صورة الأدب الجغرافي الإسلامي في دوائر الاستشراق الغربي - أسباب ظهور علم الجغرافية |
2120
06:35 مساءً
التاريخ: 22-11-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2018
2047
التاريخ: 22-3-2022
1692
التاريخ: 19-6-2017
7991
التاريخ: 23-4-2018
2312
|
ارتبط علم الجغرافيا في المجتمع الإسلامي، بأمر قرآني، يطلب فيه من المسلمين في السير في الأرض لينظروا في خلق الله، وفي شؤون العبادة من وجه آخر، فإن معرفة القبلة للصلاة إليها من ضرورات صحة الصلاة، من الجهة الكونية التي يوجد فيها الإنسان المسلم، فهذه المعرفة هي في أصلها علم من علوم الجغرافيا، وكذلك فإن فريضة الحج تتطلب من المسلم معرفة السبل والطرق الآمنة التي يسير فيها بقصد الحج، وقد كتب (المقدسي) يقول: إن الجغرافيا مطلب رئيس للتاجر والمسافر والسلطان والقاضي والفقيه، سواء في الواقع الوصفي أم في الواقع الفلكي لتحديد الوقت والمكان، وقد حرر المسلمون علم الجغرافيا من الأسطورة والخرافة وارتقوا فيها إلى العلم التجريبي في سمو مكانتها علميًا.
ففي مقدمة المسعودي (ت 346هـ/ 957م) من كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر" يقول: "ولكل إقليم عجائب يقتصر على علمها أهله، وليس من لزم جهة وطنه وقنع بما نمي إليه من الأخبار عن إقليمه، كمن قسم عمره على قطع الأقطار، ووزع أيامه بين تقاذف الأسفار، واستخراج كل دقيق، من معدنه، وإثارة كل نفيس من مكمنه"، وقد عرف العرب بجاهليتهم من أصول علم الجغرافيا من واقع تجارتهم وأسفارهم برًا وبحرًا، من خلال علم الملاحة التي برعوا فيها، وبعد اعتناقهم للإسلام ازدادوا علمًا فيها، فقد تطور علمهم فيها مع ازدياد علومهم، فالخوارزمي (ت 236هـ/ 850م) كان أول من وضع جغرافيا شاملة، وكذلك ابن خرداذبة (ت 309هـ/ 912م) كان أول من وضع خريطة كاملة تصف الطرق التجارية الرئيسية في العالم الإسلامي في كتابه (المسالك والممالك).
وقد ذهب المسلمون في الاهتمام بهذا العلم، إلى آفاق بعيدة فوضعوا أطالس عن بلادهم للاستعمالات الرسمية والمهنية، فكان منهم اسحق الأسطرفي وأحمد البلخي ومحمد بن حوقل ومحمد المقدسي الذي كان أول من وضع خرائط ملونة لتعريف الناس بجغرافية المكان"، وفي القرن السادس برع المسلمون في وضع الخرائط، إضافة لاكتشافهم لطرق جديدة لقياسات سطح الأرض، وممن عرفته هذه الفترة يومذاك "الشريف الإدريسي" (ت 562هـ/ 1166م)، وقد استدعاه ملك صقلية النور مندي "روجز الثاني" ليضع له خريطة للعالم، فطلب الإدريسي منه إعداد كرة من الفضة وزنها "400" رطل أي في حدود "400" كغ، فرسم عليها القارات السبع، مع بحيراتها وأنهارها ومدنها وطرقها وجبالها، واضعًا عليها البعد والارتفاع أو الطول حسب القياس، وقد وضع الإدريسي كتابه المعنون بـ(نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) ليكون مضافًا إلى الكرة التي صنعها مبينًا فيها كروية الأرض، وهكذا فقد ترك المسلمون تراثا ًغنيًا في هذا العلم بتنوع فنونه وعلومه، ومن هذه العلوم الجغرافيا الوصفية، التي جاءت مع ابن جبير (ت 614هـ/ 1217م) وياقوت الحموي (ت 626هـ/ 1229م) وعبداللطيف البغدادي (ت 629هـ/ 1231م) والقزويني (ت 682هـ/ 1283م) وأبو الفداء الأيوبي (ت 732هـ/ 1331م) وابن بطوطة (ت 779هـ/ 1377م).
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|