أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-5-2016
3462
التاريخ: 23-4-2018
1748
التاريخ: 27-5-2018
1817
التاريخ: 26-5-2016
2395
|
من خلال المتابعة والاستقراء للواقع الحالي، ندرك أن التخلف ظاهرة معقدة، تتشابك فيها عواملُ تاريخيةٌ، واقتصادية، واجتماعية، وسياسية، ولكن مظاهرها تظل جلية في المشاكل الداخلية التي تعوق التنمية في مجتمعات العالم الثالث، يمكن الإشارة إلى بعضها:
1- التخلف التقني، وتخلف فن الإدارة، وضعف إنتاجية العاملين في القطاعات الإدارية والإنتاجية العامة، وسوء تخطيط الاستثمارات العامة والخاصة.
2- سوء توزيع الدخل الفردي، ووجود جماعات "طفيلية" تستحوذ على جزء مهم من هذا الدخل، دون أن يتناسب هذا مع مشاركتها الفعلية في العملية الإنتاجية.
3- عدم الاستفادة من الكفاءات العلمية، التي امتدت مساحتها، والتي أصبحت ثمرة يانعة يسهل قطفها من قِبل الدول الغربية.
4- غياب حرية الإبداع والإرادة المشتركة.
5- غياب العدل وتكافؤ الفرص، وانتشار الأمراض الاجتماعية، وخاصةً الرِّشْوةَ، ذلك الوباء الفتاك الذي باض وفقس وفرخ؛ ليمتد بمخالبه في جميع أوصال البلدان المتخلفة، يتحدث جون بودان عن الإمبراطورية العثمانية في أوج عزِّها وعظمتها، بكلمات براقة ورقراقة، والأولى أن تكتب بماء الذهب يقول: "إنه بالجدارة وحدها يرتقي الإنسان في سلك الخدمة، إنه نظام يؤكد أن المناصب لا تُشغَل إلا بالكفاءة وحدها، إن أولئك الذين عينهم في المناصب الكبرى هم في غالبيتهم أبناء رعاة أو أصحاب ماشية، إن هذا هو السبب في نجاحهم وتفوقهم على الآخرين، وهذا هو السبب في أنهم -أي: العثمانيين - يوسعون إمبراطوريتهم يوميًّا، إن هذه ليست أفكارنا، ففي بلادنا (أوروبا) ليس الطريق مفتوحًا للكفاءة، إن النَّسَب هو المفتاح الوحيد للترقي في مدارج الخدمة العامة"(1).
6- انتشار الأمية بأطيافها المختلفة (الأبجدية، والوظيفية، والحضارية)، وانتشار الفقر، حيث تُظهِر الإحصائيات أن غالبية فئات السكان تعيش في معظم بلدان العالم الثالث تحت عتبة الفقر المتعارف عليه دوليًّا.
7- عدم وجود الحوافز المادية للمشتغلين بالبحث العلمي والتقني في مختلف دول العالم الثالث.
8- الاهتمام بمناقشات هامشية تنسي القضايا الأساسية، كالجدال البيزنطي الذي جرى بين علماء النصارى حول ناسوت عيسى - عليه السلام - أو لاهوته، في وقت كانت جيوش العثمانيين تدكُّ حصون مدينتهم, وهذا غيضٌ من فيض.
أما المُثبِّطات الخارجية التي تؤثر على أساليب التنمية والتقدم، فتتجلى - مع الأسف 9- في موقف حكومات الدول الصناعية، الذي كان سلبيًّا في مواجهة الدعوة الجديدة، التي انتشرت مع ذلك انتشارًا كبيرًا بين مثقفي شعوب العالم الثالث، واكتسبت - حتى داخل الدول الصناعية - كثيرًا من الأنصار، فحكومات الدول الصناعية ليست بعدُ على استعداد لقبول توزيع حقيقي للقوة الاقتصادية على النطاق الدولي، ويتأكد الاتجاه السلبي للدول الصناعية من موقفها في التصويت على اعتبار الحق في التنمية حقًّا إنسانيًّا في لجنة حقوق الإنسان، والجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث درجت الولايات المتحدة الأمريكية على التصويت بالرفض، بينما اكتفت الدول الأوربية بالامتناع عن التصويت.
بعبارة موجزة: الأمم تقاس بمدى ما حققته من إنجازات ملموسة على أرض الواقع، وليس بالشعارات، وإن عظمت بين نظيراتها من أدبيات التنظير المختلفة، ولكن على الرغم من هذه الصورة القاتمة لأوضاع العالم الثالث (العالم العربي والإسلامي) الراهنة، فإننا لا يجوز بأي حال أن نركن ونستسلم لليأس، أو نظل جامدين نندب حظَّنا العاثرَ، ونعتقد أن هذا هو قدرنا المحتوم.
إن الأمر ينبغي أن يكون على العكس من ذلك، فالنظرة التشاؤمية السوداوية تزيد من ركودنا، وتضعف من إرادتنا، وتقلل من طاقتنا، وتحد من انطلاقنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بول كولز: "العثمانيون في أوروبا"، ترجمة عبدالرحمن عبدالله الشيخ، الهيئة المصرية العامة، القاهرة، 1993، ص: 158، 159.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|