور هذین الكتابین إضافة إلى كتیب الزقرطي آنف الذكر عن هیئات علمیة متخصصة لدلیل على أهمیة موضوع الأسماء الجغرافية، وان القیام بوضع مرجع أو كتاب أكادیمي فیه أكبر من ان یقوم به فرد بإمكانیاته الشخصیة، وعلیه فإن أضیف العمل المیداني الذي یستحق لتكتمل الدراسة لتطلب الأمر مؤسسات علمية ذات مخصصات مالیة لشؤون البحث حتى تتكفل بنفقاته المختلفة. وما على الجغرافیین والمهتمین إلا انتظار وترقب صدور دراسات وكتب مماثلة ومشابهة لما سبق، وتغطي أسماء مدن وقرى وعالم الأرض الأردنیة، فالمهمة شاقة وممتعة، ومجزیة على الصعید الوطني.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|